توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة في الوعي الأمريكي

  مصر اليوم -

غزة في الوعي الأمريكي

بقلم:منار الشوربجي

أما وقد بدأت تُنشر تباعًا الإحصاءات التى تفصل نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية ٢٠٢٤، فقد تأكد ما كررته كاتبة السطور فى هذه المساحة بعد الانتخابات، فهاريس لم تنهزم لأن ترامب استطاع أن يحصل على نسبة من الناخبين أعلى مما حصل عليها فى ٢٠٢٠، ولا لأنه انتزع أصواتًا من خانة الحزب الديمقراطى، وإنما لأن تلك الأصوات التى تذهب للديمقراطيين امتنع أصحابها عن التصويت أصلًا أو أعطوا أصواتهم لمرشحين مستقلين، كتصويت احتجاجى. وقد تبين أن كامالا هاريس دفعت ثمنًا باهظًا حين رفضت التخلى عن موقف إدارة بايدن المتطرف فى دعمه لإسرائيل وسط حرب إبادة جماعية.

ولعل أهم البيانات التى برزت كان استطلاعًا أجرته مؤسسة حكومية، لا حزبية، (وهو فى أمريكا يعنى مصداقية أعلى) أثبت أن القضية الأولى على سلم أولويات أولئك الناخبين حين اتخذوا موقفهم من كامالا هاريس كانت موقف الأخيرة من غزة، فقد سُئل المستطلعة آراؤهم عن السبب وراء عزوفهم عن التصويت لها، وترتيبها بين القضايا المسؤولة عن هذا القرار، فإذا بغزة تتصدر القائمة!، فهى القضية الأولى لدى ٢٩٪ منهم، فسبقت حتى أوضاع الاقتصاد التى جاءت فى المرتبة الثانية بنسبة ٢٤٪، بينما احتلت الرعاية الصحية المرتبة الثالثة بواقع ١٢٪ والهجرة المرتبة الرابعة بواقع ١١٪.

وكشف الاستطلاع عن أن الإبادة الجماعية فى غزة، بتصدرها القضايا فى الولايات الحاسمة تحديدًا، لعبت دورًا معتبرًا فى نقل تلك الولايات من خانة الديمقراطيين فى ٢٠٢٠ إلى خانة ترامب فى ٢٠٢٤. واللافت للانتباه أن ولاية ميتشجان، ذات الحضور القوى للعرب والمسلمين الأمريكيين، لم تكن بها النسبة الأعلى من أولئك الذين كانت غزة على قمة أولوياتهم، إذ سبقتها فى ذلك ولاية أريزونا بواقع ٣٩٪ وجاءت ميتشجان فى المرتبة الثانية بواقع ٣٢٪، فتساوت فى ذلك مع ولاية ويسكنسن، الصغيرة نسبيًّا من حيث عدد السكان. معنى ذلك أن غزة حظيت باهتمام لدى أمريكيين من كل الأعراق والإثنيات لا فقط المسلمين وذوى الأصول العربية. وبنسبة ١:٣ ممن منحوا بايدن أصواتهم فى ٢٠٢٠ قالوا إنهم كانوا مستعدين لدعم هاريس لو أنها تخلت عن موقف بايدن وتعهدت بوقف تدفق الأسلحة لإسرائيل.

وقبل تحليل ما تقدم من بيانات، تنبغى الإشارة إلى مسألتين على جانب كبير من الأهمية. أولاهما أن الأرقام السابقة تأتى أهميتها عند مقارنتها بالأصوات التى حصل عليها الديمقراطيون فى انتخابات ٢٠٢٠. أى أننا هنا نتحدث عن أصوات الديمقراطيين والمستقلين، لا أصوات الجمهوريين. فهاريس انهزمت لأن الديمقراطيين تخلوا عنها كما تخلت عنهم. أما المسألة الثانية بالغة الأهمية فهى أن هناك فارقًا كبيرًا بين القول بأن غزة كانت القضية «الأولى» على رأس قائمة من القضايا شغلت أذهان الناخبين وبين القول بأنها كانت قضيتهم «الوحيدة»، فكما هو واضح، كانت هناك قضايا كثيرة تشغل الناخبين وقت التصويت.

ومع ذلك، تظل البيانات بالغة الأهمية، فرغم أن قيادات الحزب الديمقراطى ترفض الاعتراف بأن غزة لعبت دورًا معتبرًا فى هزيمة مرشحتهم، فإن هذا لا ينفى مطلقًا أن الحزب شهد فعلًا تحولًا محوريًّا يتعلق بفلسطين. ولا يقل أهمية عن تلك التحولات الحزبية تلك الحركة الاحتجاجية الواسعة التى عبرت عن نفسها انطلاقًا من الجامعات وفى الشوارع. ولو أن تلك التحولات ليست مهمة لمَا سعى لوبى إسرائيل بكل قوته لوصول ترامب إلى البيت الأبيض، ولمَا عمل جاهدًا لقمع تلك الحركة الاحتجاجية فى الفصل الدراسى الحالى بتقييد حرية التعبير بين الطلاب والأكاديميين واعتقالهم وفصلهم وترحيل الأجانب منهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة في الوعي الأمريكي غزة في الوعي الأمريكي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt