توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تباينات اتفاق الهدنة.. من يفرض شروطه؟

  مصر اليوم -

تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه

بقلم - جيهان فوزى

«الاستسلام» كلمة لا تعرفها المقاومة الفلسطينية، وقد ظهر ذلك واضحاً منذ اللحظة الأولى التى قرّرت فيها حركة حماس وجناحها العسكرى «كتائب القسام» انطلاق شرارة البدء فى السابع من أكتوبر الماضى، لإنهاء مرحلة الذل والعزلة والحصار والأزمات السياسية والاقتصادية التى عصفت بقطاع غزة منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، أداء القتال والتنظيم والاستبسال الذى أظهرته فصائل المقاومة فى المعارك مع جيش الاحتلال، والتضحيات التى قدّمها الشعب الفلسطينى، لا يمكن التنازل عنها بسهولة مع ما تطالب به إسرائيل لوقف الحرب على غزة.

الفجوة لا تزال كبيرة بين إسرائيل وحركة حماس، مفاوضات تكسير العظم والندية بين الطرفين تجعل جسر الهوة بينهما أمراً فى غاية الصعوبة، «نتنياهو» يريد أى صورة انتصار تنقذ مستقبله السياسى، وتُرضى غرور اليمين العنصرى المتطرّف فى حكومته (بن غفير وسموتريتش)، و«حماس» ترفض أى إملاءات لا ترقى لحجم التضحيات التى قدمها سكان قطاع غزة، تُنهى المعاناة والحصار المضروب عليهم منذ سنين، مع ضمانات دولية بعدم شن حروب أخرى فى المستقبل.

إسرائيل تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى وتهدّد جدياً باجتياح رفح والدخول فى عملية عسكرية كبيرة، فى منطقة لا تتجاوز 60 كيلومتراً مربعاً، مكتظة بالنازحين، الذين تجاوز عددهم مليوناً و500 ألف مواطن، وذلك بهدف الضغط على «حماس» وانصياعها لشروط إسرائيل فى التفاوض، مما يعنى ارتكاب أكبر مجزرة فى تاريخ الحروب.

لقد صدّق نتنياهو بالفعل على العملية العسكرية، فى تحدٍّ سافر للإرادة الأمريكية والدولية ومصر، الذين يرفضون الاجتياح العسكرى لرفح، لما يحمل من مخاطر كارثية لن تبقى ولن تذر، فالأمر خطير ولا يحتمل ميوعة المواقف، ولا أستبعد على الوحش الكامن داخل نتنياهو من الانتقام الذى يتلبسه ويُنفذ تهديده، رغم أنه لم يتمكن من الانتصار فى أى مرحلة من مراحل الحرب البرية التى يخوضها جيش الاحتلال منذ الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الماضى، لم يحقّق فيها أى هدف من أهداف الحرب المعلنة، بل فشل فشلاً ذريعاً، ورغم ذلك يُصر على مواصلة حرب الإبادة بحق الفلسطينيين العزل!

إن صمت الدول الغربية المقيت، وتذبذب الموقف الأمريكى المتواطئ، يعطى «نتنياهو» المتعطش للدماء والقتل، الذريعة والمبرّر لإشباع شهوة الانتقام والمُضى قُدماً فى ما عقد العزم عليه، صاماً أذنيه عن التحذيرات التى يطلقها العالم ضد هذه القرارات الخرقاء، والمدعومة من أعضاء حكومته الصهيونية المتطرّفة، ومنظمة «إيباك» اليهودية الأمريكية، التى تقف سداً منيعاً أمام بايدن إذا ما فكر فى اتخاذ أى موقف من شأنه أن يُسفر عن إجراءات أمريكية جادة، تكبح جماح نتنياهو وجنون اليمين المتطرف فى إسرائيل، لإيقاف الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon