توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إردوغان وتجنيد الأطفال للقتال في ليبيا

  مصر اليوم -

إردوغان وتجنيد الأطفال للقتال في ليبيا

بقلم: د. جبريل العبيدي

تجنيد إردوغان للأطفال للقتال في ليبيا، عملية ترقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، وكارثة إنسانية وانتهاك واضح للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم.
جريمة تجنيد الأطفال وثّقتها الوقائع على الأرض بعد أن أسر الجيش الليبي عدداً كبيراً منهم ومقتل عدد آخر لم يكن بالإمكان إنقاذهم أو تحييدهم لوجودهم في مواقع تقاطع نيران، وقد نشر موقع «المونيتور» تقريراً عن تجنيد إردوغان لأطفال ومراهقين سوريين وإرسالهم للقتال بجانب ميليشيات «الوفاق».
فقد كشف الموقع عن كيفية تزوير أعمار الأطفال والمراهقين من خلال إصدار بطاقات هوية مزورة للأطفال، حيث يتم التلاعب بتواريخ ومكان ميلادهم، وكثيراً ما استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً للتضليل وللتغطية.
جريمة تجنيد الأطفال السوريين للقتال في ليبيا أكدتها أيضاً الصحافية الأميركية ليندسي سنيل، التي قالت «إن تركيا جندت أطفالاً في صفوف المرتزقة السوريين لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، وأرسلتهم للقتال في العاصمة الليبية طرابلس». وأكدتها أيضاً صحيفة «عرب نيوز»، مؤكدة أن إردوغان قام بتجنيد أطفال للقتال في ليبيا، مستغلاً ظروف فقر عائلاتهم ويتم اختيار هؤلاء الأطفال خصوصاً من المخيمات وبمغريات مالية ضخمة وإغراءات بثلاثة آلاف دولار شهرياً ووعود بتخليص أهاليهم من عيشة المخيمات وبأنهم سيحصلون على الجنسية التركية والمال والعودة خلال ثلاثة شهور محملين بالدولارات، بينما واقع الحرب جعلهم يعودون إلى أوطانهم في نعوش مجهولة الهوية لتدفن في مقابر جماعية بعيداً عن الأضواء.
أطفال سوريا هم ضحايا أطماع ووهم إردوغان، بالسيطرة على ليبيا ونهب ثرواتها، فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 16 طفلاً سورياً قتلوا خلال المعارك الأخيرة من واقع 150 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً جندهم إردوغان ضمن عشرة آلاف مرتزق سوري وصلوا فعلاً إلى القتال ا في صفوف ميليشيات الإسلام السياسي في طرابلس لأعمال التهجير والسطو المسلح ضد الأهالي.
ملاحقة المتورطين في تجنيد المرتزقة والأطفال خاصة بمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تعدّ خطوة رادعة مستقبلاً وفق المادة 8 التي تنص على أن «تجنيد الأطفال إلزامياً أو طوعياً» في القوات أو الجماعات المسلحة «يشكّل جريمة حرب» في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، ومن ثم تعد ملاحقة إردوغان وشركائه في تجنيد الأطفال من خلال المحكمة الجنائية الدولية، واجباً وطنياً على القوى الوطنية في سوريا وليبيا.
الانتهازية السياسية التي هي نهج إردوغان السياسي جعلته يجند ويستخدم المرتزقة ومن بينهم الأطفال لتنفيذ أغراض سياسية وجيوسياسية وأهوائه التوسعية من أجل تحقيق وهم العثمانية الثانية والاستيلاء على ثروات البحار التي تتقاطع مع مصالح جماعة «الإخوان» و«دولة خلافة المرشد» لنهب أموال ليبيا وجعلها بيت مال جماعة «الإخوان» لاستعادة حكمهم لمصر.
إن نقل آلاف المرتزقة رجالاً وأطفالاً إلي ليبيا هو بمثابة قذف الحطب والبنزين على النار لاستمرار اشتعالها، ويعدّ تهديداً لأمن ومصالح أوروبا وليس فقط ليبيا، فوجود مقاتلين مرتزقة لا يبعدون سوى 300 ميل بحري عن جنوب أوروبا، يشكل خطراً قادماً إليهم لا محالة حتى ولو أغمضت أوروبا جفونها عنهم، فهؤلاء ليست وجهتهم الدائمة ليبيا وحروبها بالتأكيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان وتجنيد الأطفال للقتال في ليبيا إردوغان وتجنيد الأطفال للقتال في ليبيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon