توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حديث «الريفييرا»!

  مصر اليوم -

حديث «الريفييرا»

بقلم:منار الشوربجي

«لا يزال أمامنا طريق طويل حتى نصل إلى ذلك. وجزء من ذلك الحوار سيكون محادثات سأُجريها، بصفتى وزيرًا للدفاع، مع الرئيس ومستشار الأمن القومى ووزير الخارجية، ومع حلفائنا وشركائنا، وسيكون حوارًا طويلًا. ولكن فى النهاية ما أعرفه من جلستى مع رئيس الوزراء نتنياهو والإسرائيليين أنهم يريدون اقتلاع حماس.. وما سيأتى بعد ذلك سيكون ذلك الحوار الطويل». تلك كانت كلمات وزير الدفاع الأمريكى، بيت هيجسيث، ضمن سعى الإدارة إلى التراجع المنظم والتخفيف من وطأة الإدانات الدولية، التى نتجت عن تصريحات ترامب حول «امتلاك» أمريكا لغزة وتهجير أهلها، فالرجل، بمنطق الطماع الذى يفصل بين اثنين يتعاركان فى الشارع، قال لا أنتم ولا هم، أنا الذى سأتملكها وأتولى أمرها!.

والحقيقة أننى قد انتابنى الضحك حين شاهدت الوزير ينطق بتلك العبارات، وإن كان ضحكًا كالبكاء، فمَن يسمع أو يقرأ ما قاله الوزير يدرك أن ترامب ببساطة سرح بخياله ذات مرة فطرأت على ذهنه الفكرة، أو ربما أوعز بها إليه أحد الشياطين المحيطين به لعله يقبل التخطيط لها ثم يتبناها فى الوقت المناسب، فما كان من الرجل إلا أن رددها فورًا وعلنًا ورسميًّا أمام الكاميرات باعتبارها فكرة عبقرية!، أما البحث المتعمق من جانب الوزارات والهيئات المعنية وإعداد التقارير والتوصيات للرئيس، ثم عقد الاجتماعات التى يديرها الرئيس بنفسه ويحضرها الوزراء المعنيون ومعهم مستشار الأمن القومى للتباحث قبل اتخاذ القرار، فهى كلها خطوات قال الوزير بنفسه إنها لم تحدث، وإنما «سوف تحدث»!، وليس سرًّا أن رموزًا بالإدارة فوجئوا تمامًا بما قاله ترامب، رغم أن القضية تقع فى صميم مسؤولياتهم. أكثر من ذلك، ففى حديث الوزير، فإن عملية صنع القرار، التى ستأتى بعد اتخاذ القرار لا قبله (!)، ستتزامن مع مناقشة «الحلفاء والشركاء». وهو تزامن طريف هو الآخر، فأى دولة تلك التى تناقش «الحلفاء والشركاء» فى أمر قبل أن تقتله بحثًا وتعرف بالضبط ما تريده؟!.

ويبدو أن الوزير وإدارته يتصدرون المشهد اليوم وكأنهم تولوا المسؤولية فى عالم عبارة عن صفحة بيضاء بلا تاريخ ولا جغرافيا، فالوزير دافع عن ترامب بقوله إن الفكرة «سابقة لأوانها»، إذ ستناقش بعد أن تحقق إسرائيل هدف «اقتلاع» حماس. وكأن الوزير لم ينمُ إلى علمه ما جرى على مدار عام ونصف العام لم تفلح فيه إسرائيل فى تحقيق ذلك الهدف المزعوم الذى قامت باسمه بارتكاب إبادة جماعية، هدفها الحقيقى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. ورغم أن تلك التصريحات ليس مفاجئة حين تأتى من وزير كل مؤهلاته أنه كان من أبرز الوجوه على قناة فوكس، فى إدارة تهدف علنًا إلى تقويض العمل المؤسَّسى، فإن ترامب نفسه لا يكف عن مفاجأتنا، ففى كل مرة ينطق فيها الرجل، يكشف عن حجم اطلاعه بالتاريخ والجغرافيا، فهو قال مثلًا إن أهل غزة يعيشون فيها لأنهم «ليس لديهم بديل آخر» غيرها!، وعليه فلو استطاع، بأموال غيره، أن يوزعهم على «أماكن كثيرة لا بالضرورة واحد أو اثنين»، ويبنى لهم مساكن جميلة وأماكن للتسوق، فإنهم سيفرحون ويتركونها بلا عودة، «فما الذى يجعل أحدهم يريد العودة»؟!، أما غزة نفسها، التى ستملكها أمريكا، فسوف «يطهرها»، من أصحابها طبعًا لا من الركام، «ويسويها بالأرض»، ثم يبنى منتجعات فاخرة على «شواطئها الرائعة»، على حد تعبير زوج ابنته، جاريد كوشنر، قبل تسعة أشهر، فتتحول بقدرة قادر إلى «ريفييرا»!. باختصار، رجلان أحدهما مجرم حرب تبحث عنه المحكمة الجنائية الدولية، والثانى مُدان فى بلاده بأكثر من ثلاثين قضية، يخططان لمستقبل غزة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث «الريفييرا» حديث «الريفييرا»



GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt