توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

عيد والكمسارى فى قطار الخوف

  مصر اليوم -

عيد والكمسارى فى قطار الخوف

بقلم: أشرف البربرى

إذا كنا نريد ألا تذهب دماء الشاب محمد عيد التى سالت على قضبان السكة الحديد عندما قفز من القطار المتحرك عجزا عن سداد ثمن التذكرة وخوفا من التسليم للشرطة، هباء، وإذا كنا نريد عدم تكراره بصورة أو بأخرى فعلينا البحث عن الأسباب الحقيقية له، وإزالتها. أما إذا اكتفينا كما اعتدنا بمحاسبة المسئول المباشر الذى هو الكمسارى فى هذه الحالة، فإننا للأسف الشديد نهدر دماء الضحية ومعه دماء مئات الضحايا الذى سيسقطون فى حوادث مماثلة أو حتى غير مماثلة.
شهادة رفيق القتيل فى رحلة الموت وزميله فى رحلة البحث عن لقمة العيش تقول بوضوح إن الكمسارى وضعهما بين ثلاثة خيارات، إما دفع قيمة التذكرة التى لا يملكانها لأنهما ببساطة عادا من رحلة البحث عن لقمة العيش فى الإسكندرية خاليى الوفاض، أو تسليمهما للشرطة بتهمة التهرب من دفع ثمن التذكرة، أو النزول قفزا من القطار أثناء تهدئته فى محطة دفرة بالقرب من طنطا. ولما كان احتمال دفع ثمن التذكرة غير وارد، لم يعد أمامهما سوى الاختيار بين التسليم للشرطة أو القفز ومواجهة خطر الموت، فاختارا الثانى خوفا من الأول.
ثم جاء قرار النيابة بتوجيه تهمة «القتل بالترويع» إلى الكمسارى ليؤكد أن التخويف الذى مارسه الكمسارى والخوف الذى شعر به الضحيتان كان السبب الرئيسى فى المأساة.
والحقيقة أن الخوف لم يكن حاضرا فقط عند الضحية، لكنه كان حاضرا وبنفس القدر عند الكمسارى الذى خاف من العقاب الذى توعده به وزيره إذا ما ترك راكبا بدون تذكرة إلى الدرجة التى جعلته يدفع بالشاب وزميله إلى القفز من القطار المتحرك دون أن يفكر فيما يعرضه لهما من مخاطر.
فالسيد وزير النقل عندما تولى منصبه الرفيع خاطب الكمسارية قائلا: «إن الكمسارى الذى يترك راكبا بدون تذكرة ليس له مكان معنا»، مكتفيا بهذا التهديد لمن يتهاون من مرءوسيه فى تحصيل التذاكر، ولم يهتم بتوعيتهم «وترسيخ إيمانهم بمقاصد الوظيفة العامة؛ وغايتها تحقيق المصلحة العامة؛ وأن أولى أولويات تلك المصلحة هى الحفاظ على حياة الإنسان وصون كرامته»، فكانت المأساة عندما أبدى الكمسارى حرصا مفرطا على تنفيذ تعليمات رؤسائه والتصدى لمحاولة عدم دفع ثمن التذكرة حتى لو كان الراكب لا يملك الثمن، ولا يملك إلا القفز من القطار المتحرك.
ولم يقتصر الأمر عند خوف الضحايا من التسليم للشرطة ولا خوف الكمسارى من ضبطه متغاضيا عن راكب لا يحمل تذكرة، وإنما كان هناك أيضا خوف ولامبالاة بعض ركاب عربة القطار الذين اكتفوا بمشاهدة ما يجرى ولم يتدخلوا سواء بعرض سداد ثمن التذكرة نيابة عن الشابين أو بمنع الكمسارى من المضى قدما فى جريمته وإلزامه بالالتزام بالقانون الذى لا يسمح له بأكثر من تسليم الراكب المخالف إلى الشرطة سواء كانت شرطة القطار أو شرطة أول محطة يتوقف فيها القطار.
كيف تمكن الخوف منا بهذا الشكل فجعل الكمسارى يفضل «القتل بالترويع» على مواجهة تهمة التراخى فى تحصيل ثمن التذاكر؟ وجعل الشاب يفضل القفز إلى المجهول ومواجهة الموت على تسليمه للشرطة؟ وجعل غالبية الركاب يختارون الصمت واللامبالاة على التدخل لمنع كارثة إنسانية أمام أعينهم؟
ربما كانت الحكومة تؤمن بما قاله المبدعان عبدالرحمن الأبنودى وصيري عزت على لسان الرائع محمود مرسى فى حوار التحفة السينمائية «شىء من الخوف»، بأن «شيء من الخوف يفيد ما يضرش» لكن ما نراه هذه الأيام هو أن الخوف قد تمكن منا، إلا من رحم ربى، وأصبح طريقا إلى الموت وليس حتى وسيلة للبقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد والكمسارى فى قطار الخوف عيد والكمسارى فى قطار الخوف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt