توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»

  مصر اليوم -

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»

بقلم:حبيبة محمدي

كثيرًا ما تُطرحُ بعضُ التساؤلاتِ، مثل: هل إشكالياتُ الثقافةِ هى مِن عُمق ِحياتِنا المجتمعية، ومِن صميمِ واقعِنا، أم هى فعلُ تنظيرٍ خارجى؟

قضيةٌ تناوَلها عميقًا «مالك بن نبىّ» (1905-1973م) المفكرُ الإسلامى الجزائرى، بل أحدُّ أعلامِ الفكرِ الإسلامى فى القرنِ العشرين، ورائدٌ من رُوّادِ النهضةِ الفكريةِ الإسلامية فى القرنِ العشرين.

وتقولُ بعضُ الدراساتِ التاريخية، عنه: ( يُمكن اعتبارُه امتدَادًا للمفكرِ وعالِم الاجتماع «ابن خلدون»، وهو من أكثرِ المفكرين المعاصرين الذين نَبَّهوا إلى ضرورةِ العنايةِ بمشكلاتِ الثقافةِ والحضارةِ).

هذا والمعروف أنَّ «مالك بن نبىّ» انتقلَ إلى الإقامةِ بجمهورية مِصر العربية الشقيقة إِبانَ الاستعمارِ الفرنسى، ومكثَ بها سنواتٍ، ولاقى محبَّةً وتقديرًا كبيريْن فيها.

وحسبَ الدراساتِ أيضا، فإنَّ «مالك بن نبىّ»، (قد تحلّى بثقافةٍ منهجيَّة، استطاعَ بواسطتِها أن يضعَ يدَه على أهمِّ القضايا فى العالَمِ العربى، فألَّف سلسلةً موسومة ب «مشكلاتُ الحضارة»، بدأها فى باريس ثمَّ فى مِصر والجزائر)، منها على سبيل المثال لا الحصر: (شروطُ النهضة، الطبعة العربية فى 1957). و(مشكلةُ الثقافة) 1959..

وكُتب أخرى كثيرة، ألَّفها «بن نبىّ»، تتخذُّ من جوهرِ النهضةِ، الحضارةِ، والثقافةِ، مضامينَ لها.

الثقافةُ بالنسبةِ للمفكرِ «مالك بن نبىّ» هى (نظريةٌ فى المعرفةِ، ومنهجٌ فى السلوكِ وطريقةٌ فى العملِ والبناءِ)؛ وتتشكلُّ المنظومةُ الثقافيةُ من تيماتٍ أساسية متعدّدة، منها الأخلاقى، والجمالى وغيرهما.

الثقافةُ فلسفةٌ، وهى تنبعُ من المجتمعِ وترتبطُ بالواقعِ، الثقافةُ سلوكٌ، وقد ربطَها بالحضارةِ أيضا- لا يتسِّعُ المجالُ لسردِ تفاصيلِ الموضوعِ كلِّه.

ورغم معايشتِه للحضارة الغربية، إلاَّ أنَّه نبَّهَ إلى ضرورةِ التمسكِ بالبيئةِ الأصليةِ للإنسانِ وفكرِه العربى الإسلامى، مع محاولةِ التطويرِ الذاتى.

لقد كان «مالك بن نبىّ» مفكرا استشرافيًا، وكانتْ أفكارُه ذاتَ أبعادٍ فلسفية وسوسيولوجية سابقة لزمانِها.

حيثُ كتبَ فى مؤلَفه «مشكلةُ الثقافة» عن التوّجهِ الغربى والعالَمى نحو الثقافة، والدورِ الذى لعبتْه العولمةُ فى هذا التوّجهِ، وعن أهميةِ التعايشِ بين الثقافاتِ المختلفة، مع وجوبِ احتفاظِ كلِّ مجتمعٍ بثقافتِه الخاصة، ومنها كمثالٍ، احتفاظُ مجتمعِنا العربى الإسلامى برؤيتِه الخاصة، بفكرِه وأفكارِه، وعدمُ الانصهارِ التامِ فى الفكرِ الغربى.

أرى أنَّ المفكرَ الجزائريَ الكبيرَ «مالك بن نبىّ» يحتاجُ منّا إلى إعادةِ قراءةٍ ودراسةٍ لأفكارِه وفلسفتِه، لأنَّه يُمثِّلُ جزءا هامًا من تراثِنا العربى الإسلامى.

هى دعوةٌ إلى إعادةِ الاعتبارِ إلى الأهميةِ الفكريةِ والثقافية له ولكلِّ النماذجِ مثلِه فى حياتِنا -اليوم- فى وطنِنا العربى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ» إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt