توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طـريـق الـحـج الـمـصــري

  مصر اليوم -

طـريـق الـحـج الـمـصــري

بقلم : علي إبراهيم الغبان

 < تتميز المملكة العربية السعودية بمعالم أثرية لا توجد في غيرها، ومنها طرق الحج. حيث يشق شمال المملكة بالاتجاهين الشرقي والغربي طريقان تاريخيان للحج، هما طريق الحج العراقي وطريق الحج المصري.

ولأهمية هذين المعلمين فقد تم اختيارهما ليكونا ضمن المواقع المرفوعة للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونيسكو، وهي 10 مواقع وافق المقام السامي على طلب الهيئة بتسجيلها.

وطريق الحج المصري كان موضوعاً لبحث قديم أجريته بعد دراسة ميدانية طويلة.

حيث كان لحجاج مصر في العصور الإسلامية المبكرة بعد رحيلهم من مدين طريقان: أحدهما داخلي، والآخر ساحلي، فأما الطريق الداخلي فيتجه (جنوباً بشرق) ويمر على شغب، ثم بدا، ثم على عدد من المنازل حتى يصل إلى منطقة وادي القرى، حيث يلتقي في السُقْيَا (الخشيبة) بطريق الحج الشامي، ليسير معه في المدينة.

وأما الطريق الساحلي فيسلك بعد مدين ساحل البحر الأحمر، ويمر على عدد من المنازل، أهمها: عينونا، ثم النبك (المويلح)، ثم ضباء، ثم العويند، ثم الحوراء، ثم الأحساء (مغيرة – نبط)، ثم ينبع، ثم الجار، ومن الجار يتجه إلى مكة المكرمة مروراً بالجحفة، ثم خليص، ثم عسفان وإلى المدينة مروراً ببدر.

وظل الطريق البري الساحلي في خدمة قوافل الحجاج المصريين ومن رافقهم حتى سنة 1301هـ، تاريخ مرور آخر قافلة رسمية للحج على الطريق البري، وبعد هذا التاريخ عاد الحجاج المصريون مرة أخرى إلى السفر بحراً من السويس إلى جدة في السفن البخارية والشراعية. وبذلك يكون الطريق المصري قد مر خلال تاريخه بأربع مراحل، هي على الترتيب:

المرحلة الأولى: وتمتد من الفتح الإسلامي لمصر وحتى منتصف القرن الخامس الهجري (11م)، وكان للطريق خلالها مساران في الجزيرة العربية، أحدهما داخلي والآخر ساحلي. المرحلة الثانية: (مرحلة طريق عيذاب) وتمتد من عام نيف وأربعين وأربعمئة إلى عام ستة وستين وستمئة هجرية، وخلال هذه المرحلة توقف استخدام الطريق البري الذي يمر بشمال الحجاز، وكان الحجاج المصريون يركبون السفن النيلية إلى قوص، ثم يسافرون بالقوافل إلى عيذاب، ثم يعبرون البحر إلى جدة.

المرحلة الثالثة: وهي أطول مرحلة في تاريخ الطريق، وتمتد من سنة 667هـ إلى سنة 1301هـ وتشمل العصرين المملوكي والعثماني، وخلال هذه المرحلة من تاريخ الطريق عاد الحجاج إلى استخدام الطريق البري الساحلي الذي يمر بشمال الحجاز.

المرحلة الرابعة: وتبدأ مع بداية القرن الرابع عشر (20م)، وتشمل نهاية العصر العثماني وفترة حكم الأشراف وعهد المملكة العربية السعودية، وخلال هذه المرحلة توقف الحجاج مرة أخرى عن استخدام الطريق البري، وأصبحوا يسافرون بالقطار في بداية الأمر إلى السويس، ومنها يركبون السفن إلى جدة.

وقد نال طريق الحج المصري بمساريه الداخلي والساحلي عناية الحكام المسلمين في العصور الإسلامية المبكرة، وبخاصة حكام مصر الذين أقاموا عليه البرك وحفروا الآبار، ومهدوا العقبات الصعبة، وبنوا المساجد في بعض محطاته، وقد أشارت المصادر إلى القليل من هذه المنشآت، مثل تمهيد عقبة أيلة وتنظيفها من الحجارة على يد فاتن مولى خمارويه بن أحمد بن طولون، والآبار السبع التي حفرت في مكان نزول الحجاج بوادي ضباء، وخان العشيرة بينبع الذي ليس له نظير على حد قول المقدسي، ومساجد بدر التي بناها ملوك مصر، وبركة خليص وقناتها، وتوجد اليوم على الطريق المصري بعض الآثار التي ترجع إلى تلك الفترة المبكرة، وبخاصة على مسار الطريق الداخلي، مثل البركة المبنية على الطريق في عين النابع الواقعة بالقرب من شغب، وبركة بدا، وآبار بلاطة الواقعة بين بدا والخشيبة. كما توجد على هذا المسار الداخلي مئات من النقوش العربية المبكرة، أهمها تلك المنقوشة على صخور شهيبة بدا الشمالية.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طـريـق الـحـج الـمـصــري طـريـق الـحـج الـمـصــري



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon