بقلم : حسن المستكاوي
** أكتب فرحا.. المنتخب أول فريق يتأهل إلى دور الستة عشر. وقدم الفريق شوطا تكتيكيا مميزا للغاية، ويحسب للاعبين وللجهاز الفنى بقيادة حسام حسن، فى مواجهة فريق يلعب على المساحات، فحرمه من أى مساحة فى الشوط الأول. هكذا أشرنا قبل المباراة: «تعد مفتاح المجموعة، مهارات ضد مهارات. ومساحات وإغلاق المساحات. وضغط يقابله ضغط». وكان المنتخب الوطنى يضغط ويتحرك كتلة واحدة. المسافات متقاربة بين اللاعبين. ونهاجم حين نمتلك الكرة، ونصنع الضغط الهجومى على مرمى جنوب إفريقيا. وهناك فرص تهديف لم تكتمل. التحركات فى ملعب الأولاد بمجموعة هجوم ذات أقدام سريعة. صلاح، ومرموش، وزيزو، وترزيجيه، وخلفهم وسط مروان عطية وحمدى فتحى. ثم أحيانا هانى الذى صنع أخطر فرص المنتخب من تمريرة عرضية رائعة.
** طرد هانى أربك حسابات المنتخب، لكنه لم يربك حسام حسن «المغامر» حتى لو كان يلعب بعشرة لاعبين، فلا يدفع بمدافعين لإيقاف سيل الهجوم الجنوب إفريقى، وهكذا دفع حسام حسن بإمام عاشور ليشارك زيزو الدفاع فى الجبهة اليمنى، على أن يكون عاشور ورقة هجومية أيضا أمام اندفاع جنوب إفريقيا. (وراجع شريط المباراة سترى عاشور مهاجما ومهددا مرمى الأولاد). وكانت وجهات النظر الأخرى الدفع بمحمد شحاتة أو مهند لاشين وسحب تريزيجيه بدلا من مرموش «لكن بسالة لاعبى المنتخب جميعا جعلتهم يناضلون للحفاظ على الفوز، كأنهم يدافعون عن قلعة حصينة على الحدود، ضد مهاجمين، بقيادة قائد فى المرمى محمد الشناوى، بطل الموقعة، وقد تصدى لكل الأهداف المحتملة للمنافس لتحقيق التعادل.. الشناوى تصدى لأهداف محققة، ولذلك لا يكفى النضال وحده، كما كان واجبا محاولة الدفاع المتقدم قليلا بعيدا من منطقة مرمانا، التى شهدت غزوا من فريق الأولاد.
** وأتوقف عند ضربة الجزاء التى سجل منها محمد صلاح هدف الفوز، فلو سألنا الذكاء الاصطناعى مثلا (ChatGPT- DeepSeek)
كيف يسدد صلاح الضربة ستكون الإجابة ما يلى: «سوف يسددها قوية صاروخية استنادا على تسديدات سابقة له، وبناء على دراسة علمية، للباحثة ساندرا يوهانى المتخصصة فى علم الرياضيات فى جامعة إيرلانجين فى نورنبرج جاء فيها: «التصدى لركلة جزاء ضد كل القواعد الطبيعية لعلم الفيزياء وتضمن تفسيرها للأمر أن اتساع المرمى هو سبعة أمتار و32 سنتيمترا وارتفاعه يصل إلى مترين و44 سنتيمترا والمسافة بين المرمى ونقطة الجزاء هى 12 ياردة أو 11 مترا وأن قطر الكرة هو 22 سنتيمترا وأن غالبية الكرات التى تسدد من نقطة الجزاء تتراوح سرعتها ما بين 72 و90 كيلومترا فى الساعة أى بمتوسط سرعة يبلغ 83 كيلومترا فى الساعة أى ما يعادل 23 مترا فى الثانية الواحدة وهذا يعنى أن الكرة تصل إلى خط المرمى فى نصف ثانية، ويحتاج رد فعل أى حارس بارع إلى ربع ثانية على الأقل فيتبقى له ربع ثانية أخرى ليقفز من منتصف المرمى للوصول إلى الكرة وإبعادها عنه وهذا مستحيل وفقا لما تقوله يوهانى»، والتى تضيف «أنه فى هذه الحالة سيكون الحارس فى حاجة إلى أن تبلغ سرعته 35 كيلومترا فى الساعة ليصل إلى القائم أو ٣٦٫١ كيلومتر فى الساعة إذا توجهت الكرة إلى زاوية المرمى العليا وأن عداء سباقات الـ100 متر وحده يمكنه أن يصل إلى هذه السرعات لكن حارس المرمى ليس بعداء أولمبى كما أنه من المفترض أن يتحرك نحو الكرة من وضع الثبات والمحصلة النهائية وباختصار أن التصدى لركلة الجزاء هو أمر مستحيل حسابيا وفيزيائيا لكن الحقيقة مختلفة تماما ويمكن أن يرويها هؤلاء النجوم الذين تعرضوا للإخفاق فى تسجيل ركلات الجزاء لأنهم يعرفون الحقيقة كاملة؟!»
** صلاح استخدم الذكاء البشرى وسدد ضربة الجزاء من أعلى حارس الأولاد الذى تابع الكرة وهى تمر من فوقه مثل سحابة ظللت المرمى قبل أن تمطر. ليكون محمد صلاح كعادته «هداف الأمة» كما لقب جيرد موللر الهداف الألمانى الشهير بهذا اللقب.
** كان جمهور المغرب وراء الدعم المعنوى الهائل للمنتخب أثناء المباراة. وشكرا للجنة المنظمة التى فتحت أبواب الاستاد ليصل العدد إلى 40 ألف متفرج يزأرون كأسود أطلس دفعا وتشجيعا للمنتخب، فى موقف عروبى قومى. وتقدير عميق لفرحة المصريين الدائمة بكل الانتصارات المغربية التى كانت كأنها انتصارات للكرة المصرية ولكل مصرى، مبعث فخر وكبرياء.. شكرا لجمهور المغرب العظيم راجيا أن تستمر تلك الروح التى تغرزها الرياضة وحلم إقليمنا منذ الأزل.