توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل كورونا مؤامرة؟!

  مصر اليوم -

هل كورونا مؤامرة

بقلم: عماد الدين حسين

بعض العرب يصر حتى هذه اللحظة على أن فيروس كورونا مؤامرة دبرتها الصين أو الولايات المتحدة، أو إسرائيل ضد العالم للسيطرة عليه.
وللموضوعية فليس بعض العرب فقط هم من يؤمنون بالمؤامرة فى هذا الفيروس الذى حيّر العالم وجعله «يلزم بيته من غروب الشمس»، ولكن هذا التفكير شائع ومنتشر فى معظم أنحاء العالم، بما فيه العالم المتقدم.
منذ انتشار الفيروس، يعتقد جانب كبير من كل شعب أن هذه الدولة أو تلك قامت بتخليق هذا الفيروس خصيصا من أجل الإضرار بها.
سمعنا وقرأنا الكثير عن هذا الأمر. وأن يأتى ذلك من مواطنين عاديين أو حتى خبراء أو بعض المحللين والمعلقين، فهو أمر جائز، لكن أن يأتى من قادة دول كبار جدا، فهو أمر محير.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قلل من أهمية الفيروس فى بدايات انتشاره، بل وسخر منه، واعتبره مجرد «نزلة برد عادية»، وعندما اكتشف أنه خطير ووصل لبلاده وبدأ يتفشى، وصفه «بالفيروس الصينى». وقال إنه اطلع على أدلة تثبت أن فيروس كورونا نشأ فى مختبر معهد ووهان للفيروسات، وأنه على منظمة الصحة العالمية أن تخجل من نفسها لأنها مثل وكالة العلاقات العامة للصين.
حينما يتحدث أى شخص عابر عن المؤامرة وراء الفيروس، فقد لا يلومه أحد، لأن كلامه ببساطة لا يلزم أحدا، لكن حينما يردد رئيس أكبر دولة فى العالم هذا الكلام، فهو أمر شديد الخطورة.
السؤال مرة أخرى: هل كلام ترامب صحيح؟!
حينما سأله أحد الصحفيين قبل فترة عن الدليل الذى يملكه ليبرهن به على صحة كلامه، رد ترامب قائلا: «لا يمكننى أن أخبرك بذلك. غير مسموح لى أن أخبرك بذلك»!!!.
الصين بطبيعة الحال تنفى أى اتهامات بأنها خلقت الفيروس، وقبل أيام ردت بفيلم رسوم متحركة يسخر من اتهام ترامب لها بتخليق الفيروس.
منظمة الصحة العالمية أنصفت الصين، وقالت بوضوح إن الفيروس غير مخلق بشريا.
لكن الضربة القاضية جاءت من مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية الذى قال إنهم ما يزالون يحققون فى كيفية نشأة الفيروس لكن ما هو واضح أمامهم أنه «ليس من صنع الإنسان وليس معدلا وراثيا»، هذا التحرك من قبل المكتب جاء بناء على طلب من ترامب الكشف عن أى تعتيم محتمل من قبل السلطات الصينية أو منظمة الصحة العالمية بشأن انتشار الفيروس فى بدايته خصوصا بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إن الصين حاولت حجب جزء من المعلومات الخاصة بتفشى الفيروس وأنها ستتحمل مسئولية ذلك، ثم قال لاحقا إن الحزب الشيوعى الصينى يجب أن يدفع الثمن دون أن يوضح ماذا يقصد بالضبط.
مرة أخرى: هل هناك مؤامرة وراء انتشار الفيروس؟!
ربما تكون هناك مؤامرة، لكن لا أحد يملك أن يبرهن على وجودها، حتى هذه اللحظة، وبالتالى ليس أمام العالم سوى أن يصدق النظرية القائلة بأن الفيروس تحور وتطور وانتقل من الحيوان للإنسان. ورغم كل ذلك، فإن مواطنين كثيرين فى العديد من بلدان العالم سوف يواصلون التصديق بأن هناك مؤامرة فى مكان ما كانت وراء انتشار كورونا.
الخطر الحقيقى أن يكون ترامب يستخدم اتهام الصين بأنها وراء انتشار الفيروس كى يحصل منها على تعويضات ضخمة.
وقد سمعنا فى الأيام الأخيرة إلحاحا أمريكيا متواترا ومنسقا فى هذا الصدد يعززه دعم دبلوماسى من دول أوروبية. البعض يعتقد أن ترامب يستخدم الفزاعة الصينية لهدفين أساسيين، الأول انتخابى بحت خصوصا أن منافسه الديمقراطى جو بايدن بدأ يتقدم عليه فى استطلاعات الرأى، والثانى استمرار ضغوطه على الصين لمنع انطلاقها وتقدمها اقتصاديا وسياسيا، وتلك قصة معقدة قد ينتج عنها صدام أمريكى صينى غير مسبوق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كورونا مؤامرة هل كورونا مؤامرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon