توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا دافعوا عن إيلون ماسك؟!

  مصر اليوم -

لماذا دافعوا عن إيلون ماسك

بقلم:منار الشوربجي

الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، الذى ساهم وحده فى حملة ترامب الانتخابية بأكثر من ٢٧٠ مليون دولار، ثم عينه الأخير فى منصب حكومى، كان بعد أن ألقى خطابًا بمهرجان لـ«ترامب» عقب التنصيب استخدم التحية التى كان يستخدمها جيش هتلر النازى. وتلك التحية صارت منذ ذلك التاريخ رمزًا للنازية والفاشية. وبدلًا من أن تقوم الدنيا ولا تقعد لإدانة «ماسك» من جانب المنظمات والرموز اليهودية الأمريكية باعتباره «معاديًا للسامية»، إذا بالكثير منها تدافع عنه بل وتجد له العذر بعد الآخر!

وعلى رأس تلك المنظمات، جاءت جمعية مكافحة التشهير. فهى نشرت على «إكس» بيانًا تبريريًا لافتًا قالت فيه إن البلاد تمر «بلحظة حساسة. فهو يوم جديد لكن الكثيرين فى حالة توتر، والساحة السياسة ملتهبة. ووسائل التواصل الاجتماعى لا تزيدها إلا التهابًا». ثم أضافت: «ويبدو أن إيلون ماسك قام بإيماءة يد غريبة فى لحظة حماسية، وهى ليست التحية النازية. ولكننا، مرة أخرى، نقدر أن الناس متوترون... وفى هذا التوقيت، ينبغى أن تمنح كل الأطراف بعضها البعض قدرًا من المساحة، وربما حسن الظن، وتلتقط أنفاسها».

ورغم أن رد فعل الجمعية لا ينبغى أن يفاجئ من يتابع سجلها التاريخى البائس عن كثب، فإن الأمر لم يخلُ من مفارقات تستحق الإشارة. فاعتبار ما فعله «ماسك» ورآه العالم بالصوت والصورة مجرد «إيماءة يد غريبة»، لا «عداء للسامية» كان إحدى تلك المفارقات التى تكشف الوجه الحقيقى للجمعية. فهى، ومعها حكاية منح الآخرين «مساحة» وافتراض «حسن الظن» بهم، كلها مفردات غريبة تمامًا على قاموس الجمعية، التى لا تتورع أبدًا عن مهاجمة الناس عند أقل هفوة بل ومحاسبتهم على النوايا. ولم تكن الجمعية وحدها، بالمناسبة، التى سارعت بإيجاد الأعذار لـ«ماسك». إذ دافع عنه عشرات الحاخامات الأمريكيين، بينما كافح آخرون ليس فقط لاعتبار «إيماءة يده» ليست هى التحية النازية وإنما إيجاد أعذار لا تقل طرافة. فمنها مثلًا أن تلك الإيماءة تحية «رومانية» لا تحية النازى! وهو عذر مثير للشفقة، إذ ما الذى يجعل «ماسك» يؤدى تحية «رومانية» فى حفل لتنصيب رئيس أمريكى؟! وما مغزى التحية «الرومانية»؟ وزعم آخرون أن تلك الحركة عفوية أتى بها «ماسك» بسبب إصابته بمرض التوحد. وهو عذر ينطوى على إهانة مباشرة لمرضى التوحد، كما هو واضح. وبينما أنكرت جماعات لوبى إسرائيل أن الإيماءة تحية النازى فعلًا، كانت المفارقة أن اليمين الفاشى الأمريكى التقطها فورًا واحتفى بها باعتبارها تحية النازى!

لكن ما قاله «نتنياهو» فضح موقف جمعية مكافحة التشهير ومن دافعوا عن «ماسك». فهو قال، دفاعًا عن «ماسك» إنه «صديق لإسرائيل». وتلك هى المسألة الجوهرية لدى الجمعية وغيرها إذ هى لا تكافح إلا ضد العداء للصهيونية لا لليهود، وتسعى حثيثًا للخلط بينهما وجعل العداء للصهيونية مرادفًا للعداء «للسامية»، وتدفع بكل قوة لاعتماد ذلك المنطق حول العالم. ولهذا تحديدًا فإن جمعية مناهضة التشهير لم «تُحسن الظن» بنائبة الكونجرس الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب، حين اتهمتها «بالعداء للسامية» لأنها قالت إن إسرائيل تمنع سيارات الإسعاف من دخول غزة. ولهذا أيضًا اعتبرت الجمعية شعار «الحرية لفلسطين» معاديًا للسامية. بل وشبَّه رئيسها احتجاجات التضامن مع غزة بمسيرات النازى! باختصار، القصة كلها هى الدفاع عن الصهيونية لا عن اليهود. وفى حالة «ماسك»، لا يخلو الأمر من انتهازية. فالرجل وثيق الصلة بـ«ترامب»، حتى الآن. والجمعية تسعى لعلاقة طيبة مع الرئيس لأجل إسرائيل، لا لأجل اليهود!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا دافعوا عن إيلون ماسك لماذا دافعوا عن إيلون ماسك



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt