توقيت القاهرة المحلي 18:24:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎أمريكا وإيران.. هل تحدث المعجزة؟

  مصر اليوم -

‎أمريكا وإيران هل تحدث المعجزة

بقلم - عماد الدين حسين

هل تحدث المعجزة وتنتهى المفاوضات الأمريكية الإيرانية فى سلطنة عمان إلى اتفاق، أم تفشل وتنفذ واشنطن تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية مشتركة مع إسرائيل ضد إيران؟


 

 

‎أخشى ــ بغض النظر عن نوع الإجابة ــ أن يدفع العرب أو معظمهم الثمن لنجاح الاتفاق أو فشله.
‎يوم السبت الماضى التقى ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى فى مسقط عاصمة سلطنة عمان، وقال البيت الأبيض إن المباحثات كانت إيجابية وإن الجانبين اتفقا على اللقاء مرة أخرى يوم السبت المقبل.
‎نتذكر أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان قد وجه إلى إيران تهديدا صريحا فى ٣٠ مارس الماضى بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال شهرين فمن المحتمل أن يتم قصفها، إضافة إلى إمكانية فرض المزيد من القيود والعقوبات الاقتصادية ضدها.
لكنه وكعادته المتأرجحة عاد يوم السبت وقال إن إيران يمكنها أن تكون سعيدة إذا أبرمت الاتفاق وأوقفت برنامجها النووى.
‎كان كثيرون يعتقدون أن الرد الإيرانى على هذا التهديد السافر هو الرفض لأى مفاوضات تحت التهديد، لكن المرشد الأعلى على خامئنى قال إننا نرفض التفاوض المباشر، وليس التفاوض من الأساس، والمؤكد أن ما يتم فى مسقط هو تفاوض مباشر حتى لو كان يتم عبر الوسيط العمانى، فإذا كانت أمريكا قد تفاوضت وجها لوجه مع حركة حماس التى تصنفها «إرهابية»، كما سبق لها التفاوض مع كوريا الشمالية فهل نستعجب إذا تم التفاوض المباشر مع إيران؟! المؤكد أن أسلوب ترامب صار واضحا وهى أنه لا يرفض الجلوس والتفاوض حتى مع أشد أعدائه ما دام ذلك قد يحقق له أهدافه.
‎السؤال: وما هى أهداف ترامب من التفاوض مع إيران؟ أولا تفكيك برنامج إيران النووى ومنع طهران من امتلاك القنبلة النووية بأى طريقة، ويتحقق ذلك ــ من وجهة نظر إدارة ترامب ــ عبرالوصول إلى اتفاق أفضل من الاتفاق الذى وقعه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام ٢٠١٥، وألغاه ترامب بمجرد فوزه فى ولايته الأولى عام ٢٠١٧.
‎وكان ترامب يعتقد أن الاتفاق الملغى ضعيف ولم يشمل برنامج الصواريخ الإيرانية ودعم إيران للعديد من الأذرع السياسية والعسكرية فى المنطقة خصوصا دعم حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن والحشد الشعبى فى العراق، ونظام بشار الأسد فى سوريا قبل سقوطه فى ٨ ديسمبر الماضى.
‎وهناك الآن هدف استراتيحى جديد هو محاولة إغراء إيران بوقف علاقتها مع الصين أو تجميدها أو تخفيضها فى إطار المحاولات الأمريكية لحصار الصين.
‎بطبيعة الحال فإن إسرائيل لا تفضل المفاوضات الأمريكية مع إيران وحاولت مرارا إقناع إدارة ترامب بسرعة مهاجمة إيران استغلالا لحالة ضعفها وفقدانها ورقة  نظام الأسد وتراجع دور حزب الله، وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين.
‎السؤال: إذا كان معروفا أهداف إسرائيل وأمريكا، فما هى أهداف إيران من هذه المفاوضات؟
‎مبدئيا تكرر إيران أنها لا تريد امتلاك قنبلة نووية طبقا لفتوى من خامئنى، وهو كلام يصعب تصديقه سياسيا بالنظر إلى أنها زادت من نسب تخصيب اليورانيوم من ٣٪ إلى ٦٠٪ ردا على العقوبات الأمريكية ضدها.
‎المؤكد أن إيران حتى لو وافقت على تجميد برنامجها فإنها تريد ثمنا لذلك؟ والمعتقد أنها تريد حوافز اقتصادية ورفع العقوبات الاقتصادية كلها أو بعضها مع استمرار برنامجها النووى السلمى، وضمان عدم المساس بما بقى من أذرعها فى العراق واليمن، ومزيد من النفوذ فى المنطقة، والأهم تعهد بوقف التحرش الإسرائيلى.
‎حدوث أى اتفاق تكسب من ورائه طهران لن يريح إسرائيل وبعض الدول العربية، وموافقة إيران على تفكيك برنامجها النووى طبقا للتصور الإسرائيلى يعنى سقوط شرعية النظام الإيرانى تماما، وبالتالى نسأل وماذا عن المصالح العربية.
‎ وما هو المفيد لنا، وهل هذه المفاوضات مجرد ستار لقصف إيران بعد نهاية موسم الحج أم تحدث المعجزة ويتوصل الطرفان إلى اتفاق شامل بحيث تتفرغ المنطقة للتنمية بدلا من الهيمنة لهذا الطرف أو ذاك؟
ظنى أن كلا الاحتمالين ــ أى نجاح أو فشل الاتفاق ــ واردان بنفس النسبة، وإن كنت أتوقع أن تسعى إسرائيل إلى إفشال المفاوضات بكل الطرق الممكنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎أمريكا وإيران هل تحدث المعجزة ‎أمريكا وإيران هل تحدث المعجزة



GMT 18:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قرار تأخر 79 عاما

GMT 06:57 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 06:54 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 06:52 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 06:47 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 06:44 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 06:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

منصة إكس تطلق منصة مراسلة جديدة تسمى XChat

GMT 08:37 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

مصر ترفع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 15%

GMT 09:34 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

محمد صلاح يجدد تعاقده مع ليفربول رسميًا

GMT 01:17 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

منتخب مصر يحسم موقفه من ودية جزر القمر

GMT 13:07 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

أسيل عمران بإطلالات راقية تلفت الأنظار

GMT 10:36 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

قطة تثير ضجة بين الصحفيين في البيت الأبيض

GMT 08:28 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز الصفات والعيوب لبرج الكلب الصيني وتوافقه مع الأبراج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon