توقيت القاهرة المحلي 01:07:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

8 ملاحظات علي سوبر الأهلي والزمالك

  مصر اليوم -

8 ملاحظات علي سوبر الأهلي والزمالك

بقلم: عماد الدين حسين

النقاد والمتخصصون كتبوا وسيكتبون عن مباراة بطولة السوبر المحلى بين الزمالك والأهلى التى أقيمت ليلة الخميس الماضى فى أبوظبى، وانتهت بفوز الزمالك بضربات الجزاء الترجيحية.

وفى السطور التالية سأتناول بعض الملاحظات السريعة غير المتعلقة بالمستوى الفنى.

أولا: المباراة وأحداثها سيطرت تماما علی وسائل التواصل الاجتماعى قبل بدايتها وبعد نهايتها بساعات. كانت هى الشغل الشاغل للمصريين تقريبا. وباستثناءات قليلة، فقد هيمنت المباراة على «التايم لاين».

وسواء أحببنا ذلك أو كرهناه فقد انشغل الجميع بالمباراة، وبالطبع قرأت لقلة قليلة حسرتها وحزنها على أن المصريين تركوا قضاياهم الرئيسية لينشغلوا بالمباراة. وأصحاب هذا الرأى لا يريدون أن يدركوا أن مثل تلك النغمة تجاوزها الزمن، وأن الاهتمام بالكرة ليس شأنا مصريا، بل هو عالمى بامتياز.

ثانيا: هناك ما يشبه الإجماع على أن المستوى الفنى للمباراة كان ضعيفا جدا، وفى أفضل الأحوال متوسطا، ولو قارنا هذا المستوى بما نشاهده فى الدوريات الخمسة الكبرى عالميا أى الإنجليزى والإسبانى والإيطالى والألمانى والفرنسى، فسوف نكتشف أن ما نمارسه فى مصر ليس كرة قدم بمعناها العالمى. ورغم ذلك ثبت أنه حتى هذا المستوى الضعيف فنيا، محل اهتمام وشغف من غالبية المصريين.

ثالثا: التنظيم الإماراتى فى المباراة كان ممتازا، والأمر نفسه ينطبق على التنظيم القطرى لبطولة السوبر الإفريقية قبل أسبوع فى الدوحة. كذلك الأمر بالنسبة للإخراج التلفزيونى. أقول ذلك حتى نسأل أنفسنا لماذا نخفق، وهل الأمر متعلق بالإمكانيات المادية فقط؟!
رابعا: من الواضح أن جماهير الزمالك لا تزال كبيرة، والتعليق المتكرر بعد الفوز هو أن «الخلايا النائمة الزملكاوية» كثيرة، ان كل من يئسوا من أداء الزمالك فى السنوات الماضية قد عادوا لتشجيع ناديهم مرة أخرى، خصوصا أنهم فازوا بكأسين سوبر إفريقى ومحلى فى أقل من أسبوع.

خامسا: أسوأ ما فى السوبر هو الروح الرياضية السيئة التى شاهدناها فى الملعب، أعرف أن المكايدات بين جمهور الناديين قديمة، وسوف تستمر. وأعرف أن الهتافات البذيئة موجودة فى المدرجات وفى الشوارع حتى لو كان الأهلى أو الزمالك يواجه فريقا آخر.
لكن ما حدث عقب المباراة كان مسيئا جدا لنا حميعا. وما فعله اللاعبون عبدالله جمعة ومحمود شيكابالا ومحمود كهربا وطارق حامد لا ينبغى أن يمر من دون عقاب. من حق الناس أن تفرح لكن من دون هذه «المسخرة»!.

كاميرات تلفزيون أبوظبى منعت بث هذه المشاهد المخلة، لكن أمكن لكثيرين أن يشاهدوا ما حدث، ويشعروا بالخجل. والطريقة التى تصرف بها طارق حامد وكهربا لم تكن موفقة بالمرة.

فى المقابل فما فعله لاعبو الأهلى بخلع الميداليات الفضية بمجرد تسلمها أمر غير رياضى بالمرة أيضا.

المأساة فيما حدث أن هؤلاء النجوم هم قدوة لملايين الشباب صغير السن. وبالتالى علينا ألا نتفاجأ حينما نجد الأجيال الجديدة، لا تعرف شيئا عن الروح الرياضية.

هؤلاء النجوم هم الذين يزرعون روح التعصب الممقوت فى نفوس الناس ولا ننسى أن بعض كبار المسئولين فى الناديين صاروا أكثر انفلاتا من اللاعبين والجماهير. وعلى الحكومة وأجهزتها ان تتدخل لوضع حد لهذا التدنى، حتى لا نتفاجأ بكوارث أسوأ.
سادسا: علينا أن نسأل «ما الذى حدث للمصريين؟».

يفترض أن نوعية الجماهير التى ذهبت لاستاد محمد بن زايد «غالبيتهم من المصريين المقيمين بالإمارات. أو الذين سافروا من مصر وبعض دول الخليج لحضور المباراة، وبالتالى فهم متعلمون جدا ومستوياتهم المالية والاجتماعية جيدة. يعنى طبقة وسطى أو ما فوقها.

يعنى أيضا هم ليسوا «ثالثة يمين أو ثالثة شمال» وإذا كان هذا هو المستوى الأخلاقى لعدد كبير من الجماهير فعلينا أن نعترف أن تغيرا مهما طرأ على المصريين. ولم يعد الأمر قاصرا على الحارات والأحياء الشعبية وبعض سائقى التكاتك، بل انتقل لفئات كثيرة تستمع لأغانى المهرجانات، وتسب وتلعن بنفس الطريقة.

سابعا: بهذا التدنى فى المستوى الأخلاقى، فأغلب الظن أن عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية بصورة كاملة. لن تكون قريبا، لأنه لولا الأمن الإماراتى الصارم، لحدث ما لا يحمد عقباه، وقد رأينا اشتباكات كثيرة وجماعية بين اللاعبين، وتحرش من اللاعبين بالجماهير، وهى المادة الخام للانفلات والفوضى.

ثامنا: من سوء الحظ أن غالبية كتابات محررى الرياضة فى الجانبين كانت أقرب إلى جمهور الترسو. أى إنهم يكتبون وكأنهم مشجعون. وباستثناءات قليلة احتوت على رؤية موضوعية، فقد كانت غالبية الكتابات على السوشيال ميديا تنتمى إلى الروح القبلية وتجارى الروح المتعصبة لبعض الجماهير. فى النهاية مبروك للزمالك هذا الفوز المعنوى المهم، ونتمنى أن ينشغل من يهمه الأمر بعلاج الأزمات والمشكلات التى رأيناها ليلة الخميس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 ملاحظات علي سوبر الأهلي والزمالك 8 ملاحظات علي سوبر الأهلي والزمالك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon