توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كنيسة أبوسيفين صارت وطنًا

  مصر اليوم -

كنيسة أبوسيفين صارت وطنًا

بقلم - طارق الشناوي

مع الزمن ستضيع الكثير من الحقائق بحسن أو بسوء نية، وفى الحالتين سيحاسبنا التاريخ، لأننا لم نقم بواجبنا، مأساة كنيسة الشهيد أبوسيفين لا ينبغى أن يطويها التاريخ، أو يتجنبها البعض لأنها ستدفعنا لنعيش الأحزان مجددا، ونتساءل: كيف نضعها داخل (كادر) تستعيده عيوننا؟.

المؤكد فى زمن المحمول هناك لقطات متعددة تم تصويرها ومن مختلف الزوايا، السؤال: فى أى سياق اليوم أو غدا ستقدم للناس، ومنعا لمثل هذه الملابسات، يجب توثيق المأساة التى أدمت قلوب المصريين، الموت لا يفرق بين مسلم ومسيحى، طفل وشيخ، والزمن فى هذه الحالة يتم قياسه بـ(الفيمتوثانية)، فى إطار الدقائق القابعة بين شرارة اللهب وإطفاء الحريق مسافة، هى التى يجب أن نرصدها بكل ظلالها وأبعادها.

أقرأ عن الكاهن العظيم عبدالمسيح بخيت الذى ضحى بحياته لإنقاذ الأطفال، وتمكن بالفعل من إخراج أربعة منهم من الجحيم لتأكله النيران وتصعد روحه الطاهرة للسماء، أيضا حكاية الجيران الذين هرعوا للكنيسة لإنقاذ أهلهم يجب أن تذكر بكل شفافية وحرية، محمد بن الجيران الذى تعرضت قدمه للكسر، ويوسف الذى أطلقوا عليه (سبايدر مان)، صعد فوق سطح الكنيسة لإنقاذ الأطفال، ولدينا أيضا الإعلام وكيف تناول الحدث، هل كان على قدر المسؤولية، يقينا الكل كان حزينا، ومن لم يبك لا يستحق أن نضعه فى قائمة البشر، ولا أتشكك ابدأ فى المشاعر.

لكن من الممكن أن نجد مذيعة مثلا بعد أن قدمت واجب العزاء، أكملت برنامجها عادى جدا كما هو فى (الاسكريبت)، وهى تتحدث عن طريقة عمل بطاطس باللحمة المفرومة، أو كيف تتناول الملوخية بدون أن تخطئ فى الإمساك بالملعقة، هذه المشاهد على كثرتها تقع فى إطار افتقاد المرونة الفكرية، عدد من مقدمى البرامج، وبعضهم من المخضرمين، لم يتعودوا على التعامل مع تلك اللحظات الفارقة، نرى المذيع وكأنه قطار يسير على قضبان، تعلم من التجارب السابقة أن أى محاولة للخروج قد تعرضه للمساءلة، ربما هناك من حاول مرة أن يجتهد، ودفع الثمن غاليا، ربما، كل هذا وارد، لكن ما نلاحظه جميعا أن أغلب من يقفون أمام الكاميرا يفتقدون المرونة الواجبة فى التعامل مع أى طارئ، يهبط عليهم فجأة.

الصورة بكل أبعادها يجب رصدها بدقة، وهو ليس بالضرورة دور المركز القومى للسينما كجهة رسمية تابعة لوزارة الثقافة، كل من يمتلك رؤية من حقه، بل من واجبه، أن يبدأ فى الرصد وبكل شفافية وحرية، ما هو معروف وموثق أن فرق الإنقاذ لم تتقاعس فى التلبية، لكن تأخرت فى الوصول لموقع الحدث.

يتذكر المخضرمون حريقا مماثلا فى قصر ثقافة بنى سويف 2005، وأيضا لم تأت فرق الإنقاذ إلا بعد أن تمكنت النيران من التهام العشرات، وعلينا مواجهة المشكلة ووضع الحلول، كيف تخترق فرق الإنقاذ حاجز الزمن.

أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراره بإعادة الحياة للكنيسة فورا، ويجب قطعا الحفاظ على بيت يعبد فيه الله، فى نفس الوقت يجب بناء بيت أكبر وأكثر اتساعا تراعى فيه كل الشروط الدينية والأمنية والصحية، ليصبح دار عبادة مؤهلة لأى طارئ، تنقل إليها الشعائر الكبرى.

وتظل كنيسة أبوسيفين فى موقعها تروى للزمن حكاية كنيسة فى لحظات صارت وطنا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنيسة أبوسيفين صارت وطنًا كنيسة أبوسيفين صارت وطنًا



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon