توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دواء ترامب وسر شويبس

  مصر اليوم -

دواء ترامب وسر شويبس

بقلم: خالد منتصر

يتعرض منهج البحث العلمى والدوائى لضربات عشوائية من أهل السياسة، فالعلم وخاصة أبحاث الفارماكولوجى على أى دواء جديد ووضع بروتوكولات علاجية لأى مرض ليست لعبة بسيطة على البلايستيشن تخضع لمزاج اللاعبين واختياراتهم، ولكنه روتين صارم ممنهج له خطوات مرتبة، كل خطوة تتم بناء على نجاح الخطوة السابقة، وهكذا، ولذلك ما فعله الرئيس ترامب بالدعاية لدواء «ريجينيرون» فى حديقة البيت الأبيض أمام وسائل الإعلام، فى شكل إعلانى صريح يذكّرنا بإعلان الفنان حسن عابدين عن سر شويبس!!، وإذا كان الفنان معذوراً فى الإعلان التجارى المشروع لأنه فى النهاية يعلن عن مياه غازية وليس دواءً لعلاج كورونا!!، وقف الرئيس وأعلن «أنا شفيت بعد جرعة الريجينيرون بيوم واحد، ومكثت أربعة أيام فى المستشفى برغم أننى كنت من الممكن أن أخرج قبل ذلك، ولذلك سأوفر الدواء وأوافق عليه فوراً»!!

هل الدواء يا سيد ترامب بإمضائك أم بإمضاء هيئة الغذاء والدواء FDA؟!، ولماذا لا تنتظر الخطوات المستقبلية التى تحتاج تجريب الدواء على آلاف الحالات؟، أنت رئيس بالفعل لكنك فى عدد حالات التجارب مجرد فرد مريض واحد، والتجارب الإكلينيكية تحتاج الآلاف، ولا يوجد فى بحوث الفارماكولوجى حساب الرئيس بألف مريض لأنه رئيس أمريكا!، من الممكن عندما يجرب على الآلاف يظهر أنه قد أدى لظهور نوع فيروس أكثر شراسة، أو عرض جانبى مستقبلى أخطر من الكوفيد، أو يظهر أن مناعتك الذاتية وحالتك البدنية هى التى تسببت فى شفائك الذى يحدث تلقائياً لدى ٨٠٪ من المرضى...الخ، البحث والتجارب الإكلينيكية هى التى تحسم مثل هذه المسائل وليست التصريحات الدعائية الإعلانية، حتى لو صدرت من أكبر رئيس فى العالم.

لكن القارئ لا بد أن يعرف ما هو دواء «الريجينيرون»؟، علاج ريجينيرون، المسمى ريجن - كوف - 2. هو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة: بروتينات مقاومة للعدوى تم تطويرها للالتصاق بجزء من فيروس كورونا المستجد الذى يستخدمه لغزو الخلايا البشرية، تلتصق الأجسام المضادة بأجزاء مختلفة من «شوكة بروتينية» على غلاف الفيروس، ما يؤدى إلى تشويه بنيتها - بطريقة مماثلة لتغيير شكل مفتاح بحيث لا يلائم قفله، وتتعلق النتائج بـ275 مريضاً فقط، وأوضح جيريمى فاوست، خبير الصحة العامة فى جامعة هارفارد، أن الأمر أثار احتمالات غير مريحة: إما أن فريق الرئيس لم يفهم مجرى العملية العلمية، أو أنهم فهموا ولكن ترامب تجاوزهم استناداً إلى نصيحة شخص آخر. وأضاف: «سيرى الناس هذا وسيعتقدون أن هذا هو العلاج الذى يجب أن تحصل عليه - وإذا لم تعطه لأشخاص آخرين مصابين بفيروس كورونا فإننا بذلك نحرمهم من المعاملة الخاصة».

فلنمنح العلم مساحته الخاصة وصرامته المميزة والتى تنعكس على نتائج الدقة والأمان، لنمنحه سر قوته، منهجه الذى يعتمد على رجاحة العقل لا على العضلات والتهاب العواطف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دواء ترامب وسر شويبس دواء ترامب وسر شويبس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon