توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو حدث العكس؟!

  مصر اليوم -

ماذا لو حدث العكس

بقلم - عماد الدين حسين

هذا السؤال المهم طرحته الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى على العالم، وشاهدته على منصات التواصل الاجتماعى نقلا عن قناة «الجزيرة الوثائقية» يوم الجمعة الماضى.
الفكرة ذكية وكنت أتمنى، لو أنها وصلت إلى كل شخص فى الغرب خصوصا الولايات المتحدة.
الحكومات هناك تعلم الحقائق إلى حد كبير، لكن لديها حسابات وتوازنات عديدة ومعقدة، منها مثلا تأثيرات ونفوذ اللوبى اليهودى والانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل.
تقول سوزان أبوالهوى: «لو أن الفلسطينيين أمضوا العقود الثمانية الماضية فى سرقة منازل اليهود يطردونهم ويظلمونهم ويسجنونهم، ويسممونهم ويعذبونهم ويقتلونهم ويغتصبونهم، ماذا لو قتل الفلسطينيون ما يقدر بـ٣٠٠ ألف يهودى فى عام واحد، واستهدفوا صحفييهم ومفكريهم، واستهدفوا العاملين فى الرعاية الصحية ورياضييهم وفنانيهم، وقصفوا كل مستشفى إسرائيلى ومكتبة جامعية وكل متحف ومركز ثقافى وكنيس يهودى؟!!. ماذا لو أنشأوا منصة مراقبة للقتل يجتمعون فيها لمشاهدة مذابحهم، وكأنها منطقة جذب سياحى؟
ماذا لو جمعوا اليهود بمئات الآلاف تحت خيام متداعية وقصفوهم فى مناطق أسموها بـ«الآمنة»، وأحرقوهم أحياء وقطعوا عنهم الطعام والماء والدواء؟!
ماذا لو جعل الفلسطينيون أطفال اليهود حفاة الأقدام يحملون أوانى فارغة بحثا عن الطعام؟ وأجبروهم عل جمع أشلاء آبائهم فى أكياس، ودفن إخوتهم وأخواتهم وأبناء عمومتهم وأصدقائهم، ودفعوهم للتسلل من خيامهم للنوم على قبور آبائهم، وجعلوهم يتمنون الموت، فقط لكى ينضموا لعائلاتهم حتى لا يكونوا وحيدين فى هذا العالم المرعب؟!!.
ماذا لو أرهب الفلسطينيون أطفال اليهود حتى يفقدوا شعرهم وذاكرتهم وعقولهم، وجعلوا أطفالا بعمر أربعة وخمسة أعوام يموتون بنوبات قلبية؟!
ماذا لو استخدم الفلسطينيون دقيق القمح فى الشاحنات لإغراء اليهود الجائعين، ثم أطلقوا النار عليهم، بينما كانوا يحاولون جمع خبز يومهم؟!
ماذا لو سمح الفلسطينيون بتوصيل الطعام أخيرا لملجأ لليهود الجياع، ثم أشعلوا النار فى الملجأ بأكمله وأحرقوا شاحنة الطعام والجياع، قبل أن يتذوق أحد لقمة واحدة من الطعام؟!
ماذا لو أجبرت النساء اليهوديات على الولادة وسط القذارة، وإجراء عمليات قيصيرية بدون التخدير؟!
ماذا لو أن العالم يشاهد إبادة منهجية لليهود بالبث الحى. لما كان هناك نقاش لمعرفة ما إذا كان هذا إرهابا وإبادة جماعية؟!
هذا ما قالته الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى، وأضيف من عندى بضعة أسئلة أخرى بنفس المنهج من عينة: ماذا لو قام الفلسطينيون بتدمير تل أبيب وكل الأحياء اليهودية بنفس الطريقة التى فعلها اليهود فى قطاع غزة طوال العامين الماضيين وفى معظم فلسطين منذ عام ١٩٤٨؟!
ماذا لو قام «شباب التلال» الفلسطينيين بمطاردة كل إسرائيلى فى أرض ١٩٤٨ وأجبروهم على هجر بيوتهم ومزارعم ثم هدمها؟!
ماذا لو صمم الفلسطينيون على تهجير الإسرائيليين إلى خارج فلسطين، علما بأن عددا كبيرا من هؤلاء الإسرائيليين جاءوا هم وأباؤهم وأجدادهم من مناطق مختلفة من العالم خصوصا أوروبا الشرقية؟!.
هذه أسئلة منطقية بسيطة خصوصا أن الاسرائيليين وأعوانهم ما يزالون يصرون على إحياء كل ما فعله النازيون بحق بعض اليهود قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية؟!
ألا يشعر العالم أجمع بأن الذين كانوا ضحايا النازى صار أحفادهم يمارسون نفس الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين منذ عام ١٩٤٨ وحتى الآن؟!
الحقائق واضحة وجلية، لكننا نعيش فى غابة كبيرة، وحتى فى الغابة فإن هناك رحمة أحيانا بين بعض الحيوانات!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو حدث العكس ماذا لو حدث العكس



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt