توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد

  مصر اليوم -

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد

بقلم: أشرف البربرى

لماذا لا نفكر فى استخدام نفس وصفة رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد التى نجحت فى مواصلة بناء سد النهضة، لكى نواجه بها نحن هذا السد وما يمثله من خطر على بقاء الشعب المصرى كله؟

فرئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد الذى جاء إلى الحكم بعد موجة اضطرابات شعبية وعرقية واسعة أدت إلى مقتل المئات، ووضعت مستقبل إثيوبيا على المحك، اختار توحيد الشعب والمجتمع من خلال إطلاق الحريات والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين والسماح لآلاف المعارضين الذين كانوا يعيشون فى المنافى بالعودة إلى البلاد.

وعندما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، لم يتراجع الرجل عن خيار «وحدة الشعب الحر» صاحب الحق فى الاختلاف، ولم يرفع شعار «الاصطفاف الوطنى بسبب المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد» لكى يقضى على أى صوت معارض، بل واصل الرجل طريقه نحو تعميق المصالحة الشعبية والقبلية فى بلد ارتبط تاريخها الحديث والمعاصر بصراعات القبائل والعرقيات بما فى ذلك الصراعات العابرة للحدود.

وإذا كنا قد وصلنا إلى طريق مسدود فى المفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة كما تؤكد بياناتنا الرسمية، فلماذا لا يفكر المسئولون، فى «وصفة آبى أحمد» بوضع استراتيجية جديدة توحد الشعب المصرى وراء قضية السد، من خلال إطلاق سراح آلاف الشباب والشيوخ المعارضين ممن لم يتورطوا فى أعمال عنف أو مخالفات حقيقية للقانون، والاعتراف بالحق فى المعارضة، بل والحق فى السعى السلمى للوصول إلى الحكم بالطرق السلمية؟

وإذا كان آبى أحمد يراهن على «وحدة الشعب الإثيوبى» لمواصلة بناء السد وتجاهل حقوقنا ومصالحنا، فلماذا لا نراهن نحن على «وحدة الشعب المصرى» لإجباره على احترام حقوقنا ومصالحنا؟

لكن لكى نكسب مثل هذا الرهان يجب أن تكون وحدة الشعب وراء القضية، وحدة حقيقية نابعة من شعور الجميع موالين ومعارضين بأن حقوقهم فى بلادهم مصونة، آراءهم محترمة، دون خوف من ملاحقة أو تشويه، وليست شعارات ترددها «شلة المنتفعين» من الأوضاع الراهنة.

وإذا كنا قد حزمنا أمرنا وقررنا التوجه إلى المجتمع الدولى لحل أزمة سد النهضة، فعلينا أن نعرف أن العالم قد لا يتعاطف كثيرا مع دولة تحتل المركز 163 من بين 180 على مؤشر حرية الصحافة فى العالم، وتفتقد إلى نظام حكم رشيد وفقا للمعايير الدولية.

صورة مصر الحالية أمام المجتمع الدولى، خاصة فيما يتعلق بملف الحريات والديمقراطية لا يمكن أن تساعد فى إقناعه بسلامة موقفنا رغم سلامته بالفعل فى مواجهة إثيوبيا التى ينظر إليها العالم الآن باعتبارها تجربة إصلاح وتنمية تستحق المساندة، رغم أنها بمواصلة بناء السد، تنتهك القانون الدولى، وتعرض حياة 100 مليون إنسان فى مصر لخطر الجفاف والمجاعة، وترفض التجاوب مع كل مبادرات بناء الثقة التى قدمتها مصر طوال السنوات الخمس الماضية، من «وثيقة المبادئ» إلى خطاب الرئيس فى البرلمان الإثيوبى.

أخيرا قضية مياه النيل بالنسبة لمصر هى قضية حياة أو موت، وبالتالى لا يجب أن تخوضها مصر وقطاع مهم من شعبها إما مهمش أو محبوس لأن الحكومة لا تعترف بالحق فى المعارضة الجادة، ولا ترى أن المعارض الحقيقى الساعى إلى الوصول للحكم أو تغيير الأوضاع التى يراها سيئة يمكن أن يكون وطنيا مخلصا، ويمكن أن يكون صاحب رأى صائب أو حتى مفيدا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد وصفة آبي أحمد لمواجهة السد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt