توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

مع الكُرد العظماء.. فى عيدهم

  مصر اليوم -

مع الكُرد العظماء فى عيدهم

بقلم: فاطمة ناعوت

مَن لم يحظَ بصداقة أو معرفة أو حتى لقاء شخص كردىّ، فقد خسر الكثير. «الكُرد» من أرقى وأجمل وأصفى البشر، وأكثرهم ثقافةً ورهافةً، وأشدّهم استبسالًا فى الدفاع عن الهُوية والحرية والكرامة. وأشكرُ اللهَ أن مَنَّ علىَّ بأصدقاءٍ كرد؛ صادقتُهم بعدما صادفتُهم فى مهرجاناتٍ أدبية وشعرية ومؤتمراتٍ فكرية عديدة، سواءً فى مختلف بلاد العالم، أو فى: «دَهوك»، «السليمانية»، و«أربيل» عاصمة إقليم «كردستان» العراقية، أحد «مواطنهم» الأصلية. أقولُها بمرارة: «أوطانهم»، وليس «وطنهم»!!، فمن عجائب الأقدار أن «الوطنَ» أعزُّ كنزٍ لدى الإنسان، لكن ذاك «الكنز» إذا تعدَّد وصار «أوطانًا»، كانت الفاجعة!. ليس كلُّ كنزٍ يُعدَّدُ، فبعضُ الكنوز قيمتُها فى فرادتها. «الابنُ» أغلى النِعَم، فإن تعدّدَ الأبناءُ باعتدال تعددتِ النِعمُ، لكنّ «الأمَّ» واحدةٌ، و«الأبَ» واحدٌ؛ لا تعُّدد فيهما. كذلك «الوطن».

فما بالك بشعب عظيم مُشتّتٌ بين أربعة أوطان، فى «العراق»، «سوريا»، «تركيا»، و«إيران»، يطمحون إلى وارفةِ وطنٍ واحدٍ وأرضٍ واحدة!. ذاقوا ما ذاقوا من ويلاتٍ وإباداتٍ جماعية وسَبْى نساءٍ وطغيان، لكنهم أبدًا لم ينكسروا ولم يهِنوا، ولم تنجح مراراتُ الظلم أن تُبدِّل نفوسهم الطيبة أو تُعتِم أرواحَهم الشفافة، وأخفقت يدُ الطغيان السوداءُ فى إجبارهم على التخلّى عن هويتهم ولُغتهم وأصالتهم، بل زادهم الظُلمُ قوّةً وبأسًا حتى سجّل لهم التاريخُ شرف انتصاراتهم على «داعش» السوداء فى معاركَ استثنائية باسلة فى «كوبانى»، «سنجار»، «الرقّة»، و«الباغوز»، نجحوا فى تحريرها من قبضة داعش الدموية، مثلما أسهمت البيشمركة الكردية الباسلة مع القوات العراقية والحشد الشعبى العراقى فى تحرير «الموصل». نساءُ الكرد، اللواتى يمتزن بالجمال الفائق، لم يركنَّ إلى خبيئات الخدور ويتركن المعارك للرجال، بل كوّنَّ عام ٢٠١٣ قوةً عسكرية نسائية فى شمال سوريا لمجابهة داعش، أطلقن عليها اسم YPJ وتعنى بالكردية «وحدات حماية المرأة»، شكّلت صدمةً إيديولوجية هائلة لتنظيم داعش الذى استهان بالمرأة ولم يرَها إلا طرائدَ وفرائس للقنص والسَّبى والاسترقاق، وكان لهذا الجيش النسائى العظيم دورٌ مشهود فى دحر داعش، فبرغم الشتات بين الأوطان وتباين الرؤى السياسية بين الأحزاب الكردية، توحدت القواتُ الكردية فى القتال ضد عدو مشترك، ما عزّز بسالتهم فى الميدان وحقق انتصارهم التاريخى على تنظيم الشر. واجه الأكرادُ داعش بجسارة، مدركين أن المعركة ليست مجرد حرب عسكرية، بل صراعٌ من أجل البقاء والهوية والكرامة والحرية.

ليس ثمة جُرحٌ أشدُّ نزفًا من وطنٍ يسكن القلبَ بينما أقدامُ أبنائه معلّقةٌ فى التيهِ. هكذا هم الكُردُ، أبناءُ الجبالِ الشاهقة، وأحفادُ الثوراتِ التى لم تعرفْ للنهاياتِ طريقًا. شعبٌ كُتبَ عليه أن يكونَ طائرًا حُرًّا بجناحٍ مكسور، يحملُ ذاكرةَ الفقدِ والمنفى، ويبحثُ فى جغرافيا العالمِ عن اسمِه المُغَيَّب قسرًا.

لا أنسى وقوفى أمام مقابر الإبادة الجماعية فى مدينتَىْ السليمانية وحلبجة فى إقليم «كردستان»، حيث أُذيبت أجسادُ المدنيين الكُرد بالكيماوى الحارق فى حملة «الأنفال» البغيضة، التى تُعدُّ واحدةً من أبشع وأشنع فصول الإبادة الجماعية فى التاريخ، ولا يزال تأثيرها محفورًا حتى اليوم فى ذاكرة الشعب الكردى العظيم، وفى ذاكرة جميع شرفاء هذا العالم المرزوء بالظلم والويلات، فطوبى للرحماء لأنهم يرحَمون، والويلُ كلُّ الويل للطغاة الظالمين، فلم يُحرِّمُ اللهُ تعالى شيئًا على جلال نفسه إلا «الظلم»، حين قال فى الحديث القدسى: «يا عِبادى، إنّى حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسى، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالموا».

والحقُّ أننى لو تكلمتُ عن مدى احترامى وحبى للعِرق الكردى، لن تكفينى مياه البحر مِدادًا، ولا أوراق الدنيا صِحافًا. ولأننى أستسلمُ لقلمى وأخضع له، فقد سار هذا المقال على عكس ما كان له أن يسير!، فقد انتويتُ كتابته لأهنئ أصدقائى الكُرد برأس السنة الكردية الجديدة رقم ٢٦٣٣ التى بدأت أمس الأول ٢١ مارس مع عيد «النوروز» الكردى. وكلمة «نه وروز» تعنى بالكردية: «اليوم الجديد»؛ فيُعدُّ العيدُ رمزًا لانتصار النور على الظلام، والإشراق على العتمة، والحقّ على الباطل. بدعوة كريمة من الدكتور «ياسين رؤوف» السياسى الكردى البارز ورئيس مكتب الاتحاد الوطنى الكردستانى فى القاهرة، احتفلنا بعيدهم فى حديقة الجريون. وعبر مقالى هذا أرسلُ ببطاقات تهنئة لجميع أصدقائى الشعراء والأدباء الكُرد فى العالم: د. «خالدة خليل»، «حسن سليفانى»، «ديارى فريدون»، «عبدالكريم الزيبارى»، «دلشاد عبدالله»، «آلان عبدالله»، «أزاد دارتاش»، «عبدالله طاهر البرزنجى»، «جنار نامق»، «عبدالكريم الكيلانى»، «دلشاد كويستانى»، «ليان الجبارى»، وغيرهم المئات ممن يسكنون قلبى، مثلما تسكن كتبُهم مكتبتى.

سينتصرُ الخيرُ على الشر، والجمالُ على القبح، وسوف تنجو الحياةُ من الموت. ويبقى العِرقُ الكردى المثقف الذى تعرض طوال تاريخه إلى صنوف العذابات والإبادة الجماعية والإذابة بالكيماوى. ستنجو كردستان بشعبها المثقف الذى احتضن بين ربوعه جميع الأعراق، وتحابَّ وتسامح مع جميع العقائد. هابى نوروز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الكُرد العظماء فى عيدهم مع الكُرد العظماء فى عيدهم



GMT 01:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 01:56 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 01:53 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 01:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 01:46 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 01:39 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

رسالة الرئيس بوتين إلى أوروبا

GMT 01:35 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميزانية بريطانيا: حقيقية أم «فبركة»؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt