توقيت القاهرة المحلي 05:40:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة ماكرون!

  مصر اليوم -

أسئلة ماكرون

بقلم - محمد أمين

غادر الرئيس الفرنسى ماكرون والسيدة قرينته مصر، وترك جرحاً غائراً وبعض الأسئلة الصعبة.. وأظن أننا لم نستعد للزيارة إلا فى إطار البروتوكول فقط.. ولو أن الدولة المصرية استعدت للقاء بأسئلة افتراضية أجابت عنها، لما أصاب الهلع بعض وسائل الإعلام من أسئلة الوفد المرافق للرئيس ماكرون.. مهم أن نستقبل الرؤساء بترتيبات «مسبقة» لا بحُسن نية!

ومن المؤكد أن وزارة الخارجية تعلم أن النية مبيتة لأسئلة من هذا النوع، ومن المؤكد أن السفير المصرى فى باريس يتابع ما يذاع وينشر.. فماذا فعلت الخارجية؟ وماذا فعل السفير؟.. كان من المهم تجهيز بعض الأسئلة، ونقل ما يدور فى الشارع الفرنسى والصحافة الفرنسية عنا.. وفى هذه الحالة فقط يمكن أن تستعد الأجهزة بالأسئلة، ويستعد الرئيس بالإجابات!

ولستُ مع الشعور بالصدمة تجاه «أسئلة ماكرون»، ولست مع مقابلة هذه الأسئلة بالهلع والرد الغاضب.. فقد لاحظتُ أن البعض «شتم» ماكرون، ولاحظت أن آخرين جددوا الثقة فى الرئيس.. باختصار، لا الرجل يريد الإساءة للرئيس ولا لمصر، فقد غرّد فى اليوم التالى داعماً لنا.. فمن الجائز أنه جاء يحمل «نصيحة»، وكان علينا أن نقابل «النصيحة» بقبول حسن!

فلم يسأل بعضُنا نفسه كيف أن الرئيس الفرنسى جاء «يتفسح» ويزور معبد أبوسمبل وكاتدرائية العاصمة، مع أن بلاده تشتعل بمظاهرات «السترات الصفراء».. ولو كان أى رئيس آخر، ربما كان يقطع الزيارة لو قامت فى بلده مظاهرات.. والمفاجأة أن ماكرون جاء للسياحة، بينما المظاهرات هناك.. وقال: إنهم «أصحاب حقوق» وهو يؤيد مطالبهم المشروعة ويبحث حلها!

فالمظاهرات هناك لا تغضب «ماكرون».. التخريب هو الذى يغضبه، وهو الذى تواجهه الشرطة دون تعليمات.. يعنى أى قتيل فرنسى لن يُسأل عنه ماكرون، لأن الشرطة هى التى تعاملت معه طبقاً لواجباتها.. أما الرئيس فلا يملك أن يقول اضرب أو لا تضرب.. ثم هناك محاكمات عادلة.. هذا هو ما قاله «ماكرون» بهدوء شديد، دون أى انفعال، وربما خرج ليبحث عن الحل!

وعلى فكرة، لم يتغير موقف فرنسا مما جرى على أرض مصر.. فلم تكن تؤيدها سابقاً ولا تعارضها الآن.. ولا يعنى ذلك أن العلاقة بين الرئيس السيسى وماكرون قد توترت.. ولا ماكرون يملك بقاء الرئيس من عدمه.. نحن الشعب الذى انتخب الرئيس بأغلبية كاسحة، لم يسمع عنها ماكرون ولا ترامب ولا تيريزا ماى.. نحن الشعب الذى «يؤيد» رئيسه أو لا يؤيده!

وأخيراً، قدم الرئيس مفهوما جديدا لحقوق الإنسان.. ولكنهم يرون أنها «خدمات مستحقة».. هذه فروق ثقافية.. وبالتأكيد أصدر الرئيس قرارات بالإفراج عن السجناء، وخرج آلاف المساجين والغارمين.. كان مهماً الإشارة لذلك.. ومهماً أن نعرف أن «الاستثمار» مرتبط بالحرية والديمقراطية أيضاً!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة ماكرون أسئلة ماكرون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 05:08 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

استشهاد 9 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على وسط غزة
  مصر اليوم - استشهاد 9 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على وسط غزة

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon