توقيت القاهرة المحلي 10:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قواعد ترامب الأربعون للبقاء فى البيت الأبيض

  مصر اليوم -

قواعد ترامب الأربعون للبقاء فى البيت الأبيض

بقلم:جميل مطر

يبدو دونالد ترامب خلال الأيام الأخيرة زعيما يعرف كيف يخفى الإصابات والأوجاع الناجمة عن أزمات وتطورات غير مناسبة لما يرغب فى تحقيقه. فى الوقت نفسه يبدو واثقا، وإن بجهد وقدرة فائقة، أنه استطاع أن يجمع من إمكانات القوة والنفوذ والاتصالات والمال ما يجعله أو يجب أن يجعله مطمئنا إلى أنه ليس بعيدا عن الفوز، بل لعله أقرب إلى هذا الفوز مما كان عليه فى الفترة المماثلة من المرحلة السابقة على الانتخابات الرئاسية الماضية.
من جانبى، وهو جانب هام فى الموضوع، أشعر أن حماستى لمتابعة هذه الانتخابات لم تفتر. كنت باستمرار واضحا ومبررا هذه الحماسة بمنطق بسيط. أنا المواطن من مصر أعتقد أن لا رئيس لأى دولة فى العالم، طبعا باستثناء الرئيس المصرى، أشعر تجاهه بأنه يؤثر فى حياتى السياسية والاقتصادية بل والشخصية مثلما يؤثر أحيانا رؤساء أمريكيون، ومثلما أثر بالتأكيد هذا الرئيس، المدعو دونالد ترامب. أشعر وأعرف أن كثيرا من الملمات التى أصابتنى كانت من تداعيات مباشرة لأفعالهم، أو من تداعيات غير مباشرة. لن أنكر على كل حال أن بعض السعادة، تسربت إلى حيث أكون، فعشتها. عشت تداعيات الفوضى التى أطلقها من أقفاصها الحديدية بإعلانه أنه سوف يواصل سياسة خلفه الرئيس باراك أوباما، سياسة الانسحاب من الشرق الأوسط. كان الأمل أن بانسحابه ننفرد أهل الإقليم ببعضنا فنستقر على رأى موحد ونعيد لملمة أجزاء حضارتنا وطموحاتنا، وهى بالقياس متواضعة. حتى الفوضى لم يتركونا ننعم بها، أو انغمسنا فيها ثم عدنا فوجدنا آخرون سبقونا إلى المكان.
***
اقترب موعد إجراء الانتخابات. اقترب الموعد وسط مفاجآت وتطورات لم يتوقعها أى منا فى أيام مماثلة قبل أربع سنوات. أنا شخصيا أفتقد المهرجان حيث كانت تجرى طقوس اختيار مرشح الحزب. أفتقده لأنه يكشف بدون خجل عن قدر من الوثنية ما زال يكسب السياسة الداخلية فى أمريكا ألوانا محببة للبعض ومقززة لبعض آخر. هذه الوثنية وجدناها فى كثير من ممارسات الرئيس ترامب خلال فترة حكمه. لا أخفى أننى كثيرا ما حكمت على فساد الحكم وتناثره فى مختلف دوائر إدارته بأنه نوع من العلاقات الوثنية التى ربطت بين أصنام وعبدتها. بل لعلنى فى أكثر من حوار حول الديمقراطية كما يراها بعض القريبين من الحزب الجمهورى لم أخف خوفى على مصير القوة الرخوة التى جذبتنا لأمريكا لو استمرت الأدوات الترامبوية فى ممارسة العشق المفضوح بالفساد والديمقراطية الزائفة. لم أخطئ أو هكذا يروح ظنى. فمن ثنايا الشقوق فى جدار الغرب تخرج أصوات غاضبة أو عاتبة تحمل هذا العشق وهذا العهد تحديدا مسئولية فى مسلسل انحدار الغرب أيديولوجية وثقافة وحضارة.
***
يثق كثيرون فى أن فرص الرئيس ترامب فى الفوز تناقصت ومستمر تناقصها. وعلى الجانب الآخر يثق عدد متساوٍ أو يكاد يتساوى فى أن فرص فوز المرشح الديمقراطى جو بايدين ازدادت ومستمرة الزيادة. يجرى هذا السباق بين الفرص فى جو يهيمن عليه احتمال خبيث، وهو أن يستخدم الرئيس ترامب سلطاته عند اللزوم لوقف السباق وإعلان نتيجة مزورة وفرض أمر واقع ليس فقط على أمريكا والأمريكيين ولكن أيضا على العالم والبشر أجمعين. يذهب محللون إلى أن الرئيس ترامب قد لا يلجأ لهذه الخطوة الدراماتيكية فلديه كما يعرف العارفون والأقربون عشرات الخيارات وعديد الدروب ليسلكها إن أراد الوصول إلى هدفه بخسائر أقل وثمن غير باهظ. فيما يلى نماذج خيارات ودروب يتحدثون بها:
أولا: إن نسينا كثيرا من مصادر قوة دونالد ترامب فلن ننسى هذا الرصيد الهائل من العلاقات التى أقامها ترامب مع عشرات السياسيين وصانعى القرار فى عديد الدول والشركات الكبرى. كان صريحا فى حملته الانتخابية قبل أربعة أعوام عندما حذرنا كمواطنين فى بلده أو فى خارجها مستفيدين أو متضررين من أنه سوف يتعامل مع جميع الشعوب والدول كما يتعامل مع زبائن ساعين إلى عقد صفقات. وليتأكد من أننا فهمنا الدرس قرر علينا كتابا يحمل اسمه حول هذا الأسلوب فى حكم بلاده والعالم، وظل على امتداد السنوات الأربع يمتحننا ويختبر قدراتنا فى تطوير أسلوبه لخدمة منافع مشتركة. أتصور أن المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية سوف تشهد سباقا منفردا فى هذا المجال إذ لن يتحصل جو بايدين وزميلته كاملا هاريس على إمكانات مناسبة للدخول متسابقا ثانيا فى سباق صفقات على هذا المستوى. هنا يتفوق الرئيس ترامب. سوف تظهر فى اللحظات الأخيرة فرص لصفقات لم يحلم رئيس أمريكى سابق بعقد مثيلاتها.
***
ثانيا؛ كنا حتى أيام قريبة نراهن على فوز مطلق وحاسم للرئيس ترامب ونائبه فى انتخابات نوفمبر القادم. لم يتغير الرهان إنما لم نعد نرى الفوز به للرئيس ترامب ونائبه مطلقا أو حاسما. اعتدنا سابقا أن نراهن بفوز مطلق مستندين إلى عناصر لم يخطر على الظن أن تتغير. كان الظن أن يحتفظ اليمين الأمريكى بهيمنته على مختلف ساحات الحكم والإعلام على حساب قوى اليسار. تغير وجه الساحة الأمريكية فى الشهور الأخيرة. انحسر اليمين وصعد اليسار. كذلك لم يخطر على أذهان المراقبين أن يقع حادث قتل جون فلويد تحت ركبة ضابط شرطة أبيض فتشتعل الساحات الاجتماعية، ويشمر اليسار المعتدل فى الكونجرس والإعلام والمجتمع المدنى بوجه عام عن ساعديه فى مواجهة يعتقد اليسار أن استحقاقها طال. فى الوقت نفسه ارتكب الرئيس عدة أخطاء جلبت عليه وعلى الساحة السياسية تداعيات شقاق أيديولوجى وعنصرى كان مؤجلا أو مكتوما. رأينا الكورونا أيضا تلعب وتؤثر وتساهم فى رسم خريطة اجتماعية جديدة فى أمريكا.
***
ثالثا: بالرغم من بيانات الإنكار الرسمية الصادرة عن حكومتى الصين وروسيا لم ينحسر الشك فى أن التدخل الالكترونى للتأثير فى مجريات الحملة الرئاسية فى الولايات المتحدة سوف يتكرر. بل كانت هناك اجتهادات استخباراتية تتوقع كثافة أشد وأساليب أكثر تنوعا. المهم ساد الانطباع أن موسكو وبكين لن تتخليا بالرضا والبساطة عن الرئيس ترامب، وأنهما سوف يردان الجميل. وبالفعل يجوز القول بأن الدولتين لم تذهبا إلى بعيد فى اتخاذ أو تنفيذ إجراءات أملتها ظروف حرب شبه باردة أو حروب تجارية مصغرة لزوم الاستجابة لتغيرات فى توازنات القوة الدولية، تغيرات ترفض أن ترقى إلى مستوى تهديد السلم والأمن الدوليين ومكانة أمريكا المتراجعة فى صدارة القوى القائدة.
***
رابعا: تجرى الانتخابات والرئيس ترامب فى السلطة. يستطيع الرئيس أن يعلن حال طوارئ ويفرض الأحكام العرفية. يستطيع دعوة الجيش للنزول إلى الشوارع. يستطيع إعلان الحرب على إيران وإعلان التعبئة. يستطيع فى النهاية أن يؤجل إعلان النتائج.
***
لن تكون هادئة ولا مملة الشهور من أكتوبر وحتى يناير، ولكنها فى كل الأحوال ستكون باهظة التكلفة وعميقة التأثير فى داخل الولايات المتحدة ودول عديدة. شعوب كثيرة سوف تدفع جانبا من فاتورة هذه الانتخابات، نحن منها. دفعنا وندفع وسوف ندفع. دول عديدة سوف تقضى وقتها ووقت جيرانها تبحث عن مكانة ودور وعن استقرار وأمن. عالم بأسره كان على وعد ببوصلة تعوضه عن الفوضى، وهو فى الانتظار.
الاقتباس
لعلنى فى أكثر من حوار حول الديمقراطية كما يراها بعض القريبين من الحزب الجمهورى لم أخف خوفى على مصير القوة الرخوة التى جذبتنا لأمريكا لو استمرت الأدوات الترامبوية فى ممارسة العشق المفضوح بالفساد والديمقراطية الزائفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قواعد ترامب الأربعون للبقاء فى البيت الأبيض قواعد ترامب الأربعون للبقاء فى البيت الأبيض



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt