توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

«فرير الخرنفش»... يستثمرون فى الشمس

  مصر اليوم -

«فرير الخرنفش» يستثمرون فى الشمس

بقلم: فاطمة ناعوت

مثلما استثمروا فى «شموس المعارف» على مدى يقاربُ القرنين، فأخرجوا أجيالا من المثقفين والموهوبين صاروا رموزًا فى المجتمع المصرى وواجهة مشرقة لمصر فى أنحاء العالم، يستثمرون اليوم فى «الشمس الحقيقية» التى تنيرُ الكوكبَ وتصنع الحياة. فى حفل جميل حاشد، افتتحت مدرسة «القديس يوسف- فرير الخرنفش» الأسبوع الماضى محطّةً لتوليد الطاقة الشمسة، فغدت تنهلُ من الشمس حوالى ٧٠٪ من احتياجها الكهربائى. وهذا الإنجاز الفريد لا يُعدُّ وحسب خطوةً على طريق التنمية المستدامة التى ينتهجها العالمُ المتحضّرُ، بل هو رسالةُ أمل ودرسٌ للأجيال القادمة يعزز فكرة أن المستقبل المشرق لا يُبنى إلا على العلم والعمل الجاد والإيمان بأن الطاقة النظيفة هو استثمارٌ فى الحياة.

على مدى سبعة عشر عقدًا من الزمان، ظلّت مدرسة «فرير الخرنفش» التى تأسست عام ١٨٥٨ على يد رهبان الفرير فى قلب القاهرة الفاطمية، منارةً للتعليم الجاد، وواحةً لغرس المبادئ النبيلة، وبناء الإنسان. واليوم، بإطلاق هذى المحطة الشمسية، تُضيف بعدًا جديدًا لهُويتها: بُعد الوعى البيئى والالتزام بالتنمية المستدامة، مؤكدةً التزامها بالريادة، ليس فقط فى مجال التعليم، بل فى المسؤولية المجتمعية.

وتأتى الشراكة مع السفارة الفرنسية فى هذا المشروع الرائد لتكرّس الرؤية التربوية المؤمنة بأن المدرسة لا تقتصر على القاعة والكتاب، بل تتخطّاهما إلى الفعل والقدوة. لهذا لم يكن حضور سفارة فرنسا فى هذا الحدث المصرى حضورًا بروتوكوليًا وحسب، بل كان شهادة على احترام متبادل بين ثقافتين، ورغبة حقيقية فى التعاون لبناء عالم أفضل، يبدأ من الطفل، ولا ينتهى عند قامات الدول، بل يمتدُّ إلى عاتق كل إنسان فى هذا الكوكب.

سعدتُ بحضور هذه اللحظة الفريدة مع نخبة من الشخصيات العامة، على رأسهم السفير الفرنسى فى القاهرة مسيو «إيريك شوفالييه» Eric Chevallier، بدعوة طيبة من مدير المدرسة فرير «سامح فاروق»، التربوى الرائد، الذى تواصل المدرسةُ تحت قيادته تقديم أرقى مستوى من التعليم الفرنسى فى مصر، عبر بروتوكولات تعليمية مشتركة بين فرنسا ومصر، خرّجت أجيالا مشرقة من الطلاب النابهين. ولإيمانه بالمسؤولية المجتمعية، اعتاد فرير سامح قيادة وفود من طلاب المدرسة لزيارة لمستشفى ٥٧٣٥٧ لدعم الأطفال مرضى السرطان، ليزرع فى أبنائه نبتة الشعور الإنسانى بالآخر، وهى من أهم أركان العملية التعليمية والتربوية.

هذا الحفلُ كان فى جوهره احتفالا بالإنسان، والخيار: بين أن يستهلك أو يُنتج، أن يُفسد أو يُصلح، أن يبقى متفرجًا أو يشارك فى التغيير. لم يكن الحدث مجرد تدشين تقنى لمجموعة من الألواح السوداء تلتقط نور الشمس، بل بيانٌ إنسانى وأخلاقى، تُعلنه مؤسسة تعليمية عريقة اختارت أن تُربى أبناءها على القيم كما العلوم، وعلى الإيمان بالبيئة كما بالكتب. فالطاقة النظيفة ليست ترفًا، بل ضرورةٌ ومسؤولية، وحقٌّ أصيل للأجيال القادمة.

فرير الخرنفش لم تزرع ألواحًا شمسية، بل غرست وعيًا مثقفًا، وسلوكًا بيئيًا مستنيرًا، أتمنى أن يتجاوز جدران المدرسة ليطال المجتمع بأسره. ليت هذا اليوم يكون بداية لسلسلة من خطوات جريئة نحو مستقبل أخضر، نظيف، وعادل.

الطاقة الشمسية ليست وحسب بديلا للكهرباء، بل استعارة ناصعة عن الحياة: نقية، صامتة، سخية، ومتاحة للجميع. إنها «شراكةُ الطبيعة» فى أبهى تجلياتها: لا فرق بين غنى وفقير، بين قوى وضعيف. من شاء أن يمدّ يده نحو الشمس، فليأخذ منها قدر حاجته دون أن يُقصى أحدًا.

تلك الألواحُ الشمسية التى تولد الطاقة، ستولدُ أسئلة جديدة فى أذهان الطلاب: ماذا بوسعنا أن نفعل أكثر؟ كيف نجعلُ مدرستنا أكثر خضرةً؟ ماذا لو زرعنا الأسطح، أو أعدنا تدوير الورق، أو نظمنا حملات توعية؟ وهكذا، تبدأ الثورةُ من سؤال صغير، ومن لوحٍ أسود يلتقط النور ليُضىء القلوبَ قبل المصابيح.

لقد آن للمدارس أن تخرج من دورها التقليدى، لتتحول إلى مختبرات للأفكار، ومعامل للوعى الجمعى. فكيف نربى طالبًا يُحب وطنه، إن لم نُعلّمه أن يحمى سماءه من التلوث، وماءه من الهدر، وشمسه من أن تُهدَر طاقاتُها فى العدم؟!.

مدرسة القديس يوسف- فرير الخرنفش، بهذا المشروع الرائد، لم تُنر فناءها فقط، بل أنارت لنا دربًا نأملُ أن تسيرَ فيه مدارسُ أخرى، فى سائر ربوع مصر، لنعلم أبناءنا أن الشمس لا تُشرق من السماء فقط، بل من داخل عقولهم كذلك.

«إيريك شوفالييه» معروفٌ بتوجهه الإنسانى فى ملف إدارة الأزمات. وقبل توليه منصبه الحالى سفيرًا لفرنسا فى القاهرة، دشّن مشروعًا لدعم أطفال الشوارع فى مصر بداية التسعينيات الماضية، ما يعكس وعيه المبكر بالقضايا الإنسانية. بعد افتتاح وحدة الطاقة، وقبل نهاية الحفل، استأذن السفيرُ للمغادرة مبكرًا لارتباطه باجتماع يخصُّ «غزة» الجريحة، فقال له «فرير سامح» بالفرنسية: «خلّوا بالكم على أطفال غزة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرير الخرنفش» يستثمرون فى الشمس «فرير الخرنفش» يستثمرون فى الشمس



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt