توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خاتم «سليمان»

  مصر اليوم -

خاتم «سليمان»

بقلم: د. محمود خليل

لست بحاجة إلى أن أُحدِّثك عن النعم الكثيرة التى أنعم الله تعالى بها على نبيه سليمان، حين جعله مَلكاً على بنى إسرائيل، وقد مكث النبى على كرسى الملك 20 عاماً متصلة، حتى جاء يوم تعرَّض فيه لامتحان عسير، فقد فيه مُلكه فجأة، وكان السر فى ذلك غياب العدل عنه فى لحظة وجد فيها نفسه منحازاً لهواه فظلم بريئاً.

يحكى «ابن الأثير» فى كتابه «الكامل فى التاريخ» أن السبب فى ذهاب مُلك سليمان واحدة من زوجاته كان النبى يحبها حباً كبيراً ويعتبرها أبرَّ نسائه، واسمها «جرادة». لم يكن سليمان يأتمن على خاتم الملك أحداً سواها، وكان هذا الخاتم سر الإرادة العلوية التى تؤازر النبى فتقضى له ما يريد، وكان يخلعه من يده كلما دخل الخلاء احتراماً لقدسيته.

وقد حدث يوماً أن كانت هناك قضية سوف يحكم فيها نبى الله سليمان بين شقيق «جرادة» وخصم آخر، وكانت الزوجة تعلم مقامها عند زوجها، فقالت له، كما يحكى «ابن الأثير»: «إنَّ أخى بينه وبين فلان حكومة، وأنا أحبُّ أن تقضى له، فقال: أفعل، ولم يفعل، فابتُلى». وقد حدث أن دخل الخلاء فى يوم وترك خاتم الملك مع «جرادة» كما تعوَّد، فشاء الله أن يخرج الشيطان فى صورته فحسبته الزوجة «سليمان» وأعطته الخاتم، وخرج «سليمان» بعده فطلب الخاتم فقالت: ألم تأخذه؟ قال: لا، وبقى الشيطان أربعين يوماً يحكم بين النَّاس.

خرج «سليمان» من هذا المشهد تائهاً لا يدرى ماذا يفعل، وبدأ بنو إسرائيل يفطنون إلى أن الجالس على العرش ليس «سليمان» الذى يعرفونه، بل شخص آخر، فهُرعوا إلى التوراة فنشروها وأخذوا يقرأون فيها، فطار الشيطان من بين أيديهم، وألقى خاتم الملك فى البحر، فابتلعته سمكة، ثمَّ إن «سليمان» قصد صياداً وهو جائع فاستطعمه وقال: أنا سليمان، فكذَّبه وضربه فشجَّه، فجعل يغسل الدم، فلام الصيادون صاحبهم وأعطوه سمكتين إحداهما التى ابتلعت الخاتم، فشقَّ بطنها وأخذ الخاتم، فردَّ الله إليه مُلكه، فاعتذروا إليه، فقال: لا أحمدكم على عذركم ولا ألومكم على ما كان منكم.

هكذا عاش نبى الله «سليمان» الابتلاء، وكان السر فيه عدم التزامه بمسار العدل حين اتبع هواه وحكم لصالح شقيق زوجته التى يحبها، ففقد ملكه، وكأن العدل كان سر القوة العلوية التى تجد رمزها فى القصة «خاتم المُلك». فخاتم الملك هو ببساطة «العدل» الذى رفع «سليمان» فوق العرش من جديد، حين أدرك أنه ظلم، وتاب وأناب إلى الله تعالى. يقول «ابن الأثير» إن سليمان مكث فى الحكم 20 سنة جديدة بعد الـ20 سنة الأولى التى قضاها على عرش بنى إسرائيل لما عاد إلى «العدل» واستغفر ربه فأعطاه الله تعالى المزيد من معطيات القوة والسيطرة.. قال تعالى: «قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكاً لَّا يَنبَغِى لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاتم «سليمان» خاتم «سليمان»



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt