توقيت القاهرة المحلي 21:09:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

إسرائيل أنتجت مجاعة غزة وحلولها!

  مصر اليوم -

إسرائيل أنتجت مجاعة غزة وحلولها

بقلم: نبيل عمرو

واصلت إسرائيل، خصوصاً في المرحلة الثانية من الحرب، التي استؤنفت في عهد الرئيس دونالد ترمب، استثمارها الأساسي في غزة، بتنفيذ عمليات عسكرية لا لزوم لها بمنطق الضرورات الميدانية، مع إيصال القطاع إلى مجاعة تتفاقم كل يوم، وافتقار لكل مقومات الحياة الآدمية، بحيث لا ماء، ولا دواء، ولا أماكن آمنة. ومثلما أنتجت إسرائيل، بتخطيطٍ محكم ودعمٍ أميركي مباشر، هذا الفصل من المأساة الغزية، تعمل الآن مع شركائها الأميركيين على معالجة الحالة، على نحو تكون فيه صاحبة القول الفصل في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تتصل بها.

الحديث يدور الآن حول إدخال المساعدات الإنسانية بعد منعها تماماً لأشهر عدة، والإشراف على توزيعها بما يضمن حرمان «حماس» من الإفادة منها.

الجيش الإسرائيلي، الذي تُجرى الاستعدادات لمضاعفة عديده في غزة خلال الأيام المقبلة، أوصى المستوى السياسي بعدم زجّه في عملية توزيع المساعدات بصورة مباشرة، ما يحرف الجيش عن مساره المهني الحربي إلى مسارٍ آخر، ولكنه يقترح أن يتولى حماية مَن يُتَّفَق معهم على توزيع المساعدات، وما تدور الحديث عنها في هذا الصدد هي الاستعانة بشركة أو شركات أميركية تتولى المهمة، بعدما يكون الجيش الإسرائيلي قد خصَّص مراكز تجميع للمساعدات، بحيث يتم إيصالها للمواطنين بواقع مرة في الأسبوع، وبذلك تضمن إسرائيل، إلى جانب السيطرة العسكرية باحتلال مساحات جديدة من القطاع، سيطرةً على المساعدات، وكيفية وصولها، والتحكم بحياة الناس من خلالها.

هذا هو الاستثمار الأساسي لإسرائيل، نحو سيطرة تكاد تكون كاملةً على كل القطاع، وفي حال إنضاج اتفاق مع شركة أو شركات أميركية لاحتكار التوزيع، تكون السيطرة الفعلية مشتركة، وعلى نحوٍ يحدد ملامح ووقائع اليوم التالي.

استثمارٌ كهذا تَضمَّن تغييراً معلناً على الأجندة الإسرائيلية تجاه المحتجزين في غزة، إذ تمّ إقصاء حالتهم عن أولوية الأهداف، لتحل محلها أولوية التصفية الجذرية لـ«حماس»، حتى لو تطلب الأمر التضحية بهم، خصوصاً بعد أن تناقص عددهم إلى اثنين وعشرين على قيد الحياة، وعدد يزيد قليلاً من الأموات.الاستثمار الرئيسي لم يتغير، ولكن التكتيكات المتبعة لخدمته تغيَّرت وفق متطلبات الأجندة الرئيسية، فإسرائيل الآن وبصورةٍ أوضح بكثيرٍ من ذي قبل، تعمل على خطَّين متوازيين يكمل كل واحدٍ منهما الآخر، الأول: التعاطي مع الوسطاء في أمر صفقةٍ جزئيةٍ تفرج عن عددٍ من المحتجزين وهذا يريحها، إذ يهدئ من روع ذويهم، ويقلل من ردود الأفعال المنتقدة لسياسة الحكومة تجاه قضيتهم. والخط الثاني: مواصلة الضغط بالنار، مع التمسك بالهدف الرئيسي وهو استئصال «حماس» من غزة بصورة جذرية وليس مجرد حكمها وسلاحها.

يبدو جلياً في سياق هذا الاستثمار الدموي أن إسرائيل عاقدة العزم على مواصلة العمل العسكري، بصيغة احتلالية متدرجةٍ ولكن متسارعة، لمدة سنة على الأقل كما أعلن الوزير ديرمر، الأقرب لنتنياهو والإدارة الأميركية.

وهذه السنة، التي تمت الإشارة إليها صراحةً، هي الفترة المتبقية لائتلاف نتنياهو في الحكم، حيث الانتخابات الدورية ستتم في موعدها، وليكن القرار النهائي آنذاك لمَن يؤسس ائتلافاً جديداً أو يعيد إنتاج الائتلاف الحالي.

ما يجري في غزة من تطورات، أساسها دائماً العمل العسكري المتدحرج اتساعاً، قد دخلت عليها السيطرة الفعلية على المساعدات، من البداية حتى النهائية، وهذا يضاعف معضلة غزة لدى الوسطاء، ذلك أن التنسيق الأميركي – الإسرائيلي، وإدخال المساعدات وكيفية وصولها وتوزيعها تحت ضغط النار والاحتلال المتدحرج، أغلقت تماماً مساحات العمل التي كانت متاحةً لدى الوسطاء العرب، ذلك مترافقٌ مع تضييق مساحة الحركة الميدانية والسياسية أمام «حماس»، المطلوب منها الموافقة على صيغةٍ تعني الانتحار.

القوة... والقوة وحدها في حالة إسرائيل مع الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، هي مَن تقرر المسارات والخلاصات، قد يكون ذلك بديهياً في حالات الحرب في أي زمانٍ ومكان، إلا أنه في أمر إسرائيل والفلسطينيين، يتخذ طابعاً مأساوياً مستمراً؛ وذلك لارتباط الحرب اشتعالاً وتوقفاً، وحتى تهدئات مؤقتة، بالأجندات الداخلية للقوى المتصارعة على الحكم والنفوذ في إسرائيل، بحيث صارت الحرب استثماراً للجميع، بل استثماراً وحيداً يفرض نفسه على الدولة العميقة، وإذا ما تصاعدت نغماتٌ تتحدث عن التخلص من الحرب أو التوقف عنها، فهي ليست تعبيراً عن اتجاهٍ جدّيٍ لا يريدها، بقدر ما هي حاجةٌ للاستثمار في السجال الداخلي لتظل أجندة الحرب هي الوحيدة التي يجري تداولها والتقيد بها، إمّا بصورةٍ مباشرةٍ أو من خلال إغلاق فرص الحلول السياسية، إذ يصح القول إن مَن لا مشروع سلامٍ لديه مع الفلسطينيين أساساً فهو، وبصورةٍ تلقائية، صاحب مشروع حرب، وهذا ما تُجمع عليه الحالة في إسرائيل رغم كثرة التمايزات في اللغة والأجندات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل أنتجت مجاعة غزة وحلولها إسرائيل أنتجت مجاعة غزة وحلولها



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt