توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مياه الحنفية

  مصر اليوم -

مياه الحنفية

بقلم - أمينة خيري

عشت أغلب سنوات عمرى وأنا أشرب من مياه «الحنفية». كان الوالد أحيانًا يسمع عن «فلتر» مياه ظهر فى الأسواق، عبارة عن قطعة أشبه بالكرة الكاوتشوك يتم تركيبها فى آخر «الحنفية» ومزودة فى الداخل بكرة صغيرة من القطن، ويقوم بتغييرها يوميًا.

كنا السكان الوحيدين فى العمارة الذين نحظى بشرب مياه مرت بمرحلة التنقية هذه. وأغلب الظن أن الغالبية المطلقة من المصريين كانت تشرب المياه من «الحنفية» رأسًا، باستثناء ربما بعض الأمهات اللاتى كن يغلين المياه قبل تقديمها للصغار.

لا أتذكر على وجه التحديد بداية ظهور عبارة «مياه معدنية» فى حياتنا. ربما تكون البداية مع رحلات الحج وحب الاستطلاع وبزوغ عصر المنتجات المستوردة فى عصر «الانفتاح» و«المنطقة الحرة» فى بور سعيد. أتذكر أن هذا كان بداية معرفتى بـ«الكانز» (عبوات المياه الغازية المعدنية) وربما زجاجات المياه الفوارة.

على أى حال، ظلت «مياه الحنفية» المصدر الوحيد للشرب لملايين المصريين على مدار عقود، بل كان المحرومون من مياه الشرب النظيفة فى العديد من القرى ينظرون إلى «مياه الحنفية» باعتبارها رفاهية وحلمًا بعيد المنال.

بداية عهدى بلافتة «مياه غير صالحة للشرب» و«مياه صالحة للشرب» الموضوعة أعلى صنابير المياه فى الأماكن العامة كان فى بريطانيا. تعجبت فى البداية، ولكن مع امتداد فترة الإقامة لسنوات، أصبح «الفلتر» البدائى، وهو عبارة عن دورق مياه مزود بفلتر يتم تغييره كل بضعة أسابيع.

وأعود إلى مصر، ومع تنقلى من شمال القاهرة إلى جنوبها، ثم شرقها، عرفت أن جودة أو صلاحية مياه الحنفية للشرب تختلف من مكان لآخر. رؤى العين أخبرتنى أن مياه الحنفية فى شبرا فى التسعينيات مثلًا كانت أفضل من مثيلتها فى مصر الجديدة. ومع التمدد العمرانى وظهور المجتمعات الجديدة، وانتشار الفنادق والمنتجعات فى الغردقة وشرم الشيخ وغيرهما، بدأت أسمع عن شكاوى من مياه الشرب، ولونها، ووجود رواسب فيها، ولكن – أكرر- الأسباب ظلت غامضة بالنسبة لى.

أتذكر متابعة تغطيات الإعلام الخاصة بشكاوى المواطنين فى مناطق عدة قبل سنوات عن «اصفرار» المياه، أو رائحة كريهة فيها، وردود المسؤولين التى كانت غالبًا تتراوح بين «اللون الأصفر يكون نتيجة عطل تم إصلاحه»، أو أن الرائحة هى لمطهرات المياه ولا ضرر منها.

اليوم، انقلبت منظومة مياه الشرب رأسًا على عقب. أسكن الشروق منذ نحو ثمانى سنوات، وعلى مدار هذه السنوات، أصبح جزءا معتبرا من ميزانية البيت مخصصًا لشراء المياه. هذا الجزء تضاعف ووصل إلى أرقام غير مسبوقة فى السنوات الأخيرة. قارورة المياه التى كان سعرها ١٩ جنيهًا تباع بـ٩٠ و٩٥ جنيهًا.

وبعيدًا عن مصداقية أو خطأ أو الغرض مما أثاره الشابان صانعا المحتوى عن جودة، لا مياه الشرب، بل «المياه المعدنية» – والتى هى بالمناسبة ليست معدنية، بل مياه شرب تمت تنقيها قبل تعبئتها- يفتح ملف «مياه الحنفية» فى مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مياه الحنفية مياه الحنفية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt