توقيت القاهرة المحلي 23:13:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يد تتعاون مع إثيوبيا.. وأخرى مستعدة

  مصر اليوم -

يد تتعاون مع إثيوبيا وأخرى مستعدة

بقلم: عماد الدين حسين

أحد الأصدقاء سألنى منذ أيام قائلا: لقد كتبت فى السنوات الأخيرة تطالب أكثر من مرة بضرورة التركيز على استراتيجية التعاون مع إثيوبيا بدلا من الصدام، ومنذ أيام كتبت تطالب بضرورة إظهار «العين الحمرا» مع إثيوبيا بعد تعثر المفاوضات بشأن سد النهضة بسبب المماطلة الإثيوبية المستمرة، فكيف تفسر هذا التناقض، وأى موقف تتبنى؟!.
هذا سؤال مهم، ولا يتعلق بى شخصيا فقط، لكنه يمثل جدلا على وسائل التواصل الاجتماعى أيضا، متمحورا حول فكرة جوهرية هى: أى أسلوب ينبغى أن نتبعه مع إثيوبيا؟!.
قلت لمن سألنى: لا يوجد أدنى تناقض والمسألة ببساطة، أنه يفترض أن كل مرحلة لها ظروفها ومتطلباتها، والأمر فى النهاية يتوقف على سلوك الطرف الثانى.
مازلت مصرا على ضرورة التعاون وإظهار أقصى درجات التعاون مع إثيوبيا، لأنها ستظل دولة مهمة، والدولة التى ينبع منها النيل الأرزق، الذى نحصل منه على أكثر من ٨٥٪ من المياه. الأساس أن يكون هناك تعاون فى كل المجالات، وهذا التعاون القائم على المصلحة المشتركة، هو الذى يقنع الطرفين بعدم المساس بحقوق الطرف الثانى.
علينا أن نقدم ليس فقط السبت من أجل انتظار الأحد، لكن علينا أن نقدم كل أيام الأسبوع، حتى تصل رسالة للشعب الإثيوبى وكل شعوب العالم أننا شعب مسالم وليس معتديا، وأن كل هدفنا هو البناء والتنمية. والحصول على حصتنا العادلة من المياه كى نستمر على قيد الحياة، وأنه ليس صحيحا ما تروجه بعض الأكاذيب والدعايات الإثيوبية لشعبها بأن كل مصرى لديه حمام سباحة من مياه النيل مما يؤدى إلى حرمان الإثيوبيين من توليد الكهرباء والتنمية.
لم يكن ممكنا فى السنوات السابقة منذ بداية النزاع حول السد، أن نتحدث عن التهديدات وأن ندخل فى صراع مفتوح مع إثيوبيا لسبب بسيط، أنه لم يكن ظاهرا لنا نواياها السيئة مبكرا، ثم أن هناك رأيا عاما إقليميا وإفريقيا ودوليا، لن يقبل قيامنا بأى أعمال عسكرية فى ظل أن المفاوضات لم تكن قد وصلت إلى هذا الطريق المسدود. ثم أنه لا توجد دولة فى العالم، تقوم بمهاجمة دولة أخرى إلا بعد أن تقنع شعبها والرأى العام الدولى، بأن هجومها هو دفاع أصيل عن النفس.
السؤال الجوهرى الآن: هل تغيرت الأوضاع بحيث صار مطلوبا إظهار «العين الحمرا» لإثيوبيا؟!.
ظنى أن الإجابة هى نعم، لكن ذلك لا يعنى بصورة آلية خوض الحرب، بل الاستعداد لكل الاحتمالات.
نحن مددنا أيادينا إلى إثيوبيا. وتحدثنا بحسن نية شديدة، ورئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى زار إثيوبيا أكثر من مرة، وتحدث إلى نواب برلمانها، مقدما كل علامات المودة والأخوة والصداقة، لكنهم للأسف قابلوا ذلك بالتسويف والمماطلة ومحاولة شراء الوقت، لفرض أمر واقع هو بناء السد من دون أى اتفاق مع مصر، رغم أننا نقول لهم طوال الوقت: نحن نتفهم حقهم فى التنمية وعليكم أن تتفهموا حقنا فى الحياة»!.
وهناك فارق كبير بين التنمية والحياة، الأولى نسبية، والثانية مطلقة، ونقص كمية المياه عن مصر، يعنى الحكم على شعبها بالموت عطشا، وهذا أمر لا يمكن التساهل فيه تحت أى ظرف من الظروف.
هل كان مطلوبا منا أن نظهر العين الحمرا لإثيوبيا قبل ذلك؟! هذا سؤال جدلى، ثم إنه ليس من المنطق الحكم الآن على أمر لم نكن نعرف ظروفه الدقيقة وقتها، بمعنى هل كان فى مقدورنا أن نفعل ذلك وتقاعسنا، أم أن مجمل الظروف المحلية والاقليمية والدولية، لم تكن تسمح لنا بذلك؟!.
النقطة المهمة الأخرى هى أن نواجه المشكلة بصورة صحيحة، خاصة أمام الرأى العام الدولى. نحن لسنا وحدنا فى المنطقة، أو فى العالم، وبالتالى، حينما نتحدث عن الخيارات الصعبة، لابد أن يكون ذلك بصورة مهنية ومنضبطة وقانونية، يفهمها كل العالم، ويقدرها ويحترمها وبالتالى يقبلها. ثم انه لا توجد قاعدة واحدة للتعامل حتى فى نفس المشكلة، المهم التوقيت والظروف والإمكانيات، وإذا تمكنا من تحقيق الهدف بالوسائل السلمية «فخير وبركة».
وعلينا أن نسعى فى ذلك بكل السبل القانونية والفنية والاقتصادية، وإذا لم نستطع فلا يمكن وقتها إلا اللجوء للوسائل الأخرى، لحماية حصة مصر من المياه، التى بدونها «نموت من العطش». وهو أمر لا يمكن لأى مصرى أن يقبله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يد تتعاون مع إثيوبيا وأخرى مستعدة يد تتعاون مع إثيوبيا وأخرى مستعدة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon