توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ!

  مصر اليوم -

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ

بقلم:حبيبة محمدي

غالبًا، ما يظهرُ التوْقُ إلى المدينةِ الفاضلةِ، مدينةِ الحقِ والخيرِ والجَمالِ، فى زمنِ الانحطاطِ، بحيث، وبشكلٍ مُطردٍّ، كلّما امتلأَ المجتمعُ بـ«غُثاءِ» الأخلاقِ، وبالنفوسِ المذمومةِ، ازدادَ الإنسانُ شوقًا إلى المدينةِ الفاضلةِ!

الفيلسوفُ اليونانى المعروفُ «أفلاطون»، صاحبُ «الجمهورية»، وغيرِها من المؤلَفاتِ الرائعةِ، والذى يُعتبرُ فيلسوفًا من طائفةِ الأدباءِ، والذى عاشَ تجاربَ القرنِ الرابعِ «ق.م»، فى «أثينا»، وهو، أيضا، فيلسوفٌ مثالى، وذو اتجاهٍ صوفى، حيث يمكنُ تفسيرُ سببِ ذلك، بالرجوعِ إلى ظروفِ عصرِه، (فأفلاطون لم يكتبْ فلسفتَه فى عصرِ ازدهارِ الحضارةِ الأثينية الذى توّجَ العقلَ وحريةَ الرأى، وإنَّما نمتْ فلسفتُه وازدهرتْ فى عصرِ انحدارِ هذه الحضارةِ)!. وما فلسفةُ أفلاطون المثاليةِ، سوى ردِّ فعلٍ، تجاه رداءةِ الواقعِ، والتطلّعِ إلى واقعٍ أجملٍ وأفضل!. المعروفُ أنَّ كتابَ «الجمهورية» لأفلاطون، له ترجماتٌ عديدةٌ، أهمّها على الإطلاقِ، ترجمةُ المفكرِ المصرى الكبيرِ أستاذنا الدكتور «فؤاد زكريا» رحمَه اللهُ.

وقال عنه «إِمرسُنْ» (احرقُوا كلَّ الكتبِ، ففى هذا الكتابِ غنًى عنها)!.

فهو كتابٌ ما بين الفلسفةِ والأدبِ والفنِ والجَمالِ، بل وحتى السياسة وعلم النفس، جمعَ فيه «أفلاطون» خلاصةَ ما عرفه من الفلسفةِ والفكرِ فى عصرِه، وما سبقَه.

من أفكارِ الكتابِ، وفيما يُشبه «اليوتوبيا»، كتبَ «أفلاطون» عن«مفهومِ العدالة»، والتى اعتبرَ أنَّها تعاونُ كلِّ أجزاءِ المجتمعِ تعاونًا متوازنًا، فيه الخيرُ للكلِّ. وقد شبّه «أفلاطون» الدولةَ بأجزاءِ الإنسانِ، منها، الرأسُ، وفيه العقلُ وفضيلتُه الحكمة، وتُمثِّلُه طبقةُ الحُكام، وهؤلاء أقلّيةٌ صغيرة تهتمُّ بالتأملِ والفهمِ، ثمَّ القلبُ، وفيه العاطفة، وفضيلتُه هى الشجاعة، وتُمثِّلُه طبقةُ الجيشِ، وهؤلاء يحبُّون الشجاعةَ، والدفاعَ عن الأوطانِ، والنصرَ!.

وثالثًا، البطنُ، وفيه الشهواتُ، وفضيلتُه الاعتدال، وتُمثِّلُه طبقةُ الصُّناعِ والعمالِ وهُم عامةُ الشعبِ، أو «الدَهماءُ» كما يُسمِّيهم.

وقد رفعَ أفلاطون من شأنِ الحُكماء والفلاسفةِ، لأنَّ الحكمةَ هى الأعلى والأفضلُ، وهى رأسُ الإنسانِ!. بالحكمةِ والمعرفةِ والعِلمِ، يحكمُ الإنسانُ العاقلُ والمفكرُ، الدولَ والمجتمعاتِ!.

ففى المجتمعاتِ الفاضلةِ، الأولويةُ تكونُ للحكمةِ ولأصحابِ الفكرِ، كالفلاسفةِ والعلماءِ.

(والطبقيةُ فى المدينةِ الفاضلةِ لا تقومُ على أساسٍ عنصرى، بل كان «أفلاطون» يرى أنَّ هذه هى العدالةُ، لأنَّ التقسيمَ يقومُ على أساسِ الهِباتِ الفِطريةِ للبشرِ، وتتحققُ العدالةُ، عندما يقومُ كلُّ فردٍ بدورِه المُخصّصِ له)...

والفيلسوفُ الإسلامى «الفارابى»، أيضا، كتبَ عن مفهومِ المدينةِ الفاضلةِ، سأكتب عنه، لاحقا. بحولِ اللهِ.

- طوبى للحكمةِ وللفُضلاءِ!

وما أشدَّ الواقعِ بؤسًا، عندما يكونُ بعيدًا عن الفضيلةِ، وعنِ الحقِ والخيرِ والجَمالِ! عن القيّمِ الإنسانيةِ!!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt