توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمل فى شرم الشيخ

  مصر اليوم -

الأمل فى شرم الشيخ

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تتجه أنظار العالم، اليوم، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التى تستعيد موقعها فى قلب الأحداث الإقليمية، مع انعقاد قمة مفصلية فى مسار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. فيها مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بمشاركة الرئيسين عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب، واجتماعات تبحث «اليوم التالى للحرب» وترتيبات إعادة إعمار القطاع ومستقبله السياسى والأمنى. ويأتى المؤتمر وسط حالة من التفاؤل الحذر، بعد إعلان بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذى أنهى حربا استمرت عامين، ويسعى المجتمع الدولى إلى ضمان صمود الهدنة وعدم انهيارها كما حدث فى سابقا.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحا أن القمة فى شرم الشيخ هى «مؤتمر الضرورة» لا «الاختيار». فالرئيس الأمريكى ترامب، الذى أعلن بثقة أن الاتفاق «سيصمد لأن الجميع تعب من القتال»، يرى فى هذا الحدث فرصة نادرة لتكريس صورته كصانع سلام عالمى، بعد أن أخفق فى تحقيق ذلك. أما القاهرة، التى رعت المفاوضات المضنية ولم تتوقف جهودها منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، فإن هذا المؤتمر تأكيد لدورها المحورى فى إدارة ملفات الشرق الأوسط الحساسة، وترسيخ لمكانتها كطرف موثوق يملك مفاتيح الحل. وتراهن مصر على أن تخرج من القمة بتوافق دولى حول تنفيذ الاتفاق «كاملاً»، وبخارطة طريق لإعادة إعمار غزة واستعادة السلطة الفلسطينية لدورها فى إدارة القطاع.

أما الطرفان الأساسيان، إسرائيل وحماس، فقد وصلا إلى شرم الشيخ مدفوعين بضرورات قاسية أكثر من كونهما راغبين فى تسوية حقيقية. فالحرب استنزفت الجانبين حتى العظم: إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية، وحماس تواجه كارثة إنسانية وسياسية غير مسبوقة ومستقبلا غير واضح الملامح للحركة. لذلك يبدو اتفاق شرم الشيخ «هدنة اضطرار» تفرضها الوقائع لا القناعات، تمنح الجميع فرصة لالتقاط الأنفاس أكثر مما تفتح أفقًا دائمًا للسلام. سيناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية، أولها آليات تنفيذ المرحلة الأولى، الثانى فيتعلق بترتيبات «اليوم التالى للحرب» والسؤال الأكثر تعقيدًا: من سيحكم غزة بعد الانسحاب؟ إدارة انتقالية بإشراف دولى أو عربى؟ أم حكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف السلطة؟. والثالث إعادة الإعمار، إذ تسعى مصر إلى تأسيس تحالف مانحين عربى–أوروبى يضمن إدارة شفافة وفعالة لجهود التعافى المبكر، وهو اختبار مبكر لمدى جدية المجتمع الدولى فى تثبيت السلام.

لكن خلف مظاهر التفاؤل، تختبئ ألغام سياسية وأمنية لم تُفكك بعد. فمسألة سلاح المقاومة تبقى اللغم الأكبر الذى يهدد أى استقرار، إذ يصرّ نتنياهو على نزع السلاح بالكامل، بينما تعتبره حماس مسألة سيادية لا نقاش فيها قبل قيام الدولة الفلسطينية. أيضا جدول الانسحاب الإسرائيلى الكامل يثير تساؤلات حول نوايا تل أبيب. ويظل الفراغ السياسى فى غزة قائمًا، مع غياب رؤية واضحة للحكم، وخطر تحول الهدنة إلى فوضى أمنية أو انقسام جديد، ما لم يتم التوصل إلى صيغة جامعة بين السلطة وحماس برعاية مصرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمل فى شرم الشيخ الأمل فى شرم الشيخ



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt