توقيت القاهرة المحلي 23:52:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرة فابتسامة أو...

  مصر اليوم -

نظرة فابتسامة أو

بقلم: خولة مطر

ربما من محاسنه؟ ربما؟ من هو؟ الفيروس الأكثر شهرة فى حياتنا طبعا، ذاك الذى وحّد أنماط حياتنا لتصبح كلها متشابهة من تايمز سكوير حتى كل «السكويرات» فى كل مدن الكون..
جلسات شرب القهوة الصباحية أو «شاى الضحى» فى بعض الدول و«الهاى تى» أو حتى «الهابى أور» كلها أصبحت «فيرتوال» يعنى من بعيد لبعيد أو كما يقول المثل «روح بعيد وتعال سالم» رغم أنه قيل لمناسبات أخرى ولكن فى مسألة الكورونا البعد أسلم!!! كثرة الاجتماعات والحوارات واللقاءات الأسرية والصداقية وغيرها عبر السكايب أو الزووم أو التيمز أو برامج كثيرة أخرى. صديقتى تقول «اقتربت أكثر من معرفة من هم أصدقائى الحقيقيون وأصبحت أختار وأركز مع بعضهم فقط.. مش مضطره لأحاديث سخيفة ومجاملات».. وهى، أى الصديقة، تقول أيضا ارتحت من الاضطرار للمصافحة والقبلات لمن لا أحمل لهم احتراما قبل الود.. شديدة الحساسية هى وكثيرة المعارف أيضا ورغم ذلك تحولت بفعل البعد أو الفيروس الشهير إلى شخص شديد الحرص على شلة من الصديقات والأصدقاء فقط وحتى بين أفراد عائلتها صارت تردد «لست مضطرة إلا لمن يكن لى المحبة بمثل ما أحب»..
هى نموذج ليس بالنادر بل جدير بالدراسة فى زمن الكورونا، كثير من الأصدقاء قالوا أصبحنا نختار من بين أصدقائنا. فيما آخرون فتحوا الأبواب وشرعوها بحثا عن من يكسرون معه أو معها روتين العزلة المنزلية المملة أحيانا، خاصة لمن لا يرى فى بيته «سكنا» وليس منزلا وهناك فرق بين الاثنين، كما تعريف المساكنة بعيدا عن التبسيط الذى تستخدم فيه كثيرا فى الأحاديث الجانبية المملة هذه المفردة «المساكنة».. فالمساكنة هى أن ترى فى كل قطعة وتفصيل من المكان الذى اخترت أن يكون سكنا لك، ترى فيه جزءا مكملا لحياتك رسمته عبر سنين من تراكمات فى التجارب والتنقل والتعرف على الآخر من ثقافات وعادات وأشكال جمالية وليس مظهرا تزين به غرفة لتبهر به ضيوفك.. بل ربما هى ذاك التمثال الذى أهداك إياه يوم التقيتما خلسة وسرقة فى تلك المدينة وكانت صدفة أيضا فجرى بين لقائين ليبحث عن هدية ليست عادية بل تبقى فى غرفة نومك تصبحك وتمسيك فتبتسمين ويفرح هو!
***
أما صديقتى الأخرى فهى تمتلك شبكة علاقات من كازاخستان مرورا بالهند واليابان وانعطافا عند كثير من دول منطقتنا.. هى التى رحلت منذ سنواتها الأولى بعيدا عن سكنها الأول وانتشرت، بل وجدت نفسها فى كل مدينة حطت فيها. لبست ملابسهم، تعلمت عاداتهم، بل أحبتها، وكثيرا ما تقمصتها فى حياتها رغم أنها لم تبعد عن طمى النيل بعيدا.. هى وفى زمن الفيروس راحت تنبش بين الأسماء، تتذكرها رغم أن الملامح شابها كثير من التغيير إذا ما صدقت الصور! بعضنا لا يزال يفضل أن يلصق صورته أو صورتها وهم فى العشرين بعد أن عبروا العقد الخامس أو السادس من العمر! «الكبر شين» كانت تقول جدتى وهى محقة، خاصة عندما كانت تفصل أن الملامح وتفاصيل الجسد تتغير إلى ما لا يعجب الكثيرين غير المقتنعين أن لكل سن جماله..
صديقتى هذه علمتنا، نحن تلك الشلة الصغيرة أحيانا والواسعة وسع الأرض كثيرا، أن وسائل التواصل ليست فقط للاطمئنان ومعرفة الأخبار، بل ربما لنعيد معرفة أولئك الذين عبروا أيامنا البعيدة ومروا مرور الكرام أو ربما كنا نحن من مر هكذا كالخيال.. هى وهو كانا معا فى الجامعة.. هو الشاب الوسيم الذى كان نشطا فى الحركات الطلابية والسياسية وهى كانت الفتاة المهتمة بدرسها ورياضتها فقط.. فلم يجتمعا رغم التقاء وتقاطع دروبهما..
وجدته أو وجدها على وسائل التواصل وبعد السؤال والجواب اللذين بدءا كمحاولة ربما من الاثنين إلى تمضية وقت الكورونا بعيدا عن نوبات الاكتئاب المنتشرة، تحولت تلك الرسائل إلى مكالمات صوتية ثم سكايب بالصوت والصورة! نظرة، فابتسامة، فلقاء، فـ...! هكذا كان يقال زمان بل زمان جدا. الآن أصبحت رسالة على الفيسبوك، ثم الماسنجر وبعدها لقاءات مفتوحة تمتد لساعات دون إزعاج النادل الذى يسأل عن طلباتكم فى تلك القهوة أو حتى عيون المارة أو الجالسين.. لا أحد سواك أنت وهو وثالثكم ذكريات لمرحلة من العمر وتراكم خبرات علمتكما أن الحياة تقتنص وأن اللحظة التى تأتى لن تعود أبدا.. هو قال لها ذلك ودعم كلامه بكثير من كتابات الفلاسفة، فهو القارئ المطلع الذى أكثر من الأسئلة حتى بعدت به الإجابات عن معاشرة الكثيرين..
***
تروى تلك الحكاية بتفاصيلها والورود الحمراء بمكتبها ثم اللقاءات والارتباط بأشكاله المختلفة. تسألنا «مجنونة صح؟؟» أو «طيشة» فترد عليها أكبرنا بغنج المراهقة.
«لا جنون فى العشق» والعشق يختلف من مرحلة عمرية لأخرى ولكنه يبقى هو هو، ذاك الذى يدفعك لفعل غير المتوقع..
هذه ربما أكبر حسنات ذاك الفيروس الشرير وتلك الوسائل الشيطانية ربما؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة فابتسامة أو نظرة فابتسامة أو



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon