توقيت القاهرة المحلي 18:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوناك أوباما البريطاني!

  مصر اليوم -

سوناك أوباما البريطاني

بقلم - حمد الماجد

تولي ريشي سوناك ذي الأصول الهندية منصب رئيس الوزراء في بريطانيا كسر حاجزاً عرقياً فولاذياً في المملكة الأنغلوسكسونية العتيدة العريقة.
وهج الخبر أنسى الناس، ولو مؤقتاً، البحث في مساهمة الرئيس الأصغر سناً (42 عاماً) في التاريخ السياسي البريطاني والأكثر ثراء في تاريخ رؤساء الوزراء، في حل الأزمة الاقتصادية التي تعقدت بعد زلزالين مجلجلين؛ زلزال «كورونا» وزلزال أوكرانيا، وتعيين هندي هندوسي «ملون» هو الآخر زلزال عرقي لا يقل زلزلة وأهمية عن تعيين أوباما الأسود رئيساً للقوة العظمى؛ الولايات المتحدة، حتى إن البعض أطلق على سوناك اسم «أوباما الثاني».
والمشتركات بين أوباما الأول وأوباما الثاني (سوناك) عديدة؛ فكلاهما ملون، وكلاهما من والد مهاجر، والد أوباما مهاجر كيني، ووالد سوناك مهاجر هندي... كلاهما تولّى للمرة الأولى منصب رئاسة دولة نووية غربية عظمى، وكلاهما تسنّم هذا المنصب الرفيع في عز الشباب، وكلاهما تخرّج من جامعة عريقة مرموقة، أوباما من جامعة هارفارد، وسوناك من جامعة أكسفورد، وكلاهما تزوّج من ذات العرق؛ فزوجة أوباما سوداء من أصول أفريقية، وزوجة سوناك سمراء من أصول هندية.
ما هو موقف أوباما الأميركي، وأوباما البريطاني من الأقلية التي ينتمي كل منهما لها، والأقليات الأخرى؟ من السهل أن نجيب عن أوباما، وليس عن سوناك؛ لأنه من المبكر الحكم للثاني أو عليه ولم يمض إلا أيام على تعيينه على رأس الوزراء في بريطانيا، مع أن له موقفاً «جافاً» من نظام الهجرة في بريطانيا، ووالداه أصلاً مهاجران!! فقد وصفت عدد من وسائل الإعلام سوناك بأنه متشدد مع المهاجرين، حيث كان دائماً يؤيد أي قانون يقلص أعداد المهاجرين في البلاد، أو يشدد على استقبال اللاجئين، وهذه مفارقة لافتة؛ فسوناك ابن لأبوين مهاجرين، فكيف يتخذ هذا الموقف، في وقتٍ يدعم فيه عدد من السياسيين البريطانيين «الأصليين» الأقليات المهاجرة ويناهضون فرض قوانين جديدة ضدها؟! أما أوباما «الأصلي» فله في الجملة تجاه عامة الأقليات مواقف متوازنة، وقد حدث تقدم في أوضاع كثير من الأقليات، كما تقول مصادر غربية، ولا سيما المواطنين من ذوي الأصول الإسبانية واللاتينية الذين تم تعديل أوضاع مئات الآلاف منهم، حيث حصل معظمهم على الجنسية الأميركية، أو حق الإقامة الدائمة، طبعاً مع التحفظ الشديد تجاه سياسته الخارجية التي لم تكن بصورة عامة في صالح العرب على وجه التحديد.
وبعيداً عن المقارنة بين الزعيمين «الملونين»، فحزب المحافظين يعوّل على سوناك رجل الاقتصاد الناجح لإقالة عثرة اقتصاد بريطانيا المتعثر، ولا يزال البريطانيون يتذكرون انتقاده لرئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس وخطتها الاقتصادية وأنها ستؤدي إلى خسائر كبيرة، وهذا ما حدث بالفعل، ويأملون في أن من نجح في عمله الاقتصادي الخاص، سينجح في النهضة بالاقتصاد العام، وهذا ليس مؤكداً، والمؤكد أن سوناك قد ورث ملفات صعبة، بين اقتصاد مضطرب، وحزبه الذي تنخره الانقسامات، ومجاهر اليمين العرقي المتشدد الذي يفرك يديه بحثاً عن سقطات سوناك وزلاته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوناك أوباما البريطاني سوناك أوباما البريطاني



GMT 18:20 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

ذبح محمد صلاح!!

GMT 18:19 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«دافوس» فى الرياض (١)

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon