توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفكـار القاتلة

  مصر اليوم -

الأفكـار القاتلة

بقلم: د. محمود خليل

فكرة إقامة «دولة إسلامية نواة» كانت فكرة جوهرية من أفكار كتاب «عبدالسلام فرج» المعنون بـ«الفريضة الغائبة»، حيث رأى أن هذه «الدولة النواة» ستُشكل نقطة البداية فى رحلة استعادة الخلافة الإسلامية.

وموضوع الخلافة -كما تعلم- كان حاضراً فى أدبيات الجماعات الإسلامية، على اختلاف أطيافها منذ حسن البنا وحتى أبوبكر البغدادى.

وإذا كان حسن البنا قد اعتمد فى تفعيل فكرة «الدولة النواة للخلافة» على مسارين متوازيين، أولهما التربية وإعادة تشكيل الثقافة الشعبية، طبقاً لرؤية الإخوان، وثانيهما تأسيس النظام الخاص كأداة عسكرية يتم استخدامها فى أطر ومهام محدّدة تخدم أهداف الجماعة فى التغيير، فقد اختلف الأمر بالنسبة لتنظيمات السبعينات التى تأثرت بالأفكار الجهادية التى أسس لها سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق».

اختارت جماعات السبعينات «نهج العنف» سبيلاً لتحقيق أهدافها، مما جعل أغلب محاولاتها تتسم بقدر واضح من السذاجة، كما ظهر فى خطة صالح سرية مع تنظيم «الفنية العسكرية»، أو بالتأثر الساذج بتجارب دول أخرى تختلف ظروفها جملة وتفصيلاً عن ظروف مصر، وقد تجلى ذلك فى تجربة عبدالسلام فرج الذى انبهر انبهاراً ساذجاً بنجاح «الخُمينى» فى القيام بثورة وبناء جمهورية إسلامية فى إيران، وقرر تكرارها فى مصر، وخدعه بصره وضللته بصيرته حين رأى فى الدكتور عمر عبدالرحمن -أمير ومفتى تنظيم الجهاد- «خُمينى» جديداً، ورأى فى نفسه رئيساً متوقعاً للجمهورية الإسلامية بعد نجاح خطته.

يحتشد كتاب «الفريضة الغائبة» بالكثير من المواضع التى تشهد على تأثر عبدالسلام فرج بفكر سيد قطب فى كتاب المعالم. فقد اعتبر الجهاد «الفريضة الغائبة» فى حياة المسلمين، واستند فى الحديث على أهمية استعادته إلى الكثير من أفكار سيد قطب، وكذلك عندما تحدث عن القتال، وتبرير الحرب الهجومية.

لم يفهم عبدالسلام فرج أن النجاح فى اغتيال رئيس الجمهورية على يد مجموعة إرهابية لا يوفر أى قدرة على تغيير الأوضاع داخل دولة معينة ما دام المجتمع يرفض الأفكار التكفيرية والتجهيلية والجهادية.

فالشعوب تدرك أن من يوجه السلاح إلى صدر النظام لن يتردد فى توجيهه إلى صدر المواطن العادى المتهم -من وجهة نظر التنظيم- بالسقوط فى براثن الجاهلية.

مثّل تنظيم الجهاد أبرز ترجمة عملية لفكرة «السلفية الجهادية»، فالكتلة الأكبر من أعضائه كانت تتبنى الفكر السلفى، ثم جنحت به على يد عبدالسلام فرج إلى طريق العنف ضد الأنظمة الحاكمة وإقامة جمهورية إسلامية بعد أن أبهرهم نجاح الخُمينى فى إقامة جمهورية إسلامية تدين بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى.

ويبدو أيضاً أن تجربة «جهيمان العتيبى» الذى احتل الحرم المكى عام 1979، مستنداً إلى فكرة المهدى المنتظر، لم تكن بعيدة عن تنظيم الجهاد.

ومن العجيب أن أياً من فكرتى الخلافة أو المهدى المنتظر لا تنهض أمام أى تحليل علمى متأنٍ.

ففكرة «المهدى المنتظر» تعكس ظلالاً شيعية واضحة: «فكرة الإمام المنتظر»، أما فكرة «الخلافة» فقد أثبت على عبدالرازق فى كتابه «الإسلام وأصول الحكم» أنها ليست أصلاً من أصول الإسلام، بل مجرد اجتهاد من صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، فى مواجهة ظرف، وأنها تحولت على يد خلفاء بنى أمية وبنى العباس وبنى عثمان إلى ملك عضوض، ساده الاستبداد وقهر الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفكـار القاتلة الأفكـار القاتلة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon