توقيت القاهرة المحلي 19:15:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العصر الصيني متأخر قليلاً

  مصر اليوم -

العصر الصيني متأخر قليلاً

بقلم: سمير عطا الله

طرح الكتّاب العرب، في الأيام الماضية، قضية مهمة للنقاش: هل ننبهر بالصين، كما توحي الأحداث الكبرى الأخيرة، أم أنها لا تزال مجرد دولة فرعية في عالم الحضارات والقوى وشكل العالم الجديد؟ الفريق المعادي للصين، قال إنها لا تزال الدولة التي لا يزال شعبها يأكل الخفافيش، ويعيش بلا نظافة صحية، بحيث تنمو في بيئته الأوبئة. الفريق المؤيد، قال هذه هي عظمة الدول العظمى، ففي حين لا يزال العالم مجندلاً بالفيروس، قضت عليه الصين في ووهان، وخففت الإصابات إلى نسبة مذهلة، فيما تزداد فراسة في أميركا وأوروبا، وحتى في بلاد الجرمان، البلاد الأكثر تقدماً وانتظاماً.
إذن كلا الفريقين على حق. لكنني أعتقد أن البروز الصيني في السنوات الأخيرة عملية مذهلة. قدمت لنا بكين منذ غياب ماو تجربة لا سابقة لها: الرأسمالية الفردية في أقصى نماذجها، والحزب الشيوعي كمعتقد، جنباً إلى جنب. أكبر تجّار تجزئة في العالم، وأهم زعيم للحزب الشيوعي.
قد يستمر هذا السباق الرهيب بين الغرب والصين إلى زمن طويل. وقد يتعايشان. وقد يصطدمان قريباً عندما ينقسم العالم بين غرب مدين ومدلل، وأحياناً مترف، وبين عملاق آسيوي لا ديون عليه ولا التزامات، وعند الحاجة يسد الرمق بحساء الخفافيش ولحم الثعابين، والعياذ بالله.
اعتقادي أنه سوف يمر زمن قبل أن ترجح الكفة الحضارية إلى الصين. العوائق الثقافية كثيرة، وأهمها اللغة. التقدم الذي أحرزه الألمان ظل إقليمياً بسبب اللغة. نصف العالم يركب سيارات ألمانية، لكن الذين قرأوا غوته قلة نسبية صغيرة. والأدب الروسي من أهم آداب العالم، لكن العالم يقرأه بلغات أخرى.
إن الحضارة العالمية المبنية على التراث اليوناني واللاتيني، التي منها ولدت ثقافات واسعة كالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، أي ما يسمى في مجموعه «الغرب»، لن يفسح في المجال بهذه السهولة لحضارة لا يعرف عنها الكثير. سوف يكون من السهل على الصينيين أن يطلقوا كبسولة إلى الفضاء، لكن كم من الوقت ينبغي أن يصرفوا لكي يقيموا «هارفارد» و«أوكسفورد» و«السوربون». جميع الطلاب المتفوقين في «M.I.T» صينيون. لكن جميع الأساتذة أميركيون.
أجل، بلغت الصين المرتبة الثانية بين أمم العالم. لكن الشوط الأخير سيكون طويلاً ومليئاً بالحواجز. أي الشوط الحضاري الأخير، الذي يحل صيني على المسرح مكان شكسبير، أو روائي صيني محل همنغواي، أو مجموعة تحصد جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والآداب. أما فيما يتعلق بالقضاء على «كورونا»، فانحناءة على الطريقة اليابانية. المصافحة ممنوعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصر الصيني متأخر قليلاً العصر الصيني متأخر قليلاً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس

GMT 14:49 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن شخصيتها في مسلسل "الغربان"
  مصر اليوم - مي عمر تكشف عن شخصيتها في مسلسل الغربان

GMT 10:45 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

فرنسا تحتضن 500 ذئب لتحقيق هذا الهدف

GMT 05:36 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

"ديور" تطرح عطرها الجديد والمميز "Joy by Dior "

GMT 16:52 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غضب عارم بين اللاعبين بسبب المستحقات في نادي المقاصة

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

"منظمة التجارة" تندد بالرسوم الأميركية على الصين

GMT 08:10 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تُظهر أناقتها خلال زيارتها قبرص

GMT 20:06 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"النجوم" يهزم "الاتّحاد السكندري" بهدفين نظيفين الإثنين

GMT 05:26 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تبرز ملامح القوة والأناقة في "AMG G63"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon