توقيت القاهرة المحلي 10:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رهائن» و«سجناء».. حين يرى الغرب بعين واحدة

  مصر اليوم -

«رهائن» و«سجناء» حين يرى الغرب بعين واحدة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

رغم التغير العميق الذي طرأ على المزاج العام في المجتمعات الغربية تجاه فلسطين وقضيتها، وهو تحوّل فرضته آلة الحرب الإسرائيلية نفسها بما ارتكبته من مجازر في غزة بعد السابع من أكتوبر، والتى لا يمكن وصفها إلا انه استخدام غاشم للقوة، فإن هذا التحول لم ينجح بعد في اختراق جدار الإعلام الغربى، الذي لا يزال يرى الصراع بعيون منحازة، ويروى الحكاية بلسانٍ واحد.

لقد خرج الملايين إلى الشوارع في العواصم الأوروبية والأمريكية، تضامنًا مع غزة ورفضًا للحرب، وتحوّل الرأى العام في الغرب من حالة الصمت إلى الغضب، ومن التبرير إلى المساءلة.. بل يمكن القول إن هذا الزخم الشعبى، إلى جانب الجهود المصرية والوساطات الإقليمية، كان أحد العوامل التي دفعت نحو اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في شرم الشيخ، وما تبعه من عملية تبادل أسرى تم خلالها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء وعددهم عشرون، وأشلاء من مات منهم، وهى فيما يبدو مشكلة قادمة، مقابل نحو ألفى سجين فلسطينى، بينهم نساء وأطفال ومعتقلون أمضى بعضهم ما يقرب من أربعة عقود خلف القضبان.

غير أن اللافت والمثير للغضب في آنٍ واحد هو أن هذا الحدث الإنسانى الهائل كُتب بلغةٍ مختلفة في الإعلام الغربى. فبينما تحوّل خروج الرهائن الإسرائيليين إلى مشهدٍ احتفالى مفعم بالعواطف، غطته القنوات وصفحات الصحف الكبرى بتقارير موسّعة عن وجوههم وقصصهم وتفاصيل معاناتهم، مرّ مشهد تحرر آلاف الفلسطينيين مرور الكرام، كما لو كان مجرد تفصيلٍ ثانوى في صفحة الحرب الطويلة.

كانت نشرات الأخبار في لندن، حيث تزامن وجودى هناك مع الإعلان عن الصفقة، تُخصص فقراتٍ مطوّلة عن «الرهائن العائدين»، وتُعرض لقطات مؤثرة لعناق العائلات، بينما كانت صور الفلسطينيين الخارجين من السجون، بوجوهٍ أنهكها الزمن وبأجسادٍ هزيلة من التعذيب، تُعرض إن عُرضت، بلا سياق ولا أسماء ولا دموع.

لغة الإعلام هنا ليست بريئة. فالرهينة في الرواية الغربية ضحية، أما السجين الفلسطينى فهو مدان. الكلمة الواحدة تصنع الفارق بين التعاطف والاتهام، بين إنسانٍ يستحق الحزن وآخر يُفترض أنه يستحق العقاب.

الصحف والقنوات الغربية التي وصفت الرهائن الإسرائيليين بـ«المدنيين الأبرياء»، استخدمت في الوقت ذاته مصطلحات مثل «معتقلين أمنيين» أو «مدانين بالإرهاب» للإشارة إلى الفلسطينيين الذين خرجوا من سجون الاحتلال، رغم أن فيهم أطفالًا ونساءً وطلبة اعتُقلوا بلا تُهم، وآخرين أمضوا عقودًا في الحبس لمجرد انتمائهم أو مشاركتهم في تظاهرات.

هذه الازدواجية ليست جديدة، لكنها اليوم أكثر انكشافًا من أي وقت مضى. فالإعلام الغربى الذي غطى مشاهد الحرب والدمار بعيون إسرائيلية خلال العامين الماضيين، لا يزال يكرر النمط ذاته حتى بعد أن غيّرت الحرب وجه الرأى العام في بلاده.

.. لكن إلى متى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رهائن» و«سجناء» حين يرى الغرب بعين واحدة «رهائن» و«سجناء» حين يرى الغرب بعين واحدة



GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt