توقيت القاهرة المحلي 11:04:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ضوء من تحت الأنقاض

  مصر اليوم -

ضوء من تحت الأنقاض

بقلم: خولة مطر

هى تردد وهم يجلسون بأعين تلمع بدمعها وبعض ما تبقى من بريق حسن وجمال... كثيرون مثلها ومثلهم يلهثون فى الزحام اليومى، يبحثون عن بقعة ضوء وإن لم يجدوها اتجهوا للنكات. قديما كانوا وكنا نقول إن المصريين هم فقط أصحاب النكتة والآن كثرت النكبات على العرب فتحولوا جميعا إلى صناعة الفكاهة وبالطبع يحاولون الالتحاق بركب المصريين الأكثر خفة دم فى الكون كله رغم أوجاعهم..
***
كل يبحث عن أمل، حتى ذاك الذى راح يجهز حقائب سفره ويغلف أثاث منزله ليخزنه، حتى هو يعرف أن المدينة التى سيرحل لها قد لا تكون هى من سيعيد له ولعائلته الحياة.. كثرت صور المودعين والمغادرين وآخرين باقين ربما بإرادتهم كجزء من صمود اعتادوا أن يرافق سنين عمرهم وآخرين لانعدام الفرص.. نشرة الأخبار المسائية تحمل صور الفارين عبر البحر، أولئك الذين تصطادهم الأمواج العالية أو تفترسهم الكورونا أو ربما فقط خفر سواحل بلد جار لا يتحمل مزيدا من الباحثين عن فرص حياة فى زمن الموت المجانى إذا لم تلبس الكمامة أو تتخذ احتياطاتك أو لم تلتزم بيتك حد الكآبة..
***
كانت البهجة سيرة أيامهم وكثيرا ما كانوا يحسدون عليها «فمن أين يأتون بكل هذا الفرح»؟؟؟ الآن هم من يبحثون بين أنقاض بيوتهم عن صورة أو ذكرى يتعلقون بها أو يورثونها لأبنائهم أو ربما أحفادهم.. كان فى هذه المدينة كثير من الموسيقى والرقص وقمة الجمال.. تبقى هى بعد كل ما أصابها ربما بكمادات هنا وهناك وبتشوهات عسى أن لا تبقى كما هى حال بعض مخلفات حربها الأهلية الأخيرة!!!! تبقى مدينة الجمال المعتق فى شوارع مر بها كثيرون من أبناء المنطقة.. بعضهم كان هاربا من زنزانة مكتظة تنتظره ليس لسبب إلا لكلمة كتبها أو نطق بها قبل أن تكثر وسائل التواصل وتتحول إلى منصات لنشر الكراهية والحقد بدلا عن المعرفة.. وآخرون زحفوا لها لمعرفتهم بكونها حرة لا تستعبد، مدينة لكل الأحبة والأحرار ومحبى الشعر والثقافة والسياسة أيضا. المقاهى التى كانت تكتظ بهم وأصوات نقاشاتهم المحتدة وأكواب القهوة نهارا ومشروبات أخرى مساء وليلا.. لا يخافون العسس ولا المتنصتين الجالسين هنا وهناك لتسجيل أنفاسهم.. بيروت كانت رئة يتنفس منها كثير من شباب وشابات تلك الأيام.. لا تزال تتمسك بكونها رئة العرب رغم كل ما عمل بها..
***
هى الأخرى كما هو راحت تردد سرقوا كل شىء «كل شىء، بيوتنا، وظائفنا، استقرارنا، عيوننا، صحتنا، شوهوا وجوهنا بزجاج انفجارهم.. سرقوا حتى ضحكتنا».. كما هو هناك كثير من اللبنانيين واللبنانيات يصنعون البسمة من عمق الكآبة، يمسكون بأيدى بعضهم البعض رغم التباعد الاجتماعى ويغزلون المرح وسط سحابة من السواد غطت المدينة، يرقصون على وجعهم ويخبئون آلامهم يولعون شمعة علها تحميهم من القادم المجهول أو تنير عتمة أيامهم..
***
يتفاءلون بمكالمة ويغزلون شعر تلك الشابة القادمة من مدن الملح، التى عبرت المطارات غير مبالية بذاك الفيروس العابر للقارات، ولا تخويف البعض وتهويل الآخرين.. جاءت لتزرع ابتسامة هنا وبذرة أمل هناك وتقول لهم بأنكم لستم وحدكم كثيرون هناك ربما يبدو أنهم بعيدون ولكنهم يترقبون أن يتحول أى نفس تحت الأنقاض إلى حياة ويأملون أن يرسلوا لكم ما يستطيعون وهو أضعف الإيمان!!!
***
هى التى عاشت معهم لحظاتهم، آلامهم وأوجاعهم لم تكن تلك المرة الأولى لها، فقلبها يبقى مع أطفال بيروت والشام والقاهرة ورام الله.. ومدن عربية أخرى وحّدها الوجع على تنوعاته.. راحت تمسح الزجاج عن وجوههم، أعادت لهم بسمة كانوا قد تصوروا أنها من بقايا الماضى.. هم المنكوبون جدلوا ضفائرها وجلسوا ملتصقين بها يكررون الأسئلة والضحكات ويرسمون أحلامهم فوق الورق الأبيض كقلبها وقلوبهم..
***
ألم تقل الرائعة فيروز «إيه فى أمل» وهى الأكثر صدقا منذ أن رددت إلى فلسطين خذونى معكم وكأنها تحكى ما هو مخزون فى قلوبهم كلهم..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضوء من تحت الأنقاض ضوء من تحت الأنقاض



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt