توقيت القاهرة المحلي 08:16:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

همسة في أذن بعض العلماء

  مصر اليوم -

همسة في أذن بعض العلماء

بقلم - حمد الماجد

سُئل عالم فاضل عن اعتراض أحد المثقفين على وصفة طبية نبوية بأن هذا الاعتراض إلحاد وردة عن الإسلام، وأنه يجب أن ينفذ في حقه أحكام الردة، وهذا في تقديري ليس حكماً قاسياً فحسب، بل يفتقر إلى أبجديات وأسس الحوار العلمي الرصين، أما أنه حكم قاسٍ فلأن عدداً من العلماء وطلبة العلم المتخصصين يرون أن أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسائل الطب مثل اجتهاده في مسألة (تأبير النخل) أي تلقيحه، فقد اعترض النبي على عملية التلقيح فقال: «لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ»، فتركه الصحابة فخرج التمر شيصاً أي فاسداً، فذكروا ذلك للنبي فقال كما في صحيح مسلم (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ) أو (إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ).

لم أورد هذه المسألة الطبية النبوية في معرض المشاركة تأييداً أو معارضة، الذي يهمني هنا أن التعامل مع المستجدات والنوازل والمسائل الفقهية الحساسة تُسخن أحياناً درجة الحوار، فتؤدي أحياناً إلى أن يتجاوز التعبير وتتوتر المفردات، وهذا لن يكون مقبولاً من عامة المتحاورين من المثقفين والإعلاميين، فكيف بالعلماء ورثة الأنبياء والمفترض فيهم أن يتحلوا بأكبر قدر من «الموضوعية» والهدوء في الجدل العلمي فيما بينهم أو مع غيرهم.

يحدثني أحد علماء السعودية أنه وهو في معرض أي جدل علمي صرف تجد أحياناً من يجعل في حيثيات اعتراضه أن هذه الفتوى أو ذلك الاجتهاد على خلاف ما كان يفتي به مثلاً سماحة الشيخ فلان والعلامة فلان، وهذه بالتأكيد مداخلة ليس فيها ما يرقى إلى المناقشة العلمية، ففطاحل العلماء قديماً وحديثاً أصدروا فتاوى على خلاف ما كان سائداً بين شيوخهم وأقرانهم وسيأتي مستقبلاً من يستدرك فيعترض أو يفصل فيما ساد بين مشايخه، فالحوارات العلمية مثل الماء يصلحه الجريان ويمسي آسناً إذا ركد.

ولما اجتهد عالم في موضوع الرمي في الحج قبل الزوال، وصفه عالم آخر بأنه وقع في (هوة مردية، واكتسب بكتابتها سمعة مزرية، وفاه بجهالة جهلاء، وضلالة في هذا الباب عمياء) وهذا أيضاً بالتأكيد لا يدخل في باب النقاش العلمي الموضوعي، الذي يقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل، هذا ناهيك من أن فتواه فك الله بها كربة الحجاج ويسر بها عليهم بعد عسر، والعلماء الذين يتبنون الفتوى نفسها في ازدياد.

كما أنه من الخطأ أيضاً أن يتحول النقاش العلمي إلى أسلوب يستخدم فيه الترهيب والوعيد، مثل أن يقال أحياناً إن من يتبنى هذا الرأي أو ذاك فإنه سيحدث ثلمة في الإسلام، أو سيستغلها أعداء الدين والملة، أو أن متبني هذه الفتوى قد تلبسه الهوى.

نتمنى من مشايخنا الفضلاء التلطف مع المخالفين للفتوى السائدة وعدم وصفهم بالمرجفين والمتخرصين، أو أنهم لم يكترثوا بأقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) في الموضوع، فقد تعلمنا من مشايخنا أن أفهام الناس تختلف منذ عهد النبوة وستظل كذلك إلى يوم الدين، وليست مخالفة فتوى عالم بالضرورة مخالفة للدين أو رداً للوحي لا في المسائل الطبية ولا غيرها، وقد رفع شيخ الإسلام ابن تيمية الملام عن الأئمة الأعلام في كتيبه الشهير، فكيف نضع الملام عليهم وعلى الباحثين والمحاورين تارة أخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همسة في أذن بعض العلماء همسة في أذن بعض العلماء



GMT 18:20 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

ذبح محمد صلاح!!

GMT 18:19 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«دافوس» فى الرياض (١)

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon