توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم.. الإسلام لا يعترف بهذا التفرق وهذا العبث

  مصر اليوم -

نعم الإسلام لا يعترف بهذا التفرق وهذا العبث

بقلم:صلاح الغزالي حرب

لا يخفى على كل مسلم أن التحزب والتكتل فى جماعات مختلفة الأفكار والمناهج والأساليب ليس فى الإسلام فى شىء بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل فى أكثر من أية فى القران الكريم (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) وقوله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) فالإسلام يشجع على الوحدة ونبذ الفرقة لأنه يؤدى إلى الضعف والهوان ويكفى فى ذلك قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (ألا إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب).. وبالطبع فان الأحزاب هنا لا تعنى أبدا الأحزاب السياسية، بل هى من فروض الكفاية التى يؤجر عليها الإنسان إذا قام بها بصدق وإخلاص النية.. وسوف أعرض هنا سريعا بعض أمثلة التحزب والتكتل التى أصابت المجتمع الإسلامى..

أولا.. السنة والشيعة

هو خلاف تاريخى بين أكبر طائفتين إسلاميتين.. أهل السنة والجماعة والشيعة وتكمن نقطة الخلاف الرئيسة فى تعيين الخليفة الشرعى للرسول الكريم بعد وفاته وهو الذى لم يحدد للأمة خليفة من بعده وقد اتفق السنة على خلافة أبو بكر رضى الله عنه فى حين رأى الشيعة أن الخليفة يجب أن يكون على بن أبى طالب رضى الله عنه وترجع جذور الخلاف بين الفريقين إلى أكبر وأول أزمة مر بها التاريخ الإسلامى وهى الفتنة التى أدت إلى مقتل عثمان بن عفان وما خلفته وراءها من نزاعات بين معاوية بن أبى سفيان وعلى بن أبى طالب الخليفة الراشدى الرابع..ودام الخلاف بين الطائفتين حتى الان وقد قال فى ذلك شيخ الأزهر الأسبق محمد سيد طنطاوى يرحمه الله كلمة حق (أظن أن من آمن أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله فهو مسلم قطعا وعلى المسلمين أن يعملوا على توحيد الصفوف وحماية أنفسهم من الانقسام الطائفى فكلنا مسلمون)..

ثانيا.. التصوف

ظهر التصوف كحركة روحية فى بدايات التاريخ الإسلامى كرد فعل على التوسع الدنيوى والترف الذى صاحب الدولة الأموية.. وهو يهدف إلى تزكية النفس والوصول إلى معرفة الله عن طريق تجربة شخصية ومباشرة وفى حين أن الأزهر يرى أن له دورا مهما فى نشر التصوف الحقيقى الا أن الجماعات السلفية ترى أن الاحتفالات الصوفية بدعة وشركا لا يجوز شرعا! وبعيدة عن الإسلام الصحيح.

وترجع كلمة الطرق الصوفية إلى كلمة طريق وهو لغويا السيرة.. وطريقة الرجل مذهبه.. ومن هذه الطرق المنتشرة فى العالم الإسلامى ( القادرية والسعدية والرفاعية والأحمدية أو البدوية والشاذلية والدسوقية ) وغيرها كثير فى البلاد العربية..

ثالثا.. السلفية

هى تيار إسلامى فى مصر وله عدة اتجاهات أبرزها الدعوة السلفية التى أسسها شيوخ مثل محمد إسماعيل المقدم وسعيد عبد العظيم.. كما تظهر السلفية فى شكل حركات سياسية مثل ( الجبهة السلفية ) وتدعم أحزابا ذات توجه سلفى وغيرها وقد تبنى حزب النور فى مصر مقاربة برجماتية ومرنة فى العمل السياسى مع التمسك بالمواقف الدينية المتشددة وتعتبر السياسة مجرد وسيلة للوصول إلى غايته الدعوية وتضم السلفية جماعة ( أنصار السنة المحمدية ) ولايوجد فرق كبير بين السلفى والسنى فالسلفى يعنى أنه من أهل السنة والجماعة مع اتباع نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والمؤسف أن ذلك يعنى التقليد الأعمى والجمود الفكرى ومحاربة كل جديد كما أن أصحابه لا تتسع صدورهم للنقاش والحوار.. والغريب أن دعاة السلفية فى مصر حاصلون على دبلوم المعلمين وبكالوريوس الطب والهندسة والزراعة وليسانس الألسن والخدمة الاجتماعية !! وقد ابتعدوا فى السابق عن بحر السياسة العميق لاعتبارات واقعية وأثروا أن يكسبوا ما سمى (معركة الأرواح) فحصدوا انتماء مئات الآلاف عبر القرى والمحافظات والمدن الصغيرة والكبيرة حتى حانت الفرصة أن يدخلوا غمار السياسة وأسسوا أحد أبرز أحزابهم التى باتت تلعب دورا فى قواعد اللعبة السياسية ولم تسع إلى أى صدام مع الدولة وقد ذكر القيادى الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح أن السلفيين يفوقون أعضاء الإخوان المسلمين بعشرين فى مقابل واحد!!

رابعا.. أولياء الله الصالحين

يطلق هذا الوصف على المؤمنين المتقين بالله الذين يراقبون الله فى كل أمورهم ويلتزمون بأوامره ويجتنبون نواهيه وصفاتهم الإخلاص والصدق، والتواضع والزهد والصبر.. والولاية ليست حكرا على أحد وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ولاتنال بالوراثة ولا بالأوسمة بل هى مرتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما وتترجم إلى واقع عملى فيكسب صاحبها حب الله تعالى ويقول الله عنهم فى القران الكريم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم). اما عن ما يسمى بالكرامات فهى تشير فقط إلى كرامات الأنبياء ومعجزاتهم التى تحدث عنها القران الكريم أما غير ذلك فالله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات ويكفى ما قاله ابن تيمية (غاية الكرامة لزوم الاستقامة فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه ويزيده مما يقرب إليه ويرفع به درجات).

خلاصة القول إننى أعلم يقينا مدى حب المصريين لآل البيت وهذا ما يجب على كل مسلم كما أن كل المتقين هم أولياء الله كما جاء بالقرآن الكريم ولكنى أرفض تماما كل هذه الممارسات فى الاحتفالات والتى تتناقض تماما مع صحيح الدين ومنها التمسح بالأضرحة والتوسل اليها وتقبيلها! والتشنجات والرقص والحركات الغريبة فى صورة مقززة لا تحترم الهدف من الاحتفال.. مطلوب احترام ديننا الإسلامي وعلى وزارة الأوقاف أن تعاقب على هذه الممارسات كما يجب أن تعاقب الذين يصرخون بنشوة لصوت مقرىء القران فى المساجد وهو ما يتناقض تماما مع وقار الدين.. ونختم بالآيتين الكريمتين اللتين أتمنى أن يقرأهما كل مسلم ويعرف مغزاهما (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا أقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) وقوله تعالى (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون) صدق الله العظيم فلا إله إلا الله ولا توسل ولا مجيب إلا لله..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم الإسلام لا يعترف بهذا التفرق وهذا العبث نعم الإسلام لا يعترف بهذا التفرق وهذا العبث



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt