توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أَدونيس» الجوهرُ و«نوبل» العَرَضُ!

  مصر اليوم -

«أَدونيس» الجوهرُ و«نوبل» العَرَضُ

بقلم:حبيبة محمدي

أَخطأتْ جائزةُ «نوبل» للآدابِ، في هذه السنةِ،«٢٠٢٥»، أيضًا، طريقَها إلى الشاعرِ العربى الكبيرِ «أَدونيس»!!

ففى كلِّ سنةٍ، وفى مثلِ هذا الموسمِ، موسمِ جائزةِ «نوبل»، ينتظرُ الأدباءُ والمثقفُون والمهتمُّون، الإعلانَ عن الفائزين بجائزةِ «نوبل»، وفى مختلفِ المجالاتِ، أما في عالَمِنا العربيّ، فاسمُ «أَدونيس» يتردّدُ، دائمًا، بالنسبةِ لجائزةِ «نوبل» في الآدابِ، لكنَّ عينى «نوبل» تُخطِئانه، ككلِّ سنةٍ!!

وحده الشاعرُ الكبيرُ «على أحمد سعيد إسبر» المشهورُ باسمِ «أَدونيس»، يصنعُ الجدلَ!!

فمنهم مَنْ يطعنُ في قيمتِه في الحداثةِ الشِّعريةِ العربية، ويبخسُ دورَه في المشهدِ الثقافى والفكرى، في العالَمِ العربيّ، ومنهم مَن يكيلُ له الاتهامات الشخصيةَ!! وغيرُ ذلك من المواقفِ!

كما نعلمُ جميعًا، فقد ذهبت الجائزةُ، هذه السنة، إلى الروائى المجرى، «لاسلوكراسناهوركاى»، صاحبِ «تانغو الخرابِ»،! والحقيقة، أنَّنا إذْ نختلفُ أو نتفقُ على المتوّجين بالجائزةِ، في كلِّ سنةٍ، تبقى للجنةِ المُحكّمةِ للجائزةِ، ذائقتُها الفنيّةُ، ومعاييرُها الخاصةُ.

ما يحزُّ في نفسى، تلك الكتابةُ السلبيةُ عن الشاعرِ «أَدونيس»، وأرى أنَّها لا تندرجُ ضمن النقدِ، لأنَّ النقدَ الحقيقيَّ، يكونُ -عادةً- موضوعيًّا، نزيهًا وبَنَّاءً.

فكيف يُنكرون على الشاعرِ العربى الكبيرِ «أَدونيس»، إنجازاتِه في المشهدِ الشِّعرى العربيّ، على مدى أكثر من نصفِ قرنٍ؟!

وأستحضرُ بعضَ ما كنتُ كتبتُه عنه، في هذا السياقِ:

(«أَدونيس»، لمَنْ لا يعرفُه، هو أيضًا ناثرٌ كبيرٌ وناقدٌ ومفكرٌ استشرافيٌّ ذو رؤيةٍ خاصةٍ، ثاقبةٍ، في موضوعاتِ الكتابةِ المتنوّعة، الأدب، النقد والفكر،.. بل كتبَ حتى في الفنِ والتصوّف.. وغير ذلك...

لكنَّ الثابتَ أنَّه شاعرٌ استثنائيٌّ، صاحبُ قاموسٍ لغوىٍّ خاصٍ به وحده، كان مجدِّدا في كلِّ ما كتبَ...، ابتكرَ لغةً مختلفةً، ترنو إلى التجدّدِ الدائمِ، وكان له تأثيرٌ كبيرٌ على الشِّعرِ العربيّ، فقد قامَ بثورةٍ حداثيةٍ في النصفِ الثانى من القرنِ العشرين، حيث ثارَ على اللغةِ، بتركيباتٍ جديدةٍ، وصيغٍ مبتكرةٍ....؛ خاضَ «أَدونيس» التجريبَ وتمرّدَ على الأساليبِ التقليديةِ، لكنْ دون أن يخرجَ عن اللغةِ العربيةِ ومقاييّسِها النحويةِ، فهو الثائرُ الذي يشتهى تمرّدًا حتى على التمرّدِ!)!!.

في اعتقادى، أنَّ «أَدونيس» الشاعرَ القيمة والقامة، وبعد كلِّ هذا التاريخِ الاستثنائى، هو أكبرُ من أيِّ جائزةٍ، وهو الحاصلُ على العديدِ من الجوائزِ الدوليةِ.

«أَدونيس» صاحبُ مشروعٍ متكاملٍ، ومثقفٌ موسوعى كبيرٌ، وواحدٌ من أهمِّ المُجدّدين في الحداثةِ الشِّعريةِ العربيةِ، ويقينى- ولمعرفتى الشخصيةِ به- فهو «أَدونيس»، الإنسانُ الأنبلُ والأرقى، الذي جوهرُه الشِّعرُ، أما الجائزةُ، فلا تصنعُ شاعرًا، لأنَّها مجردُّ عَرَضٍ!!

المجدُ للشِّعرِ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أَدونيس» الجوهرُ و«نوبل» العَرَضُ «أَدونيس» الجوهرُ و«نوبل» العَرَضُ



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt