توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وسد النهضة

  مصر اليوم -

ترامب وسد النهضة

بقلم :محمد المنشاوي

أعلن البيت الأبيض قبل شهر مضى عن دعم الولايات المتحدة للمفاوضات الجارية بين مصر وإثيوبيا والسودان للتوصل إلى اتفاق تعاونى مستقر ومتبادل المنفعة بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبى. وقال بيان صدر عن البيت الأبيض إن جميع دول وادى النيل لها الحق فى التنمية الاقتصادية والازدهار. ودعت واشنطن جميع الأطراف إلى بذل جهود حسنة النية للتوصل إلى اتفاق يحفظ تلك الحقوق، مع احترام حقوق مياه نهر النيل لبعضهم البعض فى وقت واحد. ثم جاء إعلان القاهرة قبولها دعوة وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية لوزراء خارجية الدول الثلاث للاجتماع بواشنطن للبحث فى سبل حل الخلافات حول سد النهضة ليشير لتزايد الدور الأمريكى فى قضية سد النهضة. وتاريخيا لم يتم التعبير عن الموقف الأمريكى من قضية بناء سد النهضة إلا من خلال عبارات دبلوماسية فضفاضة تشير لضرورة تعاون كل الأطراف.

***
تحدثت لدبلوماسى أمريكى رفيع عن سبب تدخل واشنطن المتأخر فى هذه القضية الشائكة، ورد بالقول إن «الخوف من أن تلعب روسيا أو الصين دورا كبيرا فى حل النزاع حول سد النهضة هو العامل الرئيسى الذى دفع واشنطن للتدخل خاصة مع استضافة موسكو القمة الروسية الإفريقية قبل أيام». وكانت موسكو قد عرضت القيام بدور الوسيط بين مصر وإثيوبيا، وهو ما سبب إزعاجا كبيرا لواشنطن حيث إنها أكبر جهة داعمة للدولتين من حيث المساعدات العسكرية والاقتصادية التى تتخطى مليارى دولار سنويا. ويتصور الكثير من خبراء واشنطن أن علاقة الولايات المتحدة القوية بالدولتين قد يسمح لها بلعب دور بناء يقلل من حجم الخلافات بين الطرفين. وتجمع الولايات المتحدة علاقات قوية مع القاهرة وأديس أبابا، فمصر تلقت مساعدات أمريكية وصل مجموعها لثمانين مليار دولار خلال العقود الأربعة الأخيرة. وتعد إثيوبيا كذلك من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الاقتصادية والتنموية الأمريكية بين دول القارة الأفريقية ووصل ما تلقته عام 2018 لمليار دولار. ويتيح ما تقدمه واشنطن من مساعدات كبيرة للطرفين، إضافة لمكانتها المؤثرة داخل المؤسسات المالية الدولية الرئيسية كالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى، ثقلا يجعل كلمتها مسموعة لدى اطراف هذه القضية.

***
وطالبت دراسة صدرت أخيرا عن مجموعة الأزمات الدولية، وهى أحد أفضل المراكز البحثية فى العالم، من الدول الثلاثة المعنية بقضية سد النهضة بضرورة «طلب الدعم من طرف ثالث، شريك متفق عليه للخروج من المأزق». واقترحت الدراسة الولايات المتحدة والصين، اللتين تتمتعان بعلاقات وثيقة مع بعض حكومات حوض النيل، أن تشجعا الأطراف على تسوية نزاعاتها قبل اكتمال بناء سد النهضة. وعقب فشل الاجتماع الوزارى الأخير فى الخامس من أكتوبر دعت مصر رسميا الولايات المتحدة بالتدخل والمساعدة على حل خلافات الدول الثلاث. وطبقا للبروفيسور هارى فيرهوفن، خبير الدراسات المائية بجامعة جورج تاون، الذى يرى أنه من المؤكد إذا لجأت الأطراف للتحكيم الدولى أمام محكمة العدل الدولية بلاهاى قد يتم الحكم لصالح إثيوبيا، على اساس أن «إثيوبيا لها الحق فى تطوير مواردها المائية داخل أراضيها». وانها لم توقع على أى من اتفاقيات توزيع حصص مياه نهر النيل.
ويرفض خبراء آخرون الطرح السابق ويرون أن إثيوبيا ملتزمة بكل الاتفاقيات السابقة المتعلقة بحصص النيل وإن لم تكن طرفا فيها، إلا أن الواقع أن عمليات البناء مستمرة بلا توقف وتشير تقارير إلى انتهاء 70% من أعمال الإنشاءات الأساسية.
***
ترى واشنطن أنها كانت دائما مهتمة بقضية سد النهضة، وأنها كانت تتصور أن حليفتيها، القاهرة وأديس أبابا، يمكنهما حل القضايا الفنية المتعلقة بملء وتشغيل السد عن طريق التفاوض فيما بينهما. وكانت الولايات المتحدة قد دعت وزراء الرى من عدة دول منها مصر وإثيوبيا لزيارة «سد هووفر» أكبر السدود فى الولايات المتحدة والمشاركة فى ورشة عمل عقدت فى ولاية نيفادا عام 2015 حول تعاون الدول التى تتشارك فى الأنهار، وذلك بهدف بناء الثقة بين الطرفيين وإظهار الاهتمام الأمريكى بالقضية. وتم إرسال مساعد نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية لزيارة مصر وإثيوبيا العام الماضى للاستماع لوجهات النظر المختلفة.
***
تمثل الجالية الإثيوبية فى الولايات المتحدة بما يزيد عن 400 ألف شخص، عنصرا هاما فى حسابات واشنطن. وقام رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد العام الماضى بزيارة لم تقتصر على واشنطن، بل شملت ولايتى مينيسوتا وكاليفورنيا حيت يقيم مئات الآلاف من الإثيوبيين. وتعد إثيوبيا حليفا قويا لواشنطن فى منطقة القرن الإفريقى وشرق إفريقيا، وأشارت دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس إلى أن «إثيوبيا تلعب دورا هاما فى مواجهة تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له فى منطقة القرن الإفريقى».
وتعتمد إثيوبيا فى الترويج لموقفها فى واشنطن على البعد الإنسانى الذى تدعمه تقارير رسمية صادرة عن البنك الدولى، والتى تشير إلى حاجة إثيوبيا الماسة للطاقة الكهربائية. ويقول أحد هذه التقارير إن «66% من سكان إثيوبيا يعيشون بدون كهرباء وهى من أعلى النسب فى العالم»، ويتوقع أن يوفر سد النهضة الكهرباء لملايين المواطنين الإثيوبيين.
***
سيجتمع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا مع مسئولين أمريكيين بواشنطن الأسبوع القادم، وعلى الجانب المصرى أن لا يرفع سقف التوقعات من واشنطن التى تجمعها بإثيوبيا حكومة وشعبا علاقات راسخة، ولا تقتصر فقط على علاقات جيدة بين إدارة الرئيس ترامب والحكومة المصرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وسد النهضة ترامب وسد النهضة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt