توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا»... كم عمر الخوف؟

  مصر اليوم -

«كورونا» كم عمر الخوف

بقلم: مشاري الذايدي

للمفكر المصري الليبرالي الرصين، الراحل الدكتور فؤاد زكريا، الذي رحل عن دنيانا 2010، وقد جاوز الثمانين من عمره، كتاب شهير بعنوان: كم عمر الغضب؟ ردّ به على «أستاذ» الناصريين المصريين محمد حسنين هيكل، الذي ألَّف كتابه الشهير هو الآخر تحت عنوان: خريف الغضب. وخصَّصه لهجاء - ولا أقول نقد - الرئيس المصري أنور السادات.
عمد زكريا في ردّه البديع هذا، ليس إلى الدفاع عن النظام الساداتي، بل إلى تعرية ثم نقض ما وصف بـ«أساطير هيكل»، غير أن هذا بحث آخر ليس ميدانه اليوم، في هذه المساحة الكتابية الوجيزة.
أردت، وحسب، استعارة هذا العنوان الأخّاذ من مفكرنا المصري العربي الرصين، فؤاد زكريا، للحديث عن شعور إنساني آخر، إن طال كالغضب، ضرَّ وما نفع، وهو شعور الخوف. أو لم يقل من قبل: أخوف ما نخاف منه هو الخوف نفسه!؟ واليوم لدينا نصراء، على مستوى العالم، لإدامة حالة الخوف من حمّى كورونا المستجدة، وسدّ أي منفذ للخروج من أنفاق كورونا المظلمة، وهذا بزعمي، صار أمراً بيّناً لا لبس فيه، ومن هنا رأينا تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب المباشر قبل يومين، حين قال، وهو يتحدث عن «تسريع» إدارته لإيجاد العلاج، ولو بشكل جزئي، لمداواة الحالات الصعبة من مرضى كورونا، قال ترمب: اليسار المتطرف لا يريد لنا الخروج من أزمة كورونا، ولا يريد أن ننجح في حلّها، من باب النكاية السياسية!
قد يقال لكن هذا كلام انتخابي سجالي من الخصم الأول ضد اليساريين الليبراليين، بنسختهم الأوبامية... وليكن، غير أن مقتضيات العقل ودلائل الأرقام وإشارات المؤشرات: الاقتصادية والمالية والصحة النفسية والسلامة الاجتماعية، كلها مجتمعة تقول بصوت واحد: حان وقت الخروج من نفق كورونا.
حان وقت الخروج من أجل أن يتنفس الاقتصاد العالمي ولو بعض الأنفاس، لأنَّ موت أو صعوبة تنفس الاقتصاد يعني كوارث عظام، إن قيست بها مضار كورونا، فلا قياس ولات حين مناص.
أوروبا التي سجّلت في البدايات أرقاماً سيئة في سجل كورونا المستجدة، ها هي اليوم تشرع بابها للحياة، وتفتح شبابيكها للشمس والريح، وتدير عجلة الاقتصاد، ولو بتؤدة وحذر، من جديد. وحسناً فعلت دول الخليج، خاصة السعودية والبحرين والإمارات بالفتح التدريجي للنشاط الاقتصادي، والعمل اليومي، وتدبير الحياة شبه الطبيعية من جديد... لأنَّ الإنسان يحيى أيضاً بالاقتصاد، والسعي في الأرض وعمارتها.
هي ليست دعوة لإهمال المواجهة ضد جائحة كورونا، على العكس، نواجهها، لكن مع ملاحظة نبيهة وحريصة على مصالح الناس الأخرى، كما مع استنفار عال كل لحظة، لاقتناص أي فرصة تلوح للخروج ولو بخطوة أو خطوتين من نفق كورونا المظلم.
لا مناص من إعمار الحياة بأمن، لأنه قد حانت نهاية عمر الخوف... فكم عمر الخوف وما هي منافعه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» كم عمر الخوف «كورونا» كم عمر الخوف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon