توقيت القاهرة المحلي 15:05:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهداف العرب في مونديال الهويات

  مصر اليوم -

أهداف العرب في مونديال الهويات

بقلم - حمد الماجد

الهدف الأول الذي سدده العرب في شباك العالم المتطور، أن انتصارات المنتخبات العربية على منتخبات عالمية من الوزن الثقيل (السعودية على الأرجنتين، وتونس على فرنسا، والمغرب على بلجيكا)، حرّكت دماء «العروبة» التي أنهكها عدد من الأزمات الكبرى كغزو صدّام «العروبي» للكويت «العربية»، الغزو الذي حوَّل صدام من حارس للبوابة الشرقية إلى منتهك لها مستبيحاً قُطراً «عربياً» ومهدداً بقية الجيران «العرب». وكذلك نظام الأسد «العربي» الذي جعل بلاده مرتعاً للخمينية تسرح فيه وتمرح، إلى الميليشيات «العربية» في جنوب لبنان التي تَدين جهاراً نهاراً بالولاء لعمائم قم، وتؤازر الاحتلال الإيراني لقتل وتهجير ملايين السوريين «العرب»، إلى «عرب» الحوثية الذين جعلوا من صنعاء بلدة إيرانية كخرم شهر وأصفهان، لتأتي نتائج المنتخبات العربية في المونديال «العربي» في الدوحة فتزيل ركام هذه الإحباطات «العربية».
وتعززت العروبة أكثر من خلال القدرة «العربية» على تنظيم أكبر مظاهرة رياضية وهوياتية وأشدها وهجاً على الإطلاق، فأمسى العرب يقولون «نجحنا» في تنظيم بطولة كأس العالم، بدل نجحت قطر وحسب، تماماً كما خلخلت انتصارات المنتخبات العربية حدود «سايس بيكو»، فأضحت النشوة العربية بهذه الانتصارات تسري في كل الدول العربية بنفس مستوى نشوتها في الدولة العربية المنتصرة.
الهدف الثاني سدده العرب في شباك مرمى «العنصريين» الغربي، الذين أرادوا أن يجعلوا من «المثلية» في المونديال «العربي» حصان طروادة لخلخلة منظومة الهويات والقيم والعادات والتقاليد ليس في قطر، بل في المنطقة كلها، تحت شعار خادع ماكر «حقوق الإنسان»، وهي في الحقيقة حقوق في فرض وهيمنة منظومة أخلاقية وثقافية واحدة ضد العالم «الدوني» الآخر، ليكون المنطلق من الغرب محطة الإرسال وما على غيرهم من المشارقة إلا ضبط «الدشوش» لاستقبال محطاتهم وقيمهم وثقافتهم بصمت، عدا طقطقة الريموت كنترول، ثم الغبن كل الغبن أن تراعي «حقوق الإنسان» من يطالب بتسويق ثقافة ألوف تتلاعب بفطرة الإنسان، ولكن يجب أن تخرس شعوب بمئات الملايين، لأنها تطالب «حقوق الإنسان» الغربية بأن تحترم هويتهم الحضارية والثقافية والدينية من تغول وتوغل ثقافات وهويات الغير، ولا تفهم الشعوب الشرقية كيف تعترض حقوق الإنسان هذه على حظر الخمور في مونديال بلد له وللجماهير العربية التي تشهد هذا المحفل الكروي، موقف ديني واجتماعي رافض للسماح به؟ وإن تعجب فعجب تفهم حقوق الإنسان الغربية لرفض مطالبة من تسمح بلاده بالحشيشة كمالطا وهولندا أن يشمها في دول غربية تحظرها كبريطانيا وسويسرا، فما هذا التناقض؟
هذا الهدف «الهوياتي» الذي سجله مونديال العرب بإتقان في شباك العنصريين، الذين يريدون فرض هويتهم وثقافتهم رافعين قميص حقوق الإنسان، هو أغلى وأجمل هدف تم تسجيله على الإطلاق في مونديال العرب في الدوحة، وهو أول هجمة مرتدة متقنة ضد المتلاعبين بفطرة البشر، فحشدت وراءهم تأييد أصوات من العرب والعجم ومن كل المِلل والنِّحَل، فكان التصدي الناجح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهداف العرب في مونديال الهويات أهداف العرب في مونديال الهويات



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon