توقيت القاهرة المحلي 07:24:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أضحى» الأداهم

  مصر اليوم -

«أضحى» الأداهم

القاهرة ـ مصر اليوم

يوم 6 أكتوبر 1981 كان أهالى الأدهمية غارقين فيما اعتادوا عليه من طقوس استعداداً لإحياء يوم عرفات (7 أكتوبر)، ثم عيد الأضحى (8 أكتوبر). كل البيوت كانت منشغلة بالحدث الموسمى، فانصرفت بعض الشىء عن متابعة الاستعراض العسكرى السنوى الذى يقام احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد، لكن ذلك لم يمنع البعض من متابعة الرئيس -عبر شاشات التليفزيون- وهو يدخل إلى العرض مرتدياً بزته العسكرية ويمسك بعصا الماريشالية. بدأت عروض الأسلحة على الأرض وفى السماء وفجأة انقطع الإرسال التليفزيونى وسمع من كانوا يتابعون العرض عبر أثير الإذاعة المعلق وهو يصرخ: خونة.. خونة. مع قطع الإرسال (راديو وتليفزيون) عن العرض والانطلاق إلى إذاعة أغان وطنية، ورواج أحاديث تقول بأن شيئاً غير طبيعى وقع عند المنصة، بدأ غالبية الأداهم فى الانصراف عن طقوسهم إلى التخمين والتساؤل عما حدث؟.

فى لمح البصر انقسم الشارع الأدهمى فرقاً متنافرة، فريق يؤكد أن شيئاً لم يحدث، وفريق يقول إن الرئيس أصيب إصابة طفيفة، ولكن ويلٌ للأدهمية من انتقامه بعد أن يُشفى، وفريق يصر على أن المسألة أكبر من إصابة. أسرعت الآذان إلى محطات الراديو غير المصرية بحثاً عن معلومة تفض حالة الغموض التى ضربت سماء الأدهمية منذ الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة، بدأت المعلومات تتناثر هنا وهناك، ثم تبدد الشك باليقين عندما تحولت محطات الراديو والتليفزيون إلى إذاعة تلاوات من القرآن الكريم، ثم انضم إرسال الإذاعة إلى التليفزيون، وخرج حسنى مبارك، نائب الرئيس السادات، على المصريين بالخبر الجلل: «استشهد السادات يوم نصره»، تعمد «مبارك» فى هذا المشهد والمشاهد الأخرى التى أعقبته أن يظهر رباطاً طبياً حول معصمه فى إشارة إلى إصابة لحقت به أثناء الاعتداء على الرئيس.

دعنا نقرأ هذه السطور التى سجل بها نجيب محفوظ شهادته حول ردود فعل المصريين نحو الحدث على لسان أحد أبطال روايته القصيرة: «يوم قتل الزعيم»: «سمع علوان من فى المقهى وهم يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله. هو وحده الدائم. البلد يواجه خطراً لا يستهان به. لا يستحق هذه النهاية مهما قيل عن أخطائه.. فى يوم نصره؟.. على أى حال كان يجب أن يذهب.. هذا جزاء من يتصور البلد جثة هامدة.. بل هى مؤامرة خارجية.. لا يستحق هذه النهاية.. إنها نهاية محتومة.. مَن قتل يُقتل ولو بعد حين.. فى لحظة انهارت إمبراطورية.. إمبراطورية اللصوص.. فيم تفكر العصابة الآن؟». لا تجد وصفاً أدق مما قدمه نجيب محفوظ للمشهد يوم 6 أكتوبر 1981. كانت مشاعر الأداهم متضاربة أشد التضارب إزاء ما وقع. ترى ما السبب الذى جعل نهاية الرجل الذى حقق نصراً متفرداً على إسرائيل فى أكتوبر تأتى على هذا النحو؟. لم يكن أحد يملك إجابة. سادت «الزهمة» الوجوه.. وضرب الجميع قلق عميق نتيجة سحابات الغموض التى تلف الأدهمية.. آوى الناس إلى البيوت.. وشيع جثمان بطل الحرب والسلام فى جنازة عسكرية رسمية فى وقت خلت فيه الشوارع من المارة خلافاً لحالة التزاحم والصخب التى صاحبت جنازة سلفه فى الحكم الرئيس جمال عبدالناصر.. وسبحان مَن له الدوام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أضحى» الأداهم «أضحى» الأداهم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon