توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

  مصر اليوم -

من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤

بقلم: فاطمة ناعوت

الحلقةُ الرابعة من سلسلة «دفتر المحبة» التى أقصُّ عليكم خلاله، طوال شهر رمضان المعظّم، تجاربَ وحكاياتٍٍ يفوقُ ضوؤها اللآلئ، عن تجذُّر آصرة المحبة بين مسلمى مصرَ ومسيحييها، تلك الآصرةُ التى تحمى وطننا الآمنَ من سهام الفتن التى ما تلبث أن ترتدَّ إلى نحور مُطلقيها من أعداء الوطن. على أمل أن أجمع تلك اللآلئ بإذن الله فى كتاب عنوانه: «حكايا المحبة التى لا تسقطُ أبدًا». وهى من حكايا القراء الذين طلبتُ إليهم أن يرسلوها لى من دفاتر ذكرياتهم، حتى أنقلها كما هى بأسمائهم.

■ راهباتٌ فى مدارس مصرية يقمن بتوزيع الفوانيس على التلاميذ والتلميذات احتفالا بقدوم شهر رمضان، لكى يغرسن فى نفوس الصغار نبتةَ المودة والمحبة، لكى يتعلموا أن «الفرحَ» ليس وحسب بأعياد الذات، بل كذلك بأعياد الآخر المختلف عقديًّا. وأن الإنسانية هى المظلّة التى تحمى البشرية من السقوط.

■ رهبان يتعاونون مع شيوخ الحى فى تعليق الفانوس الملون وزينات رمضان التى تزيّن وتضىء حاراتِنا وشوارعَنا طوال الشهر الكريم.

■ فيديو نشره أحد المعتمرين الطيبين من الحرم النبوى الشريف وهو يدعو لصديقه المسيحى، «رامى سمير»، ولأسرته وأبنائه بالستر والصحة والنجاح. ولم يتوقف الجمالُ والتحضُّر عند هذا الحد، بل اكتملت سيمفونية المحبة فى تعليقات الناس، مسلمين ومسيحيين، الذين راحوا يحيّون المعتمرَ الراقى ويدعون له بأن يتقبّلَ اللهُ حجَّه واعتمارَه.

■ فى يناير ٢٠١٠ فى محافظة القليوبية، نزل أربعةُ عمال مسيحيين من ذوى الشهامة فى عمق بيارة صرف صحى من أجل إنقاذ زميلهم العامل المسلم الذى سقط فيها. ونجحوا فى إنقاذه بالفعل، لكنهم بكل أسف لقوا حتفهم جميعًا، شهداءَ عند ربهم يرزقون.

■ «تريز مرقس»: كتبت على صفحتى تقول: (كانت أمى رحمها الله فى بورسعيد تسكن فى عمارة يسمونها «عمارة الأستاذ»، ولا أعلم السبب وراء هذه التسمية. وكانت تلك العمارة تضمُّ مسلمين ومسيحيين تجمعهم علاقات محبة مدهشة وأبوابهم مفتوحة لبعضهم البعض، يقفون معًا فى جميع المناسبات السارة والحزينة). ورددتُ عليها بما يلى: (اسمُها «عمارة الأستاذ» لأن سكانها يعرفون الله، فيحبون جميعَ خلقه ولا يعرفون العنصرية. وتلك أخلاق الأساتذة).

■ أمل يوسف: (كان لى جارة جميلة اسمها «الحاجة عفاف»، كانت دائمًا تنصحنى وتساعدنى فى تربية أطفالى وأنا زوجة صغيرة السن. وكان لها الفضل فى إنقاذ ابنتى من الموت. إذ كانت طفلتى تعانى من حساسية الصدر، وفى ليلة داهمتها أزمةٌ خطيرة، وكنتُ وحدى وانهرتُ ولم أدر ماذا أفعل، لكن «الحاجة عفاف» تصرفت فورًا وحملت طفلتى وذهبنا بها إلى طبيب أولادها الدكتور «فؤاد المعايرجى» فى مدينة نصر. والحمد لله أُنقذت صغيرتى بفضل محبة وشهامة جارتى المسلمة الجميلة، رحمها الله).

■ «رأفت ناصف»: (أنا من أرمنت بمحافظة الأقصر. وصدقينى يا أستاذة فاطمة فى كل عيد نحن وأشقاؤنا المسلمون نتبادل صحون الكعك وصنوف الطعام المختلفة فى جميع المناسبات. وفى شهر رمضان لا تتوقف زيارتنا وجلساتُ سمرنا حتى السحور. المحبة متجذرة فينا ولا نعبأ بأبواق الفتن والحمد لله).

■ ■ ■

وأختتم مقالى بما كتبته صديقتى الجميلة الأستاذة/ «إيمان زكى مبارك»، حفيدة القامة الأدبية التنويرية الفكرية الكبيرة «الدكاترة/ محمد زكى مبارك»، الشاعر الأديب الصحفى والأكاديمى المصرى الشهير، الحاصل على ثلاث درجات دكتوراه من مصر وفرنسا فى الأدب والتصوف الإسلامى، وصاحب الخمسة وأربعين كتابًا بالعربية والفرنسية، والذى عمل أستاذًا مرموقًا فى الجامعة المصرية سنواتٍ طوالا قبل أن يُحارَب ويُقال عسفًا بسبب دعمه النبيل لعميد الأدب العربى الدكتور العظيم «طه حسين» فى قضيته التنويرية الشهيرة مع كتابه «فى الشعر الجاهلى».

■ كتبت «إيمان» تقول: (كانت جدتى تملك منزلا فى حى الظاهر مكوّنًا من أربعة طوابق. طلبت منها صديقتها المسيحية تأجير شقة لأرملة مسيحية وحيدة لا تملك من الدنيا إلا معاشًا قليلا. منحتها جدتى الشقة دون إيجار، وكانت تدعوها لتناول الطعام على مائدة الأسرة كل يوم لكى تشعر بدفء العائلة. وكان جدى الدكتور «زكى مبارك»، أحد زعماء ثورة ١٩١٩، يخطب فى الجماهير بالإنجليزية والفرنسية مُندّدًا بالاستعمار. وحين حاولت السلطات الأمنية القبض عليه، احتضنته إحدى الكنائس المصرية، أسابيعَ طوالا لكى تخفيه عن عيون المتربصين. ولا تنتهى الحكايا المدهشة بين قطبى الشعب المصرى العظيم).

«الدينُ لله والوطن لمن يحبُّ الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤ من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon