توقيت القاهرة المحلي 09:36:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمق الثقافي اللبناني

  مصر اليوم -

العمق الثقافي اللبناني

بقلم-شيرين قسوس

 لم نقرأ عن فتاة واحدة تعرضت للتحرش أثناء المظاهرات بلبنان، لكن باقي الشعوب هي من تحرشت بهم بكثير من الكلمات والأوصاف ذات الإيحاء الجنسيّ، والتحرّش اللفظيّ، والنكات العنصريّة، رغم أن بعضها اضحكني كثيرا!! لكن ما نراه اليوم يثبت مدى رقي الشعب اللبناني ووعيه وثقافته.

فاللبنانيون اعطونا درسا جميلا في الاراده ومعنى الحرية والكرامة والوحدة رغم التعددية، رأينا وجه آخر للديموقراطية التي نظن اننا كشعب أردني نمتلكها، فالديموقراطية ليست منحة حكومية من مسؤولين لمواطنين فقط بل هي ايضا “ديموقراطية شعب”، ديموقراطية الأفراد اتجاه بعضهم البعض كمواطنين فرغم مرور لبنان بحرب أهلية وطائفية وتصفيات حزبية بمراحل سياسية سابقة وعدم استقرار سياسي وغياب الحكومة لسنوات، فقد رأينا النضج الشعبي بالممارسة فقد ظهر العمق الثقافي الذي حصل عليه الشعب من خلال تجربته وألمه من موطن جريح يسعى الى التعافي من كل ما مر به لينهض وينتفض بوحدة متعددة الاطراف بالانتماءات و البيئات والأفكار والعقائد ليصرخ الشعب “لبنان”، نعم لم يهتفوا لأي مسؤول، لم نسمع تكبيرات الاخوان، ولم يُحمل خوري على الاكتاف ليُظهروا مدى تعايشهم ولم تُسيَّر قضيتهم لصالح جهة ولم يُتَهموا بالمؤامرة والأجندات الخارجية! لأن لبنان وحدتهم، لأن لبنان وطنهم، لأن لبنان شرفهم!

كم انت جميل يا لبنان، فرغم ما مررت به إلا انك جمعت التعددية بديموقراطية، وكفلت حرية الرأي والتعبير، جمعت أبناءك بثوبك الأنيق تحت الأرز وجعلت من تلك الأرزة علم يرفرف بقلوب مواطنيك وعلى صدورهم قلائد!!

ليتنا نتعلم كيف ننتفض من أجل الوطن، و كيف نتوحد أمام الفاسدين وكيف نجعل من الاردن شرفَ الأردنيين!!

ليتنا نتعلم تلك “الديموقراطية الشعبية” التي يتغنى بها لبنان لنرتقي بمثل ثقافتهم فلا أحد يتحرش بأحد بالشوارع وان ترتدي الفتاة ما تشاء دون إدعاء “المحافظة الزائفة” ودون أن نكون شعب مفترس، ليتنا نتعلم تقبل أفكار بعضنا البعض دون خوض المعارك، ليتنا نرتقي لتلك الديموقراطية لتحقيق ديموقراطية أشمل على مستوى دولة تتمثل بالحكومات !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمق الثقافي اللبناني العمق الثقافي اللبناني



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon