توقيت القاهرة المحلي 21:23:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو جنحت إيران للسلم؟

  مصر اليوم -

ماذا لو جنحت إيران للسلم

بقلم: حمد الماجد

منذ اندلاع الثورة الخمينية نهاية السبعينات، ونظام الحكم في إيران المؤدلج حتى النخاع، يعرض بين الفينة والأخرى رغباته المتكررة في التصالح والسلم مع جيرانه والقوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، ولقد شبع العالم عامة؛ ودول الشرق الأوسط خاصة، من الوعود الإيرانية المعسولة التي تقول للإعلام، وفي اللقاءات الدبلوماسية شيئاً وتفعل في الميدان النقيض؛ تمدّ يداً ناعمة للسلام، واليد الأخرى خلف الظهر تحمل خنجراً حاداً مسموماً، تدعو للتقارب المذهبي وهي تعزز الطائفية في دستورها، تتحدث ليل نهار عن الوحدة الإسلامية، وهي تنخر نسيج الدول الإسلامية المذهبي بالتبشير بآيديولوجيتها المتطرفة.
كيف يتصور النظام الإيراني أن يصدق الناس صدقية جنوحه للسلم، و«تصدير الثورة» يتربع على أهم فقرات الدستور الإيراني الذي أعده الخميني وقدمه، وقام بجميع أدواره ونفذه باقتدارٍ وهمة، تلامذته ومريدوه؟ لقد غلفت الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول الأخرى واختراقها وخلخلة تركيبتها المذهبية وتجنيد طابور خامس لها، بمبرر براق خادع هو «حماية المستضعفين» ضد «قوى الاستكبار العالمي» (الولايات المتحدة وإسرائيل وسياساتهما في المنطقة).
لقد منح الخميني لنفسه بوصفه ولياً فقهياً، ولكل من يخلفه في هذا المنصب السياسي والديني الاستراتيجي، «مكانة لا يبلغها لا مَلَك مقرب ولا نبي مرسل»، كما نص على ذلك «المعصوم» الخميني في كتابه الشهير «الحكومة الإسلامية»، ولهذا تصوَّر الخميني، ومن تبوأ من بعده منصب مرشد الثورة أن يخضع لحاكميته مسلمو العالم، بحسبان أن ثورته في إيران عابرة للدول والأقاليم والقارات.
والذي يبعث على السخرية من الثورة الإيرانية وشعارها الخداع «نصرة المستضعفين في العالم»، أن الثورة الخمينية قد فشلت فشلاً ذريعاً في نصرة مستضعفيها في الداخل الإيراني، فعاش شعبها البائس المطحون المظلوم في ذل الفقر والبطالة تحت كنف ثورة ماكرة تهيمن على ثرواتٍ نفطية وغازية هائلة، فكيف يصدق من لديه أدنى درجات الوعي أنها صادقة في نصرة مستضعفي دول أخرى؟
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فقد أثبتت الوقائع على الأرض أن مبدأ «نصرة المستضعفين» كان مجرد ذريعة لتدخلها العسكري والعقائدي السافر في شؤون كثير من الدول المجاورة لها، التي باتت مقتنعة بأن النظام الإيراني نظام توسّعي ومعتدٍ ويشكل خطراً وتهديداً لأمنها، وهذا ما جرى في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ناهيك عن محاولاتها المستميتة لخلخلة السلم المجتمعي والمذهبي في دول الخليج وبقية دول العالم العربي والإسلامي، عبر التحريض المذهبي وإشعال نار العصبيات والفتن الطائفية بين مكوّنات الشعب الواحد، فأمسى النظام الثوري الإيراني الذي يزعم محاربة الاستكبار العالمي مستكبراً على الشعوب التي غرز فيها مخالبه، والنموذج الفاقع لاستكبار نظام الخمينية؛ أنها وقفت مع نظام بشار الطائفي القمعي الدموي، وقتلت وشردت عشرات الملايين من الشعب السوري، لتبقي سيطرتها على نظام بشار البائس المتهالك، وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم.
لن يصدق أحد جنوح نظام إيران للسلم والتعايش مع دول الخليج والعالم العربي والإسلامي حتى ينكفئ على نفسه، ويتخلى قولاً وفعلاً عن تصدير ثورته و«نصرة» ضعفاء الآخرين، وهو الذي يدوس بأقدام الظلم والقمع والبطش على رقاب «المستضعفين» في الداخل الإيراني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو جنحت إيران للسلم ماذا لو جنحت إيران للسلم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 15:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
  مصر اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
  مصر اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 15:53 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن عن تعديل مواعيد بعض المباريات

GMT 18:26 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات تسجل 1,158 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 09:31 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تألُّق هيفاء وهبي خلال حفلة رأس السنة

GMT 20:21 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس يخطط لصفقة شتوية من البريمييرليج

GMT 14:03 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سواريز يؤكّد رغبته في مواجهة فريقه السابق"ليفربول"

GMT 22:58 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرة الثقافة تشهد ختام الدورة ال27 لمهرجان الموسيقى العربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon