توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتح وحماس.. صراع المصالحة!!

  مصر اليوم -

فتح وحماس صراع المصالحة

بقلم: نشوى الحوفى

لا يمكن فهم الصراع الفلسطينى - الفلسطينى بين أقوى فصائله «فتح» و«حماس» بدون تتبع جذوره. فالبعض يظن أنه مجرد خلاف شب على السطح أعقاب الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ولكن التاريخ يؤكد امتداد جذور الأزمة بين الطلبة الفلسطينيين الدارسين بجامعات القاهرة والمتأثرين بفكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبين الإخوان الذين كان لهم رأى آخر فى التعامل مع القضية الفلسطينية منذ خمسينات القرن الماضى.

ففى تقرير نشره المركز الإعلامى الفلسطينى فى العام 2008 جاء فيه أن الخلاف بين فتح وحماس خلاف فى الأيديولوجيا والرؤية. قادة فتح وأعضاؤها بزعامة ياسر عرفات تشبعوا بالفكر الناصرى والعروبى لتحرير فلسطين وتأسيس دولتهم مع إعلان المنظمة عام 1957، فسعوا لاحتواء جميع التيارات فى منظمتهم بمن فيهم الإخوان مثل خليل الوزير، محمد يوسف النجار، وسليم الزعنون، ويوسف عميرة. على النقيض رفضت جماعة الإخوان فى كل من الكويت والأردن وبين الفلسطينيين أنفسهم ذلك الفكر، وبخاصة مع المواجهة بين نظام الحكم المصرى والإخوان عام 1954 عقب محاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر، وأعلنوا أن هدفهم تأسيس دولة إسلامية فى فلسطين عاصمتها القدس. ليتسع الخلاف بين الفريقين مع تأسيس جماعة الإخوان رسمياً فى غزة عام 1960 لتُخير جماعة الإخوان الفلسطينيين بينها وبين فتح. وهكذا هى عادة الإخوان.. تفرق ولا تجمع!

وهكذا كانت بدايات الخلاف مع ما آل إليه مسار القضية الفلسطينية على مر السنوات حتى كان تأسيس حماس كحركة مسلحة فى العام 1987 فى قطاع غزة، ثم اندلاع ما عرف وقتها بالانتفاضة الفلسطينية الأولى التى انضمت لها فتح وكافة الفصائل الفلسطينية عام 1988. إلا أن الأمور انتهت بالصدام بين الطرفين فى أكثر من موقف ربما أشهرها مصادمات 1992، و1994 بعد انخراط فتح بقيادة ياسر عرفات فى مفاوضات مؤتمر مدريد 1991، وتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993 مع إسرائيل، واعتقال السلطة الفلسطينية لعدد من قيادات حماس فى محاولة لكبح الحركة المسلحة. لتتوالى الأحداث وتتسع ملامح الشقاق بين الفصيلين دون أن يشفع للقضية أى محاولة للصلح أو بيان للتوحيد. حتى كانت الطامة الكبرى عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 حين رفضت فتح وفصائل فلسطينية أخرى الاعتراف به، ليأخذ الصراع منحى آخر انتهى بطرد حماس لفتح من قطاع غزة واندلاع حرب أهلية بين الفلسطينيين فى البيت الواحد وشعار الجميع فيها: «من ليس معنا فهو ضدنا»! ليكون الاقتتال بأبشع مما فعل العدو الصهيونى بهم وبنا على مرأى ومسمع من العالم، ودون أن تأخذهم ببعضهم ورحمهم وأرضهم المسلوبة أى رأفة أو رحمة!

ومن يومها توالت محاولات الصلح فى العواصم العربية وفى مقدمتها القاهرة، التى تعتبر فلسطين قضية أمن قومى قبل أى شىء. فقد سعت مصر للم شمل الفصائل الفلسطينية جميعها فيما عرف بإعلان القاهرة 2005، الذى انتهى بإعلان منظمة التحرير الفلسطينية هى الصوت الرسمى الأوحد للفلسطينيين. ثم وثيقة الأسرى فى العام 2006 والتى دعت لنبذ الخلاف وتوحيد الصف، ثم اتفاق مكة 2007 بين فتح وحماس لوقف القتال المسلح بين الجبهتين وتشكيل حكومة وطنية، ثم اتفاق صنعاء 2008 الذى واصل فيها الطرفان تعنتهم وانتهى بالفشل، ثم محادثات القاهرة 2009 والتى أصرت فيها حماس على أن يكون لها غالبية الحكومة المشكلة، ثم كانت جولة من المحادثات فى 2010 فى دمشق والدوحة والقاهرة وانتهت جميعها باتفاقات لم تنفذ! ثم كان اتفاق القاهرة فى مايو 2011 على أن يتم إجراء الانتخابات فى مطلع 2012 إلا أنه تم تعليق المصالحة بعد شهر بسبب الخلاف على رئيس الوزراء والعلاقة مع إسرائيل! ثم كان اتفاق الدوحة 2012 ولكن شيئاً لم يتغير، ثم كانت مباحثات القاهرة 2014، ثم مباحثات الدوحة 2016، ثم اتفاق القاهرة 2017 الذى أعلن فيه الجميع الالتزام لحفظ حقوق الفلسطينيين. وهكذا لم يتغير شىء على مدار 14 سنة، يجتمعون ويبتسمون ويصدرون البيانات ويلتقطون الصور ويسافرون لمقارهم فى أرضهم المحتلة فيواصلون صراعهم دون إعلاء مصلحة فلسطين!؟

الخلافات بين فتح وحماس ليست لصالح فلسطين ولا أهلها، ولكنها صراع النفوذ والولاءات وتبقى المصالحة وإن رعتها تركيا ملفاً مؤجلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وحماس صراع المصالحة فتح وحماس صراع المصالحة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt