توقيت القاهرة المحلي 10:52:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظام عالمي جديد؟

  مصر اليوم -

نظام عالمي جديد

بقلم: حسين شبكشي

هل هناك نظام عالمي جديد يجري تشكيله هذه الأيام؟ نظام قد يكون هو البديل للنظام الناشئ من سقوط جدار برلين. أهم ملامح هذا المشهد هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ«بريكست»، وهي المسألة التي التقطتها مبكراً مراكز صناعة القرار في الجامعات البريطانية الكبرى، وبدأت «تمهد» للرأي العام البريطاني بالتركيز على أضرار البقاء في السوق الأوروبية على بريطانيا، ومزايا الخروج منها، وركزت بشكل أساسي على تبعات الأزمة المالية العالمية على أوروبا مقارنةً بأميركا التي خرجت منها بشكل أسرع، أما أوروبا فاستمرت تداعياتها لليوم نتيجة التعقيدات البيروقراطية وتضارب السياسة المالية مع النقدية، وهي مسألة أصابت اقتصاد بريطانيا القوي بالضرر نتاج التبعية لسوق أوروبا الضعيف.
والمسألة الثانية التي نبهت إليها مراكز صناعة القرار في الجامعات البريطانية، كانت الأضرار الهائلة التي تسببت فيها هجرة الأيدي العاملة الأوروبية للسوق البريطانية والتي أسهمت في ارتفاع نسبة البطالة في بريطانيا.
أميركا اليوم تراهن على نفسها مجدداً وعلى قدرتها على إقناع حليفتها «الأهم» لتكون لها الشريك الاقتصادي الأول كبديل أهم من السوق الأوروبية، وقد يكون ذلك «جزرة» لإغراء دول أخرى بالقيام بنفس الخطوة الجريئة.
أيضاً ملامح النظام الجديد الذي يتشكل تلقي بظلالها على الحراك الشعبي الثوري الهائل في لبنان. فما حصل من انسحاب أميركي من شمال سوريا، وإلقاء «الأقلية» الكردية إلى التهلكة في مواجهة العدوان العسكري التركي، كان له أثره العظيم على موقف كتلة وليد جنبلاط وعدم اتخاذها موقفاً حاسماً من مسألة الاستقالة من الحكومة، فهو يخشى «هجوماً» عليه وعلى طائفته لا يلقى حماية «تاريخية» له، والتشنج الذي ظهر عليه زعم تنظيم «حزب الله» الإرهابي حسن نصر الله هو لإحساسه أنه هو «شخصياً» قد يكون «ثمناً» في صفقة إقليمية جديدة يتم الإعداد لها تعيد ترتيب أوراق المنطقة بدخول روسي على الدول الملتهبة في الشرق الأوسط بعد الانسحاب الأميركي، وروسيا بوتين لا ترغب في منافسين لها في إدارة شؤون المنطقة، إضافة إلى حساسية بوتين الشخصية وعدم ارتياحه ولا اطمئنانه إلى المجاميع الأصولية الإسلامية المسلحة من تجارب سابقة له، ولذلك جاء رد حسن نصر الله مرتبكاً وخائفاً وقلقاً جداً.
ملامح النظام العالمي الجديد لم تكتمل بعد وهناك فصول تتكون في مواقع مختلفة حول العالم لذلك. حتى إسرائيل في داخلها حوار قلق وغير مسبوق، له علاقة بالانسحاب الأميركي من المنطقة ككل وانعكاس ذلك على العلاقة بإسرائيل وجدية استمرارية عهد وحلف حمايتها.
أميركا تركز مواردها وتدعو حلفاءها للتركيز على المهمة الأولى لها، وهي مواجهة الصين، وهذا سيكون على حساب كل شيء آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام عالمي جديد نظام عالمي جديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon