توقيت القاهرة المحلي 10:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة فى بيان قمة أسمرة الثلاثية

  مصر اليوم -

قراءة فى بيان قمة أسمرة الثلاثية

بقلم: عماد الدين حسين

المؤكد أن الخبراء وكبار المسئولين فى مصر وإريتريا والصومال الذين صاغوا البيان الختامى لقمة أسمرة الرئاسية، يوم الخميس الماضى، قد بذلوا جهدًا إضافيًا ملحوظًا، حتى يخرج بصورته النهائية، ولا يعطى إثيوبيا فرصة لادعاء المظلومية والتباكى الكذوب.

ومن يتأمل البيان الختامى للقمة الثلاثية التى عقدت فى العاصمة الإريترية أسمرة سوف يكتشف ذلك بسهولة. أسمرة شهدت، يوم الخميس الماضى، ثلاث قمم، الأولى مصرية إريترية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى اسياسى أفورقى، ثم قمة مصرية صومالية بين الرئيسين السيسى وحسن شيخ محمود، ثم قمة ثلاثية بين الرؤساء الثلاثة، وخلال هذه القمم صدرت ثلاثة بيانات رسمية، كان عنوانها الرئيسى هو التنسيق الثلاثى للتعاون والتنمية والتصدى لأى مخططات تستهدف وحدة الصومال. والطبيعى أن الرسالة الأساسية قد وصلت لمن يهمه الأمر.

فى بيان القمة الثلاثية فإن البند الأول كان عن المشاورات المكثفة التى أجراها الرؤساء الثلاثة، أما فى البند الثانى فقد اتفق الرؤساء الثلاثة على التزام بلدانهم بالمبادئ الأساسية للقانون الدولى باعتبارها الأساس الذى لا غنى عنه للاستقرار والتعاون الإقليمى، خاصة الاحترام المطلق لسيادة واستقرار ووحدة أراضى دول المنطقة، والتصدى للتدخلات فى الشئون الداخلية للدول تحت أى ذريعة أو مبرر.

وهذا كلام لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، ولا يمكن لإثيوبيا أن تعارضه خصوصًا أنه يتوافق تمام مع ميثاق الاتحاد الإفريقى ومقره العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

البند الثالث اتفق فيه الرؤساء على تطوير وتعميق التعاون لتعزيز مؤسسات الدولة الصومالية لمواجهة مختلف التحديات وتمكين الجيش الفيدرالى من التصدى للإرهاب بكل صورة وحماية حدوده البرية والبحرية وصيانة وحدة أراضيه.

ومرة أخرى فهذا أيضًا كلام مهم يتفق تمامًا مع أسس ومبادئ الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة والقانون الدولى، ولن يعترض عليه أحد إلا إذا جاهر بأنه يريد انتهاك وحدة الأراضى الصومالية، ونعرف بالطبع من فعل ويفعل ذلك فى الماضى والحاضر!

فى البند الرابع جاء فيه أن الرؤساء الثلاثة توصلوا إلى توافقات بشأن الأزمة فى السودان وتداعياتها الإقليمية، والوضع فى الصومال فى ضوء التطورات الأخيرة، وكذلك بشأن قضايا الأمن والتعاون بين الدول الساحلية للبحر الأحمد ومضيق باب المندب، كما بحث الرؤساء التنسيق الدبلوماسى بين بلدانهم.

فى البند الخامس ترحيب القمة بعرض مصر المساهمة فى قوات حفظ سلام فى الصومال، وهو أمر يتوافق أيضًا مع الاتحاد الإفريقى بل إن الاتحاد هو من دعا مصر للمساهمة فى ذلك.

فى البند السادس تم الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة من وزراء خارجية البلدان الثلاثة للتعاون الاستراتيجى فى كل المجالات، وهذا البند قانونى ورسمى وطبيعى بين ثلاث دول بالمنطقة، ولن تتضرر منه أى دولة إلا إذا كانت تريد الإضرار بمصالح البلدان الثلاثة.

أما فى البيان المشترك المصرى الإريترى، فإن بعض بنود البيان الثلاثى تكررت فيه خصوصًا الاحترام المطلق لسيادة واستقلال ووحدة أراضى بلدان المنطقة، ورفض التدخلات فى الشئون الداخلية لدول المنطقة تحت أى مبرر، والعمل على خلق مناخ موات للتنمية المشتركة وتعزيز التعاون الثنائى فى كل المجالات، وتعميق التشاور المستمر من خلال لجنة تشاور سياسى على مستوى وزيرى الخارجية. ومن الواضح أن الذى سوف يتضرر مما جاء فى هذا البيان هو من يهدد وحدة واستقرار إريتريا خصوصًا أن إثيوبيا تلمح وتصرح طوال الوقت بأنه يحق لها أن تصل إلى موانى إريتريا على البحر الأحمر بالتوافق أو بالقوة المسلحة!

فى البيان المشترك المصرى الصومالى نفس الأفكار السابقة لكن يزيد عليها رفض الإجراءات الأحادية التى تهدد وحدة الأراضى الصومالية، والترحيب بقرار مجلس الأمن برفع حظر تصدير السلاح للصومال، والإشادة بدور وجهود الجيش الصومالى وتعزيز قدراته لبسط سيطرته على كامل أراضيه.

السؤال الجوهرى وما الذى يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة وبيانها الختامى، وكذلك اللقاءات الثنائية بين قادة الدول الثلاث؟

أظن أن الإجابة تكمن فى مجرد انعقاد القمة والتفاهم بين الدول الثلاث، لكن هناك أيضًا بندًا مهمًا يتعلق بدور مصر فى «أتميس»

و«أوسوم»، وهو أمر يتطلب نقاشًا لاحقًا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة فى بيان قمة أسمرة الثلاثية قراءة فى بيان قمة أسمرة الثلاثية



GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt