توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم

  مصر اليوم -

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم

بقلم : محمد زهران

كاتب هذه السطور مهنته التدريس والبحث العلمى والكتابة عنهما وعن تاريخ العلوم ويقوم بهذه المهام منذ أكثر من عشرين سنة وحتى الآن، فى السطور القادمة أحب أن أشارك القراء بعض الخواطر المتعلقة بالبحث العلمى والتعليم، نركز هنا على التعليم الجامعى لأنه اختصاص كاتب هذه السطور، مقالنا اليوم هو آراء شخصية الهدف منها هو إثارة المناقشة والأسئلة والتفكير.
عندما تكون موارد أى الدولة محدودة فإنها تضع أولويات عما يجب الاهتمام به فى الخطوة الأولى ثم الثانية وهكذا، أعتقد أنه لا أحد ينكر أن أهم دعامة فى تقدم أى دولة هو العلم، لكن العلم يعتمد على شيئين: التعليم والبحث العلمى، ما الذى يجب أن نبدأ به؟ أعتقد أنه التعليم. هناك ظاهرة صحية وهى افتتاح الكثير من الجامعات الأهلية بالإضافة إلى الموجود من الجامعات الخاصة والحكومية عندنا فى مصر، التدريس هو الأهم الآن لبناء جيل قوى علميا فى ظرف سنوات أربع أو خمس وهى مدة تخريج أول دفعة فى مختلف التخصصات. هذا معناه أن تعيين الأساتذة فى هذه الجامعات يجب أن يتم على أساس الخبرة فى التدريس وليس البحث العلمى. الجامعات الجديدة لن يكون عندها بحث علمى حتى تخرج دفعة على الأقل على حد علمى. قد يقول قائل: ولكن الأبحاث العلمية المنشورة للأستاذ الجامعى الذى يتم تعيينه يساهم فى تقدم الجامعة فى التصنيف حتى ولو كانت الجامعة لم تخرج أية دفعات بعد. هذا يقودنا إلى نقطة مهمة للغاية وهى أنه علينا أن نتجاهل التصنيف الآن. تصنيف الجامعات هو جزء من القوة الناعمة لكن يجب أن نركز على القوة الخشنة أولا وهو تخريج جيش من المتعلمين تعليما قويا. بعد تلك المرحلة ندخل فى المرحلة الثانية بعد التعليم وهى البحث العلمى.
البحث العلمى الذى نحتاجه فى مصر الآن هو البحث العلمى التطبيقى لحل مشاكل على الأرض عندنا، هذا قد لا يقود إلى أبحاث علمية منشورة كثيرة لكن سيحل مشاكل مهمة على الأرض، من أمثلة الأبحاث العلمية التى نحتاجها وتوجد فعلا جهود فى تلك الاتجاهات: زيادة كفاءة الخلايا الشمسية، تخفيض تكاليف وزيادة كفاءة تحلية مياه البحر، الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، تجميع الحاسبات فائقة السرعة واستخدامها لحل المشكلات التى ذكرناها وغيرها إلخ، بعد أن يصبح عندنا جيش من العلماء فى تلك الأبحاث التطبيقية ونرى الحلول العلمية تأتى أُكُلها على أرض الواقع ننتقل إلى المرحلة الثالثة من البحث العلمى وهى لحل المشكلات العلمية بعيدة المدى وهو ما سيقود إلى أبحاث منشورة فى مجلات علمية ومؤتمرات معتبرة. فى تلك المرحلة نبدأ فى الالتفات إلى تصنيف الجامعات وعدد الأبحاث المنشورة بعد أن نكون قد اهتممنا بالتعليم ثم الأبحاث التطبيقية.
كل ما ذكرناه يحتاج تكاتف العلماء المصريين فى الداخل والخارج، مصر لديها أكبر عدد من العلماء المغتربين بين الدول العربية وغالبا الأفريقية أيضا فى مختلف التخصصات وعلى استعداد لبذل كل الجهد فى سبيل تقدم بلدهم، أعتقد أن برنامج «جسور» فى أكاديمية البحث العلمى الذى يجمع علماء مصر من الداخل والخارج فى مشروعات مشتركة هو نقطة بداية جميلة جدا.
نأتى إلى نقطة غاية فى الأهمية ومرتبطة بكل ما سبق وهى تعيين المعيدين، المعيدون هم أوائل الدفعة أى الذين يحسنون الاستذكار، لكن المعيد هو أستاذ المستقبل الذى تكون إحدى مهامه التدريس، فمن قال إن أول الدفعة هو أفضل مدرس؟ قد يقول قائل: ماذا نفعل إذن؟ أعتقد أن الحل أن يكون فى جامعاتنا نوعان من الأساتذة: النوع الأول تكون مهمته التدريس وتكون ترقيته تبعا لذلك من تحديث المواد العلمية وما شابه، النوع الثانى هو الأساتذة المعنيون بالبحث العلمى وتكون ترقيتهم تبعا لذلك وأثناء فترة الماجستير يتم فرز وتدريب المعيدين لانتقاء الأفضل لكل نوع. هذا مجرد رأى يحتمل الصواب والخطأ.
يجب أن ننبه أن التدريس ليس مجرد قراءة «كلمتين» فى كتاب وإعادتهم على الطلبة، المدرس أفضل كثيرا من مجرد «جهاز تسجيل»، التدريس يحتاج اختيار ما سيتم تدريسه فى الفصل الدراسى أى اختيار ما لن يتم تدريسه أيضا فى كل مادة ثم اعطاءه للطلبة آخذين فى الاعتبار أن كل طالب له سرعة وطريقة مختلفة فى الفهم ومحاولة اكتشاف نقاط القوة فى كل طالب وتنميتها ناهيك عن تنمية مهارات التفكير النقدى والتعلم عند الطلاب.
هذه النقاط التى ذكرناها فى مقال اليوم هى أشتات مجتمعة عن قاطرة التقدم فى أى دولة: العلم، قاطرة العلم تسير على قضيبين: التعليم والبحث العلمى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt