توقيت القاهرة المحلي 15:13:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا سلام الله منّي على عزّ النزيل

  مصر اليوم -

يا سلام الله منّي على عزّ النزيل

بقلم: مشاري الذايدي

الثيمة التي اعتمدت لقمة العشرين المعقودة في الرياض، قبل أيام، تضمنت لمحة موسيقية خفيضة الصوت، لكنها جميلة الوقع على الأذن والقلب، مستقاة من لون تراثي فني محلي، اسمه فن «العرضة». تصاحب هذه الثيمة الموسيقية مطلع كلمات إحدى هذه العرضات وتقول، بإلقاء مثير للحماسة والفخر، مصبوغ بدخان الرمث والعرفج والأرطا من صحارى نجد، تقول الكلمات:
يا سلام الله مني على عز النزيل/ لاصطفق في نجد تهتز عقب سكونها
وهي لشاعر العرضات والحماسة الحربية، وشاعر الملك عبد العزيز و«أهل العارض» شخصياً، وهو المرحوم فهد أو فهيد بن دحيم.
ومعنى الكلمات بالفصحى هو: سلام مني مهدى إلى قائدنا العزيز وأعز من نزل بالدار، الذي إذا قرر قراراً وعزم عليه، وسير الجيوش لتحقيق مشروع الدولة، تهتز كل الخصوم وتطير الأنباء كل مطير، وتضطرب الخصوم غاية الاضطراب.
هذا الشاعر له «عرضات» أخرى شهيرة، ومنها هذه العرضة التي ما زالت تتردد حتى اليوم في الاحتفالات الوطنية، ويعرف عن الملك سلمان بن عبد العزيز محبته الخاصة بالموروث الشعبي السعودي بصفة عامة، ولون العرضات بصفة خاصة.
من عرضات ابن دحيم الشهيرة أيضاً، وهي كلها في الحماسة والفخر والإشادة بعزيمة وشجاعة الملك عبد العزيز ورجاله، خاصة من أهل العارض.
قال:
جت لأبو تركي على ما نتمنى/ يوم خلى السيف يرعف ذبابه
شيخنا سير بنا لاتونا/ من سعى بالحرب حنا ذهابه
والمعنى بالفصحى: قائدنا عبد العزيز (أبو تركي) تأتيه الأمور على مراده، وسيفه المنصور يأخذ من الأعداء وأنف السيف يقطر «يرعف»، ويطالب قائده عبد العزيز بالسير برجاله، ومن يريد الحرب فنحن سنكون سبباً في القضاء عليه.
وكما تلاحظ، أيها القارئ، معاني هذا الشاعر تدور على أغراض الفخر وتخويف الخصوم.
أثناء مرحلة التوحيد العسكري والسياسي كان هذا الشاعر أثيراً لدى الملك عبد العزيز. العالم السعودي الكبير، والمؤرخ القدير، المرحوم عبد الله بن خميس، وهو صاحب كتاب خاص عن فن العرضات، سماه «أهازيج الحرب» يخبرنا عن الشاعر ابن دحيم أنه كان إذا غاب الشاعر فهد بن دحيم... قال الملك عبد العزيز: ائتوني به ولو محمولاً...!
عندما فتح الملك عبد العزيز الرياض (1902) ألقى الشاعر عبد الرحمن الحوطي أول قصيدة بعد فتح الرياض، وغناها الرجال و«عرضوا عليها»، مع القائد الشاب عبد العزيز، تحت أسوار قلعة المصمك التاريخية، قال الحوطي:
دار يا للي سعدها تو ما جاها/ عقب ما هي ذليله جالها هيبه
ونختم بأشهر عرضة سعودية لابن دحيم:
نجد شامت لبو تركي وأخذها شيخنا/ واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
لي بكت نجد العذية تهل دموعنا/ بالهنادي قاصرين شوارب قومها
أتمنى على المعنيين بالسعودية، وزارة الثقافة خاصة، الاهتمام بتوثيق وتنمية وتطوير وأرشفة هذه الفنون التراثية، العرضة وغيرها، من شتى أنحاء السعودية، وتدريب الجيل الجديد عليها، وتدريسها بشكل علمي عميق، وتدريب عملي متقن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا سلام الله منّي على عزّ النزيل يا سلام الله منّي على عزّ النزيل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon