توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوشنر.. مهندس الظل

  مصر اليوم -

كوشنر مهندس الظل

بقلم : عبد اللطيف المناوي

جاريد كوشنر المستشار السابق لدونالد ترامب لم يغب للحظة عما يحدث فى الشرق الأوسط، حتى وهو بعيد عن المشهد السياسى الرسمى. ظلت أفكاره سارية يرددها ترامب ونتنياهو قبل الوصول إلى الاتفاق، فقد تحدث من قبل فى محاضرة بجامعة هارفارد عن رؤيته عن غزة، فى تصريحات أثارت صدمةً أخلاقية وسياسية فى آن واحد.

كوشنر قال صراحة: «لو كنت مكان إسرائيل، سأبذل قصارى جهدى لنقل الناس ثم تنظيف القطاع»، مضيفًا أن على إسرائيل أن تعمل على ترحيل المدنيين الفلسطينيين إلى صحراء النقب أو إلى مصر، وأنه يمكن «تجريف منطقة فى النقب» لإقامة «منطقة آمنة» مؤقتة. هذه الكلمات التى نشرتها الجارديان البريطانية عبر موقعها الرسمى، لم تكن مجرد رأى عابر، بل إشارة خطيرة إلى تصور إدارة ترامب لطبيعة الحل فى غزة.

لكن هذا لم يحدث على الأقل فى بنود اتفاق إنهاء الحرب، ولا نحتاج لتكرار القول بأن السبب فى ذلك، هو الموقف المصرى!

كوشنر لم يُخفِ خلفيته التجارية فى رؤيته عن غزة، فذكر فى السابق أن الممتلكات على الواجهة البحرية فى غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، متسائلًا كيف كان يمكن أن تتغير الأمور لو أن الأموال التى أنفقت على «شبكة الأنفاق والذخائر» وُجهت إلى «التعليم والابتكار». لكن هذا المنطق الاقتصادى الذى يُحيل المعاناة إلى مشروع استثمارى، يغفل تمامًا أن القطاع يعيش تحت حصار خانق منذ أكثر من ١٧ عامًا، وأن سكانه لا يملكون ترف الخيار بين التعليم والسلاح حين يُحاصرهم الموت.

الأخطر فى وجهة نظر كوشنر كان رفضه الصريح لفكرة حل الدولتين، إذ قال إن إقامة دولة فلسطينية فكرة سيئة جدًا لأنها تكافئ عملًا إرهابيًا. هذه العبارة تعيد إنتاج خطاب اليمين الإسرائيلى المتشدد. فهو لا يرى الفلسطينى إلا من منظور أمنى، ولا يرى الأرض إلا من منظور استثمارى.

وهذا أيضًا تحطم على صخرة إعلان بعض الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كوشنر، ربما يكون هو مهندس «صفقة القرن» التى أعلن عنها ترامب فى فترته الرئاسية الأولى، وها هو اليوم يعود للمشهد، فى الاتفاق. ظهور كوشنر الأخير يثير القلق، بسبب رؤيته التى تبعث كثيرًا من المخاوف، وأبرز المخاوف هو أن تكون الهدنة الحالية فى غزة ليست نهاية الحرب، بل بداية لمرحلة إعادة رسم الإقليم وفق منطق «الربح والخسارة» لا وفق العدالة والحقوق.

إن أخطر ما حملته رؤية كوشنر التى تبناها فى السابق أنها تخلط بين الاستثمار والسياسة، وبين العقار والإنسان. يمكن القول إن كوشنر لم يغب عن غزة لأنه لا يرى فيها مجرد ملف سياسى، بل بوابة استثمار وسيطرة تمتد من واشنطن إلى تل أبيب، وربما إلى غزة.

إنه يعود أو يظهر من جديد فى الملف الفلسطينى كمستثمر فى الخريطة الجديدة. ولكن لكل مرحلة منطقها التى يرسم ملامحها الموقف المفروض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوشنر مهندس الظل كوشنر مهندس الظل



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt