توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشعوب البائسة

  مصر اليوم -

الشعوب البائسة

بقلم: د. محمود خليل

عذاب مستطير يعيش فيه المدنيون فى إدلب، قتل وسحق وهدم وتدمير، وتوقّف فى خدمات الوقود والمياه والطعام والشراب والرعاية الصحية، ومشردون لاجئون فى كل حدب وصوب يقضون شتاء قاسياً فى فضاء لا يرحم. كل الأطراف تزعم أنها تعمل من أجل سوريا ومن أجل حماية سوريا ومؤسساتها!. بشار الأسد رئيس الدولة يردد ذلك، ويزعم أنه يدافع عن الدولة، وليس عن كرسى الحكم. روسيا جاءت بعدتها وعتادها تحت ستار حماية النظام السورى فضربت فى كل الاتجاهات، وتسببت فى إراقة دم مدنى كثير، الجماعات المسلحة أيضاً لا تفرق رصاصاتها الطائشة بين محارب وشخص مدنى عادى يريد الحياة وليس له فى «التور ولا فى الطحين»، وهى جماعات تدعمها دول من خارج ومن داخل المنطقة لها مصالح معينة فى سوريا. هذه الجماعات لا تقل سفاهة عن النظام الحاكم فى سوريا حين تزعم أنها تريد تحرير سوريا من «بشار الأسد»، لأنها ببساطة تريد أن تجلس مكانه، وتعلن قيام الخلافة، تلك الفكرة التى غادرها التاريخ، ولا تتمتع بأى جدوى فى الواقع. سلطان تركيا هو الآخر دخل على الخط واختطف جزءاً من الكعكة السورية، وقواته تواصل دعم الجماعات والعمل بأيديها أيضاً لتوسيع رقعة قتل المدنيين فى سوريا. وعندك أيضاً ملالى إيران وأذرعهم فى المنطقة التى تواصل هواية القتل فى سوريا.

أطراف عدة تتصارع فى سوريا وبسطاء شعبها هم من يدفعون الثمن من دمهم ومن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. الجميع يكذب حين يزعم أنه يعمل من أجل سوريا، لأنه فى الحقيقة يعمل من أجل التهام كراسى، واغتصاب ثروات، وتحقيق مصالح محددة، ترتكز على فكرة «الجور على حقوق الشعوب». مشهد شبيه حدث فى أفغانستان عام 1979 وتواصل بعد ذلك لعدة سنوات، حين غزاها السوفيت، دعماً للنظام الحاكم هناك. تمكن الروس من السيطرة على مفاصل الدولة فى البداية وبعد ذلك وُوجهوا بمقاومة من جنرالات الحرب الأفغان مثل قلب الدين حكمتيار وأحمد مسعود شاه، ثم دخلت عدة دول على خط الأزمة، كان على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية، ثم كان الظهور الكبير للجماعات المتطرفة (الأفغان العرب) التى وجدت فى ساحة القتال هناك مرتعاً لها وفرصة للتدريب على العمليات الإرهابية. وفى ظل هذه الأجواء تكونت جماعة «القاعدة» تحت قيادة كل من أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وبمشاركة الكثير من الأسماء التى تورطت فى عمليات إرهابية فى الشرق الأوسط ثم هربت إلى أفغانستان. وكانت نتيجة الحرب قتل أكثر من مليون أفغانى (مدنى)، لم يكن أى منهم يريد الموت بل يرغب فى الحياة.

ذلك قدر الشعوب البائسة حين تعيش سنين طويلة من الغيبوبة تترك فيها الأمور تسير كما تسير، دون التفات لدورها فى حماية حاضرها ومستقبلها، والأخذ على يد من يسلبها حقوقها، أو يقدم مصلحته الذاتية على المصلحة الوطنية. مثل هذه الشعوب لا بد أن تستيقظ فى النهاية على كارثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعوب البائسة الشعوب البائسة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon