توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام و{كورونا}... حالة اشتباك

  مصر اليوم -

الإعلام وكورونا حالة اشتباك

بقلم: مشاري الذايدي

يرى بعض رجال الأعمال وبعض الساسة وبعض الأطباء والخبراء وبعض المثقفين وحتى الإعلاميين ذاتهم، أن «جل» الميديا العالمية، خاصة الآتية من أميركا، غير محايدة ولا موضوعية في تناول قصة جائحة كورونا.
من مصر نجيب ساويرس، من أميركا إيلون ماسك، من الإمارات خلف الحبتور، وقس على هؤلاء عشرات مثلهم من أرباب «البيزنس» الضخم المتعدد، لا يكنّون موافقة ولا اتفاقاً مع توجهات الميديا، التي تريد إطالة حالة الظلام التي فرضتها غمامات كورونا السوداء على الجميع.
كل خبر أو مسعى للخروج من أزمة كورونا، أو الحديث عن علاجات ناجعة، ولو بقدر ما، تفيد في، إن لم يكن الشفاء التام، فعلى أقل تقدير التخفيف الشديد من أعراض ومضار كورونا المصاحبة، أو الفتح التدريجي للحياة... كل هذا النوع من الأخبار والمبادرات لا تلقى من هذا النوع من الميديا، إلا التشكيك والتهوين أو التجاهل أو التخويف.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حالة اشتباك واضح مع الميديا الأميركية لديه في بلاده، وهذا واضح، هذه الميديا ممثلة ببعض الفضائيات والصحف، ومراسليهم الذين يناكفون ترمب في كل مؤتمر صحافي له، وهو يقول بكل وضوح إن هذه الميديا ومبعوثيها مجرد واجهات لليسار الأميركي، أو قل الليبرالية الأميركية المتوحشة بوجهها الأوبامي المتآمر. وفيما يخص معالجة أزمة كورونا ومحاولة الخروج منها وفتح الاقتصاد الأميركي وتطبيع الحياة، يقول ترمب صراحة إن اليسار الأميركي لا يريد أي حل لأزمة كورونا، ويريد تمديد عمرها أكثر وقت ممكن، لحاجة في نفس - ليس يعقوب - بل أوباما وكل الأوبامات في الميديا والسياسة وعالم الفن.
من آخر فصول هذه المواجهة، حين انقضت عليه مراسلة أميركية من أصل آسيوية، عرّفت عن نفسها بأنها من فيرجينيا الغربية ومولودة في الصين، بعدما اعترضت عليه، بأن أميركا لا تفعل شيئاً تجاه كورونا، وإن الإنجازات التي ينسبها ترمب لإدارته، لم تمنع وجود وفيات، فردّ عليها: «الوفيات بكل أنحاء العالم، وهذا السؤال عن المتسبب بوفيات كورونا ومآسيها لا يوجه لي بل للصين»، لتقول له: «سيدي، لماذا توجّه إلي هذا الكلام بشكل خاص؟»، في إشارة إلى كونها من أصل آسيوي.
فرد عليها ترمب: «أنا لا أقول لك هذا الكلام بشكل خاص، بل أقوله لكل شخص قد يسأل سؤالاً مشيناً مثل هذا». وكان التضامن سريعاً حيث تصدّر الهاشتاغ الخاص بها «ادعموا ويجيا جيانغ» على «تويتر».
تقاطر للهجوم على ترمب الصحافيون الليبراليون، ليتهموه بالعنصرية ضد الصينيين، والواقع أنه يمكنك هجاء ترمب بما شئت، لكنه ليس عنصرياً، بالمعنى الذي يروجه هؤلاء.
إذن نحن أمام «تسييس» فج لجائحة كورونا، ليس في الساحة الأميركية وحسب، فتيارات أميركا المتصارعة مع ترمب، هي تعبير عن «تيار عالمي» يضم في جنباته قوى يسارية، طبعاً، وبقية القوى الفوضوية.
حاصل القول: هل الميديا المتياسرة والمتحالف معها، مرآة صادقة لعرض الأزمة، أم جزء من صناعة الصورة المراد تشكيلها؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام وكورونا حالة اشتباك الإعلام وكورونا حالة اشتباك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon